حمل التطبيق

      اخر الاخبار  الكرملين: مهتمون باستمرار جهود أميركا بشأن تسهيل عملية التفاوض حول أوكرانيا   /   التحكم المروري: حادث مروري على طريق أنفاق المطار باتجاه بيروت والأضرار ماديّة والسير إلى تحسّن تدريجي   /   رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية: استخدمنا سلاحا يضمن تدمير فوردو   /   رئيس الأركان الأميركي: كنا نراقب منشأة فوردو وندرس طبيعتها الجيولوجية منذ 15 عاما   /   رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية: قمنا بإخلاء قاعدة العديد في قطر قبل تعرضها للهجوم الصاروخي الإيراني   /   يقوم الجيش في هذه الأثناء بالكشف على جسم مشبوه عُثر عليه خلف سوق الخضار في المدينة الرياضية وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة   /   وزير الدفاع الأمريكي: التقرير الأولي الذي سربته وسائل الإعلام يقول إن هناك نقصا بالمعلومات ويقوم على افتراضات   /   وزير الدفاع الأمريكي: بفضل العمل العسكري الحازم في ‎إيران وفر الرئيس ترامب الظروف لوقف الحرب   /   وزير الدفاع الأمريكي: ما فشل في إنجازه رؤساء سابقون بشأن رفع الإنفاق الدفاعي للنيتو أنجزه الرئيس ترامب   /   الحرس الثوري: كان الجيش الصهيوني هو البادئ بالحرب المفروضة لكن نهايتها جاءت على يد القوات المسلحة   /   ‏الحرس الثوري: دخول الجيش الأميركي المجرم والمهزوم إلى ساحة المعركة لإنقاذ جنود الجيش الصهيوني لم ينجح في تغيير المعادلات   /   الحرس الثوري الإيراني: إن هدوء وحكمة وثبات قائد الثورة منذ اليوم الأول للحرب المفروضة يذكّرنا جميعاً بالدور المتميز للإمامة في وحدة النظام الإسلامي   /   المتحدث باسم عملية الوعد الصادق 3: عملياتنا أسقطت وهم استسلام إيران وأثبتت أننا لا نترك أي اعتداء دون رد   /   المتحدث باسم عملية "الوعد الصادق 3": عملياتنا استهدفت بنكاً متنوعاً ومتعدداً من الأهداف العسكرية للكيان الإسرائيلي   /   المتحدث باسم عملية "الوعد الصادق 3" في إيران: 22 موجة قوية ومتتالية ومتعددة المستويات تضمنتها عملياتنا   /   رئيس وزراء إسبانيا: سأدعو أوروبا اليوم إلى تعليق اتفاقية الشراكة مع "إسرائيل" فورا   /   معاريف: نتنياهو يطلب تأجيل شهادته في المحكمة أسبوعين على خلفية قضايا أمنية وتطورات إقليمية   /   رويترز: المجال الجوي الإيراني سيبقى مغلقا حتى ظهر يوم غد الجمعة   /   معاريف: نتنياهو يطلب تأجيل شهادته في المحكمة أسبوعين على خلفية قضايا أمنية وتطورات إقليمية   /   وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يلتقي المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك في الرياض   /   "سي إن إن": نتنياهو سيعقد اليوم اجتماعا بشأن غزة مع كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين   /   ‏قادة الاتحاد الأوروبي سيؤكدون على أن الدبلوماسية هي الحل لأزمة النووي الإيراني   /   رئيس وزراء إسبانيا: أوروبا تطبق معايير مزدوجة وهي غير قادرة حتى على تعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل   /   رئيس وزراء إسبانيا: لا معنى لفرض 17 حزمة من العقوبات على روسيا بينما لا نفعل ذلك مع إسرائيل   /   الخارجية الفلسطينية: سرعة إنفاذ القانون الدولي هو المسار الحقيقي لوقف المعاناة وتحقيق الدولة الفلسطينية والاستقرار في المنطقة   /   

إسرائيلُ أسيرةُ تعطُّشِها للحرب: عندما يُسقطُ التسرُّعُ كلَّ الإنجازات

تلقى أبرز الأخبار عبر :


محمد علوش - خاصّ الأفضل نيوز 

 

منذ ولادتها ككيان غير شرعي، بنت إسرائيل جزءاً كبيراً من مشروعها على فكرة التفوق العسكري، وضربات المباغتة، وخلق صورة الدولة التي تُبادر ولا تنتظر، تردع ولا تُردع، تهاجم ولا تُهاجَم. عقيدة عسكرية رسّختها عبر حروب وعمليات نوعية، استطاعت فيها فرض معادلات مؤقتة من الردع، خاصة مع دول الجوار والمحيط العربي. لكن اليوم، يتكرر المشهد بزاوية مقلوبة، تعطشها المبالغ فيه للحرب، وتسرّعها في الذهاب إلى المواجهة مع إيران، بدأ يُسقط هذه الإنجازات شيئاً فشيئاً.

