مارينا عندس - خاص الأفضل نيوز
في كل صيفٍ، يطرح مرفأ جونيه كمرفق سياحي إقليمي دولي يمكن أن تقصده البواخر السياحية العملاقة ولكن بقي هذا المشروع مجمدًا لعدّة سنوات. ولطالما طالبنا بافتتاحه ولكل من دون جدوى. وانطلقت فكرة إنشاء مرفأ سياحي، بحسب وزارة الأشغال العامّة والنقل، من مبدأ الإنماء المتوازن بين المحافظات كافة، ولعدم وجود مرفأ سياحي يتوافق مع المعايير العالميّة في كلّ لبنان، ولكون مرفأ بيروت (كما غيره من المرافئ) ما زال كما كان عليه منذ الستينيات في ما يتعلّق في مجال الملاحة واستقبال السفن السياحيّة ونقل الركّاب ولم يطوّر ليفي بالحاجة المطلوبة.
ليست هي المرّة الأولى التي يتمّ الحديث فيها عن إنشاء مرفأ سياحي في جونية، وتخفيف الضغط عن مرفأ بيروت. وفي كلّ مرةٍ تكون فيها الخطوة أكثر جدية وصلابة، تفشل الأطراف في تحقيقها. ولكنّ اليوم الوضع اختلف. فتحت شعار يختصر الحلم: "مرفأ جونية السياحيّ… بحرٌ من الفرص"، رعى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إعادة افتتاح مرفأ جونيه السياحي، بمبادرة زاخمة من نائب كسروان نعمة افرام.
"إنّه مرفأ الزمن الجديد للبنان، زمن الفرح والجمال والازدهار. مرفأ يستقطب السيّاح بدل أن يهرب الناس عبره..." عبارة أطلقها افرام في المناسبة، تحمل في طيّاتها رسائل تؤكد التوق إلى السلام والازدهار الاقتصادي لا الاستمرار في حروب لم تؤتِ إلا الدمار والهجرة.
وبكلّ فخر، شهدت مدينة جونية نقلة نوعية بعد افتتاح مرفأها الجديد، حيث أعاد هذا الحدث الحيوية إلى المدينة وساهم في تنشيط الحركة السياحية والتجارية. وقد بدأ المرفأ يستقطب الزوار والمستثمرين، ما يُبشّر بمرحلة انتعاش اقتصادي واعدة للمنطقة وللبنان عمومًا.
جاء افتتاح المرفأ بعد سنوات من التوقف والإهمال، ليشكّل تتويجًا لجهود مشتركة بين الدولة اللبنانية وبلدية جونية، في إطار مشروع يهدف إلى تطوير البنية التحتية السياحية وتحسين صورة لبنان كوجهة بحرية آمنة وجذابة في شرق المتوسط.
أهداف المشروع
ويهدف المشروع إلى استقطاب اليخوت والرحلات البحرية، وتعزيز الحركة السياحية التي كانت قد تراجعت بفعل الأزمات المتلاحقة. كما يُتوقع أن يساهم المرفأ في تحريك الدورة الاقتصادية للمنطقة، من خلال تنشيط عمل المطاعم والفنادق والمحال التجارية، إضافة إلى خلق فرص عمل جديدة لأبناء المدينة.
وقد عبّر سكان جونية وأصحاب المصالح عن ارتياحهم لهذا الإنجاز، معتبرين أنّ "المرفأ ليس مجرد مشروع بنى تحتية، بل بوابة نحو استعادة الثقة بلبنان وقدرته على النهوض من جديد. وأشار بعض التجار إلى أن المنطقة بدأت تشهد حركة غير مسبوقة منذ سنوات، مع توافد الزوار والسياح المحليين والأجانب".
لكن على الرغم من الأجواء الإيجابية، تبقى هناك تحديات قائمة، أبرزها ضرورة تطوير البنية التحتية الداعمة، مثل مواقف السيارات، والنقل العام، وخدمات الصيانة والتنظيف، بالإضافة إلى حماية البيئة البحرية من التلوث.
وفي ظل هذه الانطلاقة الواعدة، تأمل الجهات المعنية أن يتحوّل مرفأ جونية إلى نموذج ناجح يُحتذى به في باقي المناطق الساحلية اللبنانية، ضمن رؤية شاملة لإحياء الاقتصاد وتشجيع الاستثمار في قطاع السياحة، الذي يشكّل ركيزة أساسية للنهوض الوطني في المرحلة المقبلة.