زياد العسل _ خاصّ الأفضل نيوز
مع بدءِ الشّغور الرّسميِّ في موقع رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، يخشى الجميع من سيناريو سيكون الأصعب في تاريخ لبنان، وسط الكباش القائم بين الرئاستين الأولى والثانية. ومحاولةُ الرئيس نجيب ميقاتي من القمة العربيّة في الجزائر إرسال رسائل يعتقد أنها قد تفك الحصارَ العربيّ عليه يؤكد ذلك، ولكن ما يفعله ميقاتي ليس سوى مضيعةٍ للوقت، والدليل الأمضى على ذلك هو حجمُ القياداتِ التي التقاها، والتي تؤكدُ بما لا يقبلُ الشك، أنّ طريقةَ جلجلته العربية ليست قريبة النهاية.
مصدرٌ متابعٌ للمشهد السّياسيِّ ولتطوّرات رئاسة الجمهورية والحكومة، يؤكدُ للأفضل نيوز أنّ المناخَ القائمَ لا يشي برئاسة جمهورية قريبة، وبالتالي تشكيل حكومة تنتشل المشهدَ اللبنانيَّ من براثن الوضع المحضَّر له. وإنما ثمة محاولةٌ حقيقيةٌ وجديةٌ هي للمملكة العربية السعودية التي عقدت بالأمس لقاءً مهمًا في ذكرى اتفاق الطائف في اليونسكو، أكّدت من خلاله التّمسكَ بالطائف، وتوضيحَ النظرة للاستحقاقات اللبنانية الكبرى أكثر.
"وسيكون هذا الدور، وفق المصدر عينه، معطوفًا، على حضورٍ دمشقيٍّ مساعدٍ ومساهمٍ، انطلاقًا من الدور التاريخيِّ لل"الشام" والذي سيكملُ في "سين سين" جديدة، تكمل مسارَ الطائف وتعيد ترتيبَ المشهد.
وسطَ هذا الجوّ هناك من نصَحَ القوى الكبرى بضرورة تشكيل حكومةٍ ورئيسٍ للجمهورية سريعًا، قبل أن يتحولَ الشارعُ اللّبنانيّ بفعل الوضع الاقتصاديٍّ المتردّي والصّعب إلى ميدان صراعٍ وقتالٍ على لقمة العيش، وحينها قد يكون من الصعب جدًّا إعادة لملمة المشهد اللبنانيّ".
ويشيرُ المصدرُ إلى أنّ المرحلةَ المقبلةَ ستشهدُ حكمًا بدءَ اللّقاءاتِ الجدية؛ لأن القوى السياسية باتت تدرك تمامًا أنَّ الفراغين الدستوريين والمشهدَ الحاليَّ قد يوصلان إلى دركٍ لا تُحمَد عقباه، مما يهدّد بنيةَ الدولة بما تبقّى منها.
مما لا شك فيه أنّ تغييرَ النظام السّياسيّ أو إجراء نعديلاتٍ جوهرية عليه، هو أمرٌ غير منطقيٌ في هذه اللحظة التاريخيّة والمفصلية من عمر لبنان. ووسط أزماتٍ تعصفُ بشعبٍ كامل من كلّ حدبٍ وصوب، يبقى السّؤال الذي يطفو على سطحِ المشهد: هل ثمةَ معادلةٌ دوليةٌ وإقليمية ستعيد إنتاج الطائف نفسه للمرحلة المقبلة، أم أنّ لبنان في اللحظة الحالية ليس ضمنَ أولويات القوى المركزية في لبنان والعالم؟.