ميري مارون - خاصّ الأفضل نيوز
حَلَّ موعدُ قطافِ الزيتون في منطقة مرجعيون بعد "الشتوة الأولى" ومعه افتتحَ المزارعون الحديث عن الأسعار المرتقبة للزيت وللزيتون. حتى الآن لا تسعيرةَ موحدة لتنكة الزيت لهذا الموسم إنَّما يتوجَّه المزارعون لاعتماد سعر130 دولارا أميركيًّا للتنكة، في حين وصلَ سعر الزيتون الأخضر الى 100 ألف ليرة لبنانية.
تكلفة المزارع:
"لا تسعيرةَ واضحة للتنكة قبل تحديد الكلفة النهائية للإنتاج" يؤكدُ توفيق أحد أكبر المزارعين في منطقة مرجعيون. ويضيف "في ظلِّ غياب فرصِ العمل عن منطقتنا نحن نعتمدُ على الزراعة وتحديدا على أرباح موسمِ الزيتون لتأمين مصروف عائلاتنا ولو لأشهر قليلة، لذلك نتوجه لتسعير الزيت بالدولار الأميريكي".
مع الارتفاع الكبير في التكلفة تضاعفَ سعرُ تنكة الزيت بالليرة اللبنانيَّةِ نظرا لعدة عوامل منها الارتفاعُ الجنونيُّ لسعر صرف الدولار في السوق السوداء بين عامي 2021 و2022 الذي أثر بشكل مباشر على الكلفة الإنتاجية من إجرة العمال التي كانت لا تتخطى الـ30 ألف ليرة ،وأصبحت اليوم لا تقلُّ عن الـ200 ألف ليرة يوميًّا بالاضافة الى النقل ووجبة طعام، كذلك الأسمدة المستخدمة والمطرات البلاستيكية لتعبئة الزيت والتي تباع بالدولار مما يجعل من التكلفة النهائية مع العصر تقدّر بحوالي الـ 70 دولار للتنكة.
هل يغيبُ زيت الزيتون عن مائدة الفقراء؟
"مع سلسلة الأزمات الإقتصادية والإجتماعية التي تعصفُ بلبنان تخلت العائلاتُ عن العديد من الأطباق والمنتجات في مطبخها وعلى مائدتها واكتفت بما يمكنها تأمينه." تقول سمية وبحسرة تكملُ حديثها "تشكلُ دولرة أسعار زيت الزيتون الذي هو مكوِّنٌ رئيسيٌّ للأطباق اللبنانية تهديدًا يغيبه عن البيوت اللبنانية غير المقتدرة" وتجد الإشارة الى أنَّ العائلة الواحدة تستهلك سنويًّا ما يعادلُ التنكتين.
تضيفُ سمية إنَّ الزيت النظيف بات من الرفاهيات ومن غير الممكن لكل العائلات الحصول عليه، وبات التوجه العام الى شراء زيت قديم بأقل تكلفة حتى ولو أنه لم يعدّ صالحًا للاستهلاك، كما تبحث العائلاتُ عن الزيت منخفض السعر مع احتمال أن يكون "مضروبًا أو مهرّبا". وتختم قائلة في حين كانت الخبزةُ والزيتونةُ أكلةَ الفقير نواجه اليوم مخاوفَ حقيقيةً أن تصبحَ حكرا على الأغنياء فقط.