هنادي عيسى - خاصّ الأفضل نيوز
حقق المطرب المصري تامر حسني نجومية كبيرة في العالم العربي من خلال الغناء والتمثيل أيضا. وآخر أفلامه يعرض حاليا بعنوان " ريستارت" والتي تلعب إلى جانبه دور البطولة النجمة هنا الزاهد. وفي حواره مع الأفضل نيوز بتحدث تامر عن هذا العمل وعن علاقته بأولاده الثلاثة وطليقته بسمة بوسيل.
-نبارك لك على النجاح الكبير الذي يحققه فيلم "ريستارت". بدايةً، ما الذي جذبك إلى فكرة هذا العمل؟
-ما جذبني إلى الفيلم هو أنه يتناول موضوعًا غاية في الأهمية يمسّ واقعنا اليومي، وهو الإدمان الرقمي وتأثير التكنولوجيا الحديثة على العلاقات الإنسانية. الفكرة جاءت جديدة ومختلفة، مكتوبة بأسلوب ذكي يقدّم رسالة قوية ولكن ضمن إطار ترفيهي خفيف، وهذا ما أحببته كثيرًا.
-الفيلم يحمل طابعًا كوميديًا، لكنه يتضمّن رسالة اجتماعية واضحة. هل مثّل ذلك تحدّيًا بالنسبة لك كممثل ومشارك في صناعة العمل؟
-نعم، كان تحديًا كبيرًا دون شك. المزج بين الكوميديا والمضمون العميق ليس بالأمر السهل، فالمطلوب أن تُضحك الجمهور، ولكن دون أن تفقد الرسالة معناها أو قيمتها. عملنا جاهدين، فريقًا واحدًا، على أدق التفاصيل لتحقيق هذا التوازن. وكنت حريصًا على مراجعة العديد من المشاهد شخصيًا لأتأكد من أن المشهد يؤدي الغرضين: المتعة والتأثير.
-حدثنا عن تعاونك مع الفنانة هنا الزاهد، فقد لاحظ الجمهور انسجامًا لافتًا بينكما على الشاشة.
-هنا الزاهد فنانة موهوبة للغاية، ولها طاقة إيجابية في موقع التصوير. منذ اليوم الأول شعرت بأن بيننا تناغمًا طبيعيًا، وقد انعكس ذلك بشكل جميل على الأداء. كنا نعمل سويًا على تطوير تفاصيل العلاقة بين الشخصيتين، حتى تخرج بشكل واقعي ومقنع للجمهور، وأظن أننا نجحنا في ذلك.
-في رأيك، هل الجمهور العربي بات مستعدًا لتلقّي أعمال تجمع بين الترفيه والرسالة الاجتماعية؟ وهل لمست أثرًا للفيلم في وعي الناس؟
-أعتقد أن الجمهور العربي ذكي للغاية، ولديه استعداد لتلقّي أعمال ذات مضمون إذا قُدّمت له بأسلوب صادق. وقد فوجئت بحجم التفاعل الإيجابي مع الفيلم. تلقّيت رسائل من الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي يشاركونني فيها كيف أثّر الفيلم فيهم، وكيف أعادوا التفكير في علاقتهم بالأجهزة الذكية وأسرهم. وهذا هو أجمل ما يمكن أن يحققه الفنان، أن يلامس حياة الناس.
-دعنا ننتقل قليلاً إلى الجانب الإنساني في حياتك. لطالما تحدّث الجمهور عن علاقتك بأطفالك. كيف تصف دورك كأب، خاصة في ظل انشغالك الفني؟
-الأبوة بالنسبة لي هي أهم وأقدس دور في حياتي. قد أكون منشغلاً أحيانًا بالتصوير أو الحفلات، لكنني أحرص دائمًا على قضاء وقت نوعي مع أبنائي، وليس فقط وقتًا زمنيًا. أحاول أن أكون قريبًا منهم في تفاصيلهم اليومية، أسمعهم، أوجّههم، وأدعم أحلامهم مهما كانت صغيرة. وجودهم في حياتي هو مصدر سعادتي الحقيقية، وهم الدافع الأول وراء كل خطوة أقوم بها.
-وماذا عن العلاقة الحالية مع طليقتك، الفنانة بسمة بوسيل خاصة وأن الجمهور يلاحظ وجود احترام متبادل بينكما رغم الانفصال.
-الحقيقة أنني أكنّ كل التقدير والاحترام لبسمة، فهي أم أبنائي، وشريكة مهمة في مرحلة من مراحل حياتي. ورغم أن لكلّ منا طريقه الآن، إلا أن علاقتنا مبنية على الاحترام والتفاهم، خصوصًا في ما يتعلّق بتربية الأطفال. نحن حريصان على أن ينشأ أولادنا في جوّ صحي، مليء بالحب والدعم، بعيدًا عن أية خلافات شخصية.
-هل أثّر الانفصال على مسارك الفني أو طريقة تعاملك مع الشهرة؟
-لا أنكر أن التجربة كانت صعبة إنسانيًا، فالحياة الشخصية تؤثّر فينا جميعًا، لكنني أحاول دائمًا أن أتحلّى بالنضج في التعامل مع مثل هذه الأمور. الفن بالنسبة لي ليس فقط عملًا، بل وسيلة للتعبير والتوازن. ربما ساعدني العمل في تجاوز لحظات صعبة، وربما جعلتني التجربة إنسانًا أكثر فهمًا للحياة والناس. في النهاية، كل ما أتمناه هو راحة الجميع، وسعادة أولادي أولاً وأخيرًا.
-هل يمكن أن نراك يومًا ما في عمل فني يجمعك مجددًا ببسمة بوسيل، خاصة وأنكما قدّمتما أعمالًا ناجحة معًا في بداياتها؟
-لا أستبعد أي شيء إذا كانت الفكرة مناسبة وتحمل قيمة حقيقية. بسمة فنانة موهوبة ولها طابعها الخاص، وإذا جمعنا مشروع فني يخدم رسالة محترمة ويليق بالجمهور، فقد يكون الأمر ممكنًا. لكن في الوقت الحالي لا توجد مشاريع مشتركة.