ليديا أبو درغم - خاصّ الأفضل نيوز
تواجه الولايات المتحدة تحديات متزايدة مع توسع الصين بسرعة لجيشها وقدراتها العسكرية، ما جعل قدرة الولايات المتحدة على هزيمة الصين في تايوان مهددة.
ولا ينبع الاهتمام الأميركي الواضح بتايوان من فراغ، وإنما من أهميتها للمصالح الأميركية البالغة الأهمية في هذه المنطقة الاستراتيجية من العالم ، فالموقع الجغرافي لتايوان (مضيق تايوان وقناة باشي، الممران البحريان الرئيسيان اللذان يربطان شمال شرق آسيا بجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط) يشكّل أهمية خاصة لحلفاء واشنطن مثل اليابان التي تعتبر تايوان مهمة لأمن حدودها الجنوبية، كذلك الفيليبين في ما يتعلق بحدودها الشمالية. ولا ننسى أن كلّ دول المنطقة تقريباً تسيطر عليها المخاوف والهواجس عقب تنامي وتزايد نفوذ الصين.
أصبحت تايوان محورًا للنزاع بين الصين والولايات المتحدة، حيث تعتبر الصين تايوان جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، بينما ترى الولايات المتحدة في تايوان شريكًا استراتيجيًا وديمقراطيًا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وخنجراً في الخاصرة الصينية.
وتدهورت العلاقات الصينية -الأميركية في السنوات الأخيرة بسبب قضايا عدة مثل وضع تايوان والتجارة والتكنولوجيات الجديدة وصراع البلدين على النفوذ في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وبحر الصين الجنوبي وحقوق الإنسان، إضافة إلى أن تايوان تلعب دورًا حيويًا في موازنة النفوذ الصيني في المنطقة نظراً لموقعها الاستراتيجي بالقرب من الممرات البحرية الحيوية والتجارية، ما جعل الولايات المتحدة تسعى إلى مواجهة التمدد الصيني في منطقة آسيا من خلال دعمها الضمني للقوى الإنفصالية في تايبيه التي تسعى إلى تنشيط تحركاتها الدبلوماسية، لا سيما مع واشنطن، لضمان بقاء مظلة الحماية الأميركية في مواجهة تصعيد بكين، ما دفع الصين إلى تعزيز قدراتها العسكرية لمواجهة التهديدات المحتملة.
وبين ضغوط الجغرافيا السياسية والتقلبات الإقليمية والمناورات العسكرية الجديدة التي تجريها الصين قرب مضيق تايوان، تجد تايوان نفسها وسط معادلة دقيقة في خضم المنافسة الجيوسياسية والاقتصادية، تخشى فيها أن تفقد مظلة الحماية الأميركية، وتصبح جغرافيتها عرضة للضم القسري إلى البر الصيني. وبينما تواصل مناوراتها رداً على نظيرتها الصينية، يبقى المستقبل ضبابياً، وتبقى الهواجس قائمة ما دامت علاقات القوى الكبرى في حالة توتر دائم ما يزيد من احتمالية النزاعات العسكرية والدبلوماسية.