كمال ذبيان - خاص الأفضل نيوز
في خلال شهر، ومنذ ٢٨ آذار الماضي، شنَّ العدوُّ الإسرائيليُّ ثلاث غارات على الضاحية الجنوبية، وهي تأتي بعد اتفاق وقف إطلاق النار في ٢٧ تشرين الثاني الماضي، والذي لم يتم الالتزام به من قبل الكيان الصهيوني، الذي اعتدى على سيادة لبنان واستهدف مدنه وبلداته وقراه في جنوب نهر الليطاني وشماله، بحوالي ٤ آلاف عمليّة عسكريّة قتل فيها نحو ١٥٠ شـ.هيدً.ا ومئات الجرحى وخلَّف دمارًا في المنازل والأبنية والمؤسسات دون أيِّ رادع، من الجيش اللّبنانيِّ، وقوات الأمم المتحدة التي عليها المساعدة في حفظ الأمن والاستقرار، في وقت، تخلّت "لجنة الإشراف العسكريّة" على مراقبة وقف إطلاق النار والتي يرأسها ضابط أميركيٌّ عن مهمَّتها، فتركت للعدوِّ الإسرائيليِّ أن يقوم باعتداءاته، التي كان آخرها في حي الجاموس بالضاحية الجنوبية، فزعم أنه استهدف مستودعًا (هنغار) يخزن فيه "حـ.ـز.بُ اللَّـ.ـه" أسلحة متطورة، وهو ادعاء كاذب وفقًا لما كشفته التقارير الأمنية والإعلامية، بأن لا وجود لأيِّ أثر للسِّلاح، وهو الادِّعاء الكاذب الذي سبق وأعلنه، عند استهدافه مبنى في أول نيسان الماضي، وأشار إلى أنه يحتوي مسيرات، واستشهد فيه حسن بدير الذي وصفه العدوُّ الإسرائيليُّ، بأنه قيادي في "حـ.ـزب اللَّـ.ـه" ومسؤول عن وحدة المسيرات".
أما الرسالة التي قصد العدوُّ الإسرائيليُّ من توجيهها بعمله العسكري، فهي إلى الحكومة اللبنانيةِ التي اتهمها رئيس حكومة العدوِّ الإسرائيليِّ بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس، بأنها لم توقف تهديدات "حـ.ـز.ب اللَّـ.ـه" إلى الكيان الصُّهيونيّ، بنزع سلاحه أو إجباره على تسليمه بالقوة، حيث يلاقي الطلب الإسرائيلي الأطراف الحزبية والسياسية واللبنانية، التي تدعو الحكومة أن تضع فترة زمنيّة لـ "حـ.ـز.بِ اللَّـ.ـه" كي يسلم سلاحه أو تلجأ إلى استخدام القوة عبر الجيش اللبناني، وهذا ما لا يوافق عليه رئيس الجمهورية جوزاف عون، الذي تحدث مؤخرًا عن أن موضوع سلاح "حـ.ـز.بِ اللَّـ.ـه" عبر موفده العميد المتقاعد ددي رحال، ولم يمانع "حـ.ـز.بُ اللَّـ.ـه" من أن تكون الدولة صاحبة قرار الحرب والسلم، على أن يسبق ذلك، انسحاب الاحتلال الإسرائيليِّ من كل الأراضي اللّبنانيّةِ التي يسيطر عليها، بما فيها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، عملًا بالقرار ١٧٠١.
فالعدوان الإسرائيليُّ الأخير استهدف الحلَّ الدبلوماسيَّ، الذي أكد الرئيس عون أنه السبيل الوحيد، للوصول إلى استقرار داخلي، وهدوء على الحدود مع فلسطين المحتلة، لكن رئيس الجمهورية عاتب لا بل غاضب من الدول التي تريد مساعدة لبنان، ولا تفعل، كمثل أميركا وفرنسا اللتين ناشدهما أن يوقفا الاعتداءات الإسرائيليّة، لكنهما لم تقوما بدورهما الذي نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار ومراقبته من قبل اللجنةِ التي يشاركان فيها كعضوين أساسيين، فلم يتمكن الرئيس عون من وقف العدوان الإسرائيليِّ الأخير على الضاحية، بعد التحذير والتهديد الذي أطلقه الناطق الرسمي باسم جيش العدوِّ الإسرائيليِّ أفيخاي أدرعي، ليتبين بأن نتنياهو أبلغ واشنطن بالعدوان قبل حصوله، ولم تردعه الإدارة الأميركية، وأن فرنسا لم تقم بدورها بدعوة لجنة الإشراف إلى الاجتماع، أو دعوة مجلس الأمن الدولي.
وفي موازاة اللامبالاة الأميركية والفرنسية والأممية، فإنَّ الحكومة اللبنانية متَّهمة بالتقصير، وهذا ما ورد في تصريحاتٍ ومواقف مسؤولين ونواب في "حـ.ـز.بِ اللّـ.ـه"، الذين سألوا الدولة عن دورها في الدفاع عن لبنان ومواطنيه، فبات "حـ.ـز.ب اللَّـ.ـه" أمام وضع دقيق في وقت يتحرك العدوُّ الإسرائيليُّ، في استهدافاته، دون أن يقوم الحزب بالرَّدّ، فأضعفه أمام بيئته التي تطالبه أن لا يبقى متفرِّجًا، وهو اختبر الدولة اللبنانية التي تريد امتلاك قرار السِّلم فقط.