كمال ذبيان - خاص الأفضل نيوز
تميَّزت كلمة الأمين العام لـ "حزب اللَّه" الشَّيخ نعيم قاسم، في الذِّكرى التَّاسعة لاستشهاد مصطفى بدر الدين، بموقف واضح وصريح يُضاف إلى ما أعلنه سابقًا من أنَّ عهد رئيس الجمهورية جوزاف عون هو عهد الثُّنائي "حركة أمل" و"حزب اللَّه"، وبأصوات كتلتيهما النِّيابيَّتين انتخب في الدَّورة الثَّانية، ومن دونهما لما وصل إلى الثُّلثين من أصوات النُّواب، فاقترع له ٩٠ نائبًا.
ولم يأتِ كلام الشيخ قاسم من دون أهداف، فقد أراد أن يوصل رسالة إلى الدَّاخل والخارج، أنَّ العهد الجديد هو عهد حزب الله.
وأنَّ لا فصل بينهما، بل هما يتكاملان، وقد قطع الأمين العام لـ "حزب اللَّه" الطَّريق على مَن يعمل على إقامة شرخ بينه وبين رئيس الجمهورية، الذي يشهد له قادة الحزب بأنَّه في أثناء وجوده على رأس قيادة الجيش دافع عن المقاومة، وتناغم معها في ثلاثية الجيش والشَّعب والمقاومة، وهو عن هذا الخيار لن يحيد، ويأخذ في عين الاعتبار التطورات التي حصلت ميدانيًّا، في أثناء إسناد غزة، والذي تطور من قواعد اشتباك مع العدو الإسرائيلي إلى حرب مدمِّرة، شنَّها على لبنان بعد أن استهدف قادة الحزب، وعلى رأسهم أمينه العام السيد الشهيد حسن نصر الله وتفجيرات البايجر" و"التوكي واكي"، وتدمير المدن والقرى والمنازل والمؤسسات في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية.
فالشَّراكة هي ما يجمع بين "حزب الله" وعهد الرئيس عون الذي لم يبدِ إلَّا تفهُّمًا حول سلاح المقاومة، الذي رفض نزعه بالقوَّة، لما لذلك من تداعيات قد تؤدّي إلى حرب أهليَّة لا يريدها، كما يطالبه العدوُّ الإسرائيليُّ وحليفه الأميركي وخدَّامهم في لبنان، كما وصفهم الشيخ قاسم الذي أشاد بالرَّئيس عون، في وقت يحمل عليه حزب "القوات اللبنانية" ويطالبه أن تتَّخذ الحكومة قرارًا بنزعه من خلال عمليَّة عسكريَّة ينفِّذها الجيش اللُّبناني، أو ترك العدو يستمر في أعماله الحربية.
ولاقى موقف الشيخ قاسم ارتياحًا سياسيًّا وشعبيًّا لبنانيًّا، وخذل من كان يراهن وما يزال على خلاف وتوتر بين "حزب اللَّه" والعهد الجديد الذي أكَّدت مصادر قياديَّة في الحزب، بأنَّ التَّواصل قائم ومستمرٌّ بين رئيس الجمهوريَّة و"حزب اللَّه" والتَّفاهم بينهما يسير بخطى إيجابيَّة، فتكشف المصادر عن أنَّ الرئيس عون يحاول مع الدول، فكَّ ارتباط الإعمار بالسِّلاح، لأنَّ من واجب الدولة أن تقوم بواجباتها تجاه شعبها، في وقت لا توجد حماسة عند الحكومة لما يعمل له الرئيس عون.
فالواقعيَّة هي ما يقوم بها "حزب اللَّه" الذي يعلم أن البعض في الداخل يعمل على الشَّرخ بين رئيس الجمهورية و"حزب الله" وأنَّ الرئيس عون متنبِّه لذلك، وهو لن يقع في فخِّ هؤلاء الذين لا يعملون لصالح لبنان وعهد الرَّئيس عون الذي كشفت مصادره بأنَّه مرتاح للعلاقة مع "حزب الله".
الذي يبادله الودَّ والاحترام، ويعمل لنجاح عهده الذي أكَّد على أنَّه شريك فيه بالانتخاب وفي الحكومة، وهو لن يتأخَّر في أن ينجح رئيس الجمهورية في مسيرته، والتي يبدو أنَّها متَّجهة نحو ما رسمه في خطاب القسم.
وهذا التَّناغم والتَّوافق بين رئيس الجمهورية و"حزب اللَّه" سيشجِّع على رفع مستوى الحوار بينهما، الذي ينشده الرئيس عون ويطالب الدول المعنيَّة باتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار ١٧٠١، أن يعطوه أوراقًا كمثل الالتزام بوقف إطلاق النار وعدم استمرار الاعتداءات، والانسحاب من التِّلال الخمس والأراضي المحتلَّة، وتسليم الأسرى وتسهيل انتشار الجيش اللُّبنانيِّ.