أمانةُ الحسن والطريقُ إلى الوطن..

يحيى الإمام - الأفضل نيوز

  يفاجئُنا سعادةُ النائب الأخ حسن مراد في كلِّ مرَّةٍ بأفكارٍ جديدةٍ ومشاريعَ جديدة، ويذهلنا بقدرته على ابتداعِ الحلولِ والخدماتِ في أحلك الظروف، وفي غمرةِ الأزمات، وهو في الحقيقة يُحبُّ التَّجديدَ Ùˆ التمرّدَ على التقليد، ويدفعنا أحياناً إلى محبةِ هذا التَّمرُّد، رغم ميلنا إلى المحافظة، لأننا نرى في تمرده هذا ما ينفعُ الناس من حولنا.

  وما أجملَ أن نبدأ بشهادة أبيه المناضل العربيِّ الكبير عبد الرحيم مراد فيه حينما قال: (أردتُ أن تكون مؤسساتُ الغدِ الأفضل محجةً للقاصدين من القرى ،وأحببتُ أن تحتضنَ حركةً ثقافيةً وتربويةً واجتماعيةً فنجحت الفكرةُ ولكنها لم تشمل كلَّ فئات المجتمع، وإنما بقيت حكراً على المعنيين بشؤون التربية والتعليم والثقافة، ولكنَّ حسن أراد أن ينطلقَ من المؤسسات لتقديم الخدمات لأهلنا في كلِّ قرية وفي كلِّ بيت من خلال المشاريع الجديدة التي أطلقها ويهتم بتفاصيلها في كلِّ يوم)..

  نعم ..فإلى جانب المشاريع التي أضافها حسن مراد والتي أظهرت اهتمامَه بجميع الشرائح الاجتماعية والفئات العمرية،  والتي بدأت بمحاولةِ إيجاد فرصِ عمل للشباب من أجل مواجهة البطالة المتزايدة، واستقطاب  الشباب وتوظيف طاقات الفتيان والفتيات في أطر للخدمات الاجتماعية بدل أن يكونوا فريسةً سهلةً للفساد والضياع والمخدرات والإرهاب فرعى نشاطات الكشاف على مستوى البقاع أولاً، وعلى مستوى لبنان من خلال تبنيه ورعايته لكشافة الغد الأفضل،  وأنشأ الأفواج الخمسة: (فوج الصقور وفوج الإسعاف وفوج الثلوج وفوج الإطفاء وفوج التعقيم) ،وصوَّبَ اهتماماتِ الشباب وجعلها في خدمة المجتمع من خلال منظمة شباب الاتحاد ،فقاموا بحملات زراعة الأشجار والشتول، وحملات النظافة  ،وتوزيع الورد والحلويات في المناسبات ،وتوزيع الخبز والملح وأدوات التعقيم وحملات التوعية والتطعيم، وأسهموا إسهاماً بارزاً في مواجهة وباء كورونا في مختلف الخدماتِ الصحية التي قدموها وتعاونوا مع البلديات في خدمة الناس على اختلاف الفصول والتحديات، وصولاً إلى حزب الاتحاد الذي اختاره أميناً عامًّا في مؤتمره الأخير بسبب هذه الحيوية المشهودة، والقدرة على التواصل مع الناس من أجل تحقيق الأمن الاجتماعيِّ والذي هو من أنبل غايات ومقاصد المناضلين في هذا الحزب الناصريِّ الجماهيريِّ، وبسبب الثقة بقدرته على تجديدِ شباب الحزب والمؤسسات ،ومنع الجمود والركود والتقليد بالتوازي مع حفظ كرامة كبار المناضلين وترقيتهم للاستفادة من تجربتهم وخبرتهم إلى هيئة استشارية يرأسها الأخ الكبير عبد الرحيم مراد. 

  ولا ننسى أيضاً اهتمامَه بالسياحةِ البيئية في منطقة البقاع من خلال مشاريع ديوان القصر، وشلالاتِ القصر ،وبيت جدّي، ونادي السهول الجديد، والمشاريع التي لا يزال بعضها قيد الإنجاز وتهدف إلى تنشيط السياحة واستقطاب المغتربين وتعزيز ارتباطهم بالوطن.

