كريستال النوار - خاصّ الأفضل نيوز
اليوم، 18 شباط 2025، تكتمل المهلة المُمدّدة للانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، وهذا الحدث طال انتظاره من قِبل الأهالي ليعودوا إلى بلداتهم. ولكن هل تنسحب القوات الإسرائيليّة بشكلٍ كامل من الأراضي اللبنانيّة؟ الأمر لا يبدو كذلك، خصوصاً بعدما صدر قرارٌ رسميّ عن الجيش الإسرائيلي جاء فيه أنّ "أعداداً صغيرة من القوات ستبقى في 5 مواقع استراتيجيّة في جنوب لبنان بعد 18 شباط وستكون لدينا قاعدة عسكرية في لبنان مقابل كلّ بلدة إسرائيلية".
الموقف الإسرائيلي يؤكّد أنّ الانسحاب لن يكون كاملاً، وفق ما يُشير العميد المُتقاعد حسن جوني في حديثٍ لموقع "الأفضل نيوز"، لافتاً إلى أنّ "الجيش الإسرائيلي سيبقى في 5 نقاط ويتبيّن لاحقاً ما سيحصل فعلاً على الأرض".
ما هي هذه النقاط الخمس التي تتمسّك إسرائيل بالبقاء فيها في جنوب لبنان؟ وما أهميتها؟ وفقاً للمعلومات المُتداولة، فإنّ النقاط التي يُريد جيش الاحتلال البقاء فيها هي "تلة الحمامص وتلة العويضة وجبل بلاط واللبونة والعزية".
هنا، يلفت العميد جوني إلى أنّ "هذه النقاط هي 5 مرتفعات يعتبر الإسرائيلي أنّ وجوده فيها يُحقّق له مُستلزماتٍ دفاعيّة للمستوطنات الشماليّة.. وهذا عذر واهٍ"، موضحاً أنّه لم تعد لهذه المرتفعات أهميتها.. فاليوم في العلم العسكري الحديث، فقدت المرتفعات الأهمية التي كانت تتمتّع بها سابقاً من حيث التحكّم والإشراف والمُراقبة والاستهداف لأنّ هذه الوظائف صارت في مُتناول أسلحة متطوّرة مثل الدرون وغيرها ووسائل التكنولوجيا، وبالتالي لا ضرورة للمرتفعات بالمعنى التقليدي القديم. بالتالي، هذه حجّة أو عذر غير مبرّر وغير منطقي".
أمّا بقاء الجيش الإسرائيلي فله 3 أسباب برأي العميد جوني، وهي معنويّة ونفسيّة وسياسيّة. ويُفسّر شارحاً: "الجيش الإسرائيلي يعيش نشوة الانتصار في الجنوب، فرغم أنّه لم ينتصر على حزب الله ولكنّه يريد أن يبرز مشهد الانتصار والنشوة من خلال بقائه وخرقه للاتفاق، هذا معنويًّا. والبُعد النفسي، أنّه يُريد أن يطمئن سكان مستوطنات الشمال بالعودة على أساس أن الجيش الإسرائيلي موجود في الداخل اللبناني وعلى المرتفعات الحاكمة والمُسيطرة لحمايتهم، وهذا الأمر ليس أكثر من حالة نفسيّة قد تطمئنهم بأنّ عمليّة تُشبه 7 أكتوبر لن تتكرّر في جنوب لبنان وهي أساساً صارت مستبعدة نتيجة التطورات والتزام الدولة بالـ 1701. أمّا البُعد السياسي، فيكمن في أنّ الإسرائيلي يُريد البحث عن مكتسباتٍ سياسيّة لاحقاً، فالجيش الإسرائيلي لن ينسحب إلا لتحقيق مكتسبات سياسية معيّنة تتعلق بترتيب اتفاقٍ جديد أو السعي إلى ربط انسحابه بسحب سلاح حزب الله. فهو لن ينسحب إذا بقي في هذه المرتفعات، إلا إذا تطوّر الوضع الميداني بمعنى إذا حصلت عمليات مقاومة عليه تؤدي إلى انسحابه؛ وبطبيعة الحال إذا بقي، سيصبح هدفاً مشروعاً لأيّ مقاومة يمكن أن تتحرّك باتجاهه، وهنا يتصاعد احتمال أن تبدأ مقاومة لمراكزه بالحجارة ومن دون أيّ تبنٍّ من أحد... مقاومة غير متبناة".
ويُضيف: "إذا بقي الإسرائيلي في هذه المرتفعات، يعني أنّ عنوان الاستقرار لن يكتمل في المنطقة. وهذا قرار غير حكيم من قبل الجيش الإسرائيلي وليس لمصلحته".
كذلك، يلفت العميد جوني إلى أنّ "الموقف اللبناني رافضٌ للبقاء الإسرائيلي، والرئيس جوزاف عون أكّد رفضه بقاء أي جندي إسرائيلي. ويجب أن يصدر موقف أكثر حسماً ووضوحاً والدولة سترفض هذا البقاء وتعتبره احتلالاً وخرقاً، وبالتالي قد تنبثق مشروعيّة مقاومة هذه المواقع الإسرائيلية إذا بقي الإسرائيلي... هذا قد يحصل إذا استمرّ الإسرائيلي بالبقاء خارقاً الاتفاق مع عدم موافقة الدولة على التمديد.. هذا يعني أنّه احتلال مكتمل الأوصاف".