ترجمة - الأفضل نيوز
تضاعفت معدلات تشخيص التوحّد بين الأطفال بأكثر من ثلاثة أضعاف خلال السنوات الخمس عشرة الماضية. أحد الأسباب، الذي تكشفه فضيحة الرعاية الاجتماعية في مينيسوتا بتفاصيل صادمة، هو الاحتيال وإساءة استخدام برنامج "ميديكيد".
يدفع برنامج "ميديكيد" مبالغ طائلة لمقدّمي الرعاية الصحية لتشخيص وعلاج الأطفال المصابين بالتوحّد، أحياناً عشرات الآلاف من الدولارات شهرياً للطفل الواحد. ومع ذلك، نادراً ما تتحقّق الولايات من أنّ الأطفال الذين يتمّ تشخيصهم يستوفون المعايير الطبية للاضطراب أو أنهم يتلقّون العلاج المناسب من مختصّين مؤهّلين.
النتيجة: الأطفال الذين يغطيهم برنامج "ميديكيد" أو برنامج التأمين الصحي للأطفال الذي تديره الحكومة هم أكثر عرضة للإصابة بالتوحّد بمقدار 2.5 مرة من أولئك الذين يتمتعون بتغطية خاصة. يُصنّف العديد من الأطفال ذوي الدخل المنخفض على أنهم مصابون بالتوحّد لمجرّد أنهم يعانون من مشكلات في السلوك أو النمو.
في عام 2014، بدأت مراكز الرعاية الصحية والخدمات الطبية (Medicaid) بإلزام برامج الرعاية الطبية الحكومية بتغطية علاج التوحّد، مثل تحليل السلوك التطبيقي (ABA)، وهي تقنية تستخدم التعزيز الإيجابي لتحسين المهارات الاجتماعية والتواصلية. كما تُلزم خطط أوباما كير بتغطية هذا العلاج باعتباره "ميزة أساسية".
في السابق، كانت مسؤولية توفير هذا العلاج تقع بشكل رئيسي على عاتق المدارس الحكومية. كان الكثير منها يفتقر إلى الخبرة، وكان سعيداً بتحويل التكاليف إلى دافعي الضرائب الفيدراليين، الذين يغطّون ما بين 50% و75% من فواتير برنامج "Medicaid" لمعظم المستفيدين.
أشار مكتب المفتّش العامّ في ماساتشوستس العام الماضي في مراجعة لبرنامج "Medicaid" التابع للولاية إلى أنّ خدمات العلاج السلوكي لمرضى التوحّد "تشكّل واحدة من أسرع قطاعات الرعاية الصحية نمواً في الولايات المتحدة"، و"هناك حاجة متزايدة إلى اليقظة في سلامة البرنامج لمواكبة العدد المتزايد من مقدّمي خدمات تحليل السلوك التطبيقي".
في مينيسوتا، ارتفع عدد مقدّمي خدمات علاج التوحّد بنسبة 700%، وزادت المدفوعات لهم بنسبة 3000% بين عامي 2018 و2023. ووفقاً للائحة اتهام فيدرالية، أسست آشا فرحان حسن شركة "Smart Therapy"، وهي شركة تقدّم خدمات علاج تحليل السلوك التطبيقي، والتي وظّفت أقارب من الشباب لم يتجاوز تعليمهم الثانوي كـ"فنيّين سلوكيّين".
ربما يكون العلاج قد ساعد بعض الأطفال المصابين بالتوحّد، على الرغم من أنه ليس لدينا وسيلة لمعرفة ذلك لأنّ الولايات لا تتتبّع تقدّمهم. من ناحية أخرى، ربما يكون تشخيص بعض الأطفال خاطئاً، فحرمهم من تعلّم قيم في الفصول الدراسية.
كلّ هذا يُبرز مشكلات أوسع نطاقاً في مجمع الرعاية الاجتماعية الصناعية في أميركا. يقيس الليبراليون النجاح بمقدار الأموال المُنفقة بدلاً من النتائج. إنهم يقبلون الهدر والاحتيال في الرعاية الاجتماعية لأنّ الإنفاق يُبقي الناس على إعانات الحكومة ورواتبها. وقد نما التوظيف في مجال المساعدة الاجتماعية وخاصةً خدمات ذوي الإعاقة بشكل ملحوظ أسرع من أي قطاع تقريباً منذ بدء الجائحة.
بالنسبة للسياسيين، قد تبدو محاولة إصلاح نظام إعاقة المحاربين القدامى وبرامج الاستحقاق الأميركية الأخرى المعطوبة أشبه بمحاولة تفجير قنبلة يدوية. فمن الأسهل الحفاظ على تدفّق الأموال، حتى لو تفاقم الإنفاق على دافعي الضرائب.

alafdal-news