  وفي الحقيقة، فإنَّ أكثر َما أدهشنا هو تجديدُ نمط التعاطي في العمل السياسيِّ والذي بدا جلياً في تجربته الوزارية المتواضعة ،والتي دامت لثمانيةِ أشهر فقط، فرغم أنه تولى وزارةَ دولة لشؤون التجارة الخارجية، استطاع حسن مراد وبعد جهود مضنية وتواصل مع الأصدقاء في الاغتراب  أن يسافرَ إلى البرازيل ليوقِّعَ اتفاقيةَ الميركوسول مع ثماني دولٍ من دول أميركا اللاتينية الصديقة ممثلاً للحكومة اللبنانية ثمَّ يعودُ إلى بيروت في ستٍّ وثلاثين ساعة، لكي يفتحَ سوقاً جديدة لتصديرِ المنتجاتِ اللبنانية وترويجها في دول صديقة بعد تعذُّرِ الانفتاح على السوق العربية خلافاً لإرادته ورغبته، ولكن سرعان ما استقالتِ الحكومةُ وبقي الاتفاقُ ينتظر الغيارى من رجال الدولة الوطنيين لوضعه قيد التنفيذ، وكسر الحصار الاقتصاديِّ ومساعدة الصناعيين والمزارعين في بلادنا في تسويق منتجاتهم ومنع كسادها.. ولن أنسى أيضاً أنه جعلَ من البقاع محجةً للوزراء، وكان في هذه الفترة الوجيزة يستضيفُ في كلِّ أسبوع في دارته في شتوراما مؤتمراً يجمع فيه الوزيرَ المختصَّ بقطاع إنتاجيٍّ معين مع الناشطين في هذا القطاع ،ويدير حواراً ويطرح رؤىً ومشاريع للنهوض بالقطاعات الإنتاجية انطلاقاً من بقاعنا العزيز، ولا يخفى ما لهذه اللقاءات من أهمية بالنسبة لنا كناصريين ونحن الذين أردنا أن نمسك الموقع النيابيَّ والوزاريَّ بناصيته، ونجعله في خدمة قوى الشعب العاملة والفقراء والكادحين من الناس في كلِّ القطاعات الإنتاجية. 

  وفي تجربته النيابية فوجئنا أولاً بطريقة إدارته للانتخابات وقد كان واثقاً من نصره متواضعاً لمنافسيه متفهماً لناقديه ومحباً للجميع، لا يهمه عددُ الأصوات بقدر ما يهمه عدمُ إثارة النعرات والخلافات والكلام. ثم فاجاءنا بعد فوزه الأول بانتخابه رئيساً للجنة التربية والثقافة والتعليم العالي رغم أنه لم يسعَ إليها، فقد أخبرنا النائب الأخ ملحم الحجيري أنَّ اللجنة هي التي سعت إليه لاختياره رئيساً لما له ولأبيه من جهود ورؤى وصولاتٍ وجولاتٍ ونضالاتٍ في مجالات التربية والتعليم ورعاية الثقافة والإبداع.

  وخلاصةُ القول، فإننا نحن الغيارى على الفكر والنهج ،وعلى مسيرة حزب الاتحاد ومؤسسات الغد الأفضل، بقدر ما نخاف من تمرُّدِ أخينا الحسن واجتهاداته وأفكاره وجرأته وإقدامه وشجاعته وحيويته، بقدر ما نُسَرّ ونفتخرُ بإنجازاته وتقبل الناس لهذه الإنجازات والخدمات واستحسانهم لها، حتى تشكلت لدينا قناعةٌ راسخةٌ بأنَّ الأخَ الحسن يبشِّرُ حقاً بغدٍ أفضل، ويمكن أن نقدمه للوطن وللمجتمع كممثلٍ لنا كناصريين أولاً وكنائب عن البقاع يمثل (الأمة جمعاء) حسب المصطلح القانونيِّ للوكالة النيابية، وحسب فهمنا لطبيعة النضال في مدرسة عبد الناصر، كيف لا وهو الحريصُ في كلِّ إطلالة له أن يذكرَنا بقول للقائد الخالد، وهو الذي أقسمَ على حفظ نهج المقاومة والشهداء  الذين ضحوا من أجل بقاء الأمة العربية الواحدة على كلِّ شبرٍ من خارطة الوطن العربيِّ الكبير.