 

الحرب الأخيرة، أو ما يُسمى بـ"المواجهة الإيرانية المفتوحة"، لم تبدأ وفق حسابات مدروسة داخل المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، بقدر ما بدأت تحت ضغط سياسي داخلي، وتردد أميركي، وسياق إقليمي بالغ التعقيد.

 

بحسب مصادر سياسية بارزة، فإن حكومة نتنياهو تعيش اليوم أزمة داخلية، ضعف سياسي، انقسامات مجتمعية غير مسبوقة، وخوف متراكم من تعاظم قوة إيران في المنطقة وقلق على مستقبل الكيان، بشقّ منه قد يكون دينياً. أمام هذا الواقع، جاء التصعيد العسكري كخيار استباقي، أو محاولة للهروب إلى الأمام.

 

"لكن التسرّع، في عالم الحروب، له ثمن"، تقول المصادر، مشيرة إلى أن إسرائيل دخلت المواجهة برغبة جامحة في تحقيق انتصار سريع، أو إحداث صدمة سياسية تُعيد خلط الأوراق الإقليمية عبر إسقاط النظام الإيراني. فكان الهدف توجيه ضربة تُربك إيران، تُسقط نظامها، تقطع الطريق على تقدمها النووي، وتعيد طهران إلى طاولة تفاوض بشروط غربية صارمة وقيادة سياسية جديدة. إلا أن الميدان أتى بنتائج معاكسة تماماً.

 

الواقع، أن إسرائيل استعجلت الذهاب إلى حرب معقدة دون تأمين غطاء سياسي دولي واضح، ولا حساب دقيق للرد الإيراني المحتمل، ولا حتى ترتيب جبهة داخلية صامدة أمام تداعيات التصعيد. وهو ما جعلها سريعاً تتحول من الطرف المُهاجم إلى الطرف المُستهدف، تتلقى ضربات مؤلمة للغاية لم تشهدها منذ نشأتها، مع انكشاف واضح لنقاط ضعف كانت تُخفيها خلف أسطورة الأمن الداخلي والتفوق الاستخباراتي والنظام الصاروخي الدفاعي.

 

الإنجازات التي كانت تتباهى بها تل أبيب، من دقة عملياتها العسكرية، إلى قدرتها على تحجيم نفوذ إيران، إلى ضرب حزب الله وحماس، والسيطرة على سوريا وأرضها، كلها بدأت تتآكل تحت وطأة التسرّع وحسابات الحرب الأخيرة.

 

الأوساط السياسية الغربية، من واشنطن إلى باريس وبرلين، بدأت تُرسل رسائل لجم غير معلنة لتل أبيب، تُحذر من الإفراط في الرهان على الحرب المفتوحة، بانتظار لحظة سياسية أكثر نضجاً لإعادة ترتيب الأوراق، علماً أن تل أبيب نفسها أرسلت الرسائل لطلب وقف الحرب بعد أن وجدت أن الإدارة الأميركية أعطتها ضربة كبيرة للمنشآت النووية ولن تعطيها اليوم حرباً واسعة.

 

أما في الداخل الإسرائيلي، فالصورة أكثر ارتباكاً. المجتمع يعيش حالة خوف متصاعد، الجبهة الداخلية مهزوزة، ثقة الشارع بالقيادة السياسية تتآكل، هروب جماعي للمستوطنين عبر البحر والبر، وربما عبر الجو في المرحلة المقبلة، وتقدير الموقف في أروقة الأمن بات أكثر تشاؤماً حيال القدرة على إدارة صراع طويل الأمد مع إيران، لذلك كان الخيار نحو التوقف، ولو بصورة مؤقتة.

 

هكذا، تحولت شهية الحرب الإسرائيلية من ورقة قوة إلى نقطة ضعف، فالعدو الذي خاض لمدة عامين حروباً متعددة لم يتمكن من عكس إنجازاته العسكرية على المعادلات السياسية بعد، فاليوم معادلة الانتصار السريع سقطت، والعين على مسار التفاوض بحال صمدت الهدنة، ولمن ستكون الغلبة!