حمل التطبيق

      اخر الاخبار  نيويورك تايمز عن مسؤولين صهاينة سابقين: "إسرائيل" تبدو غير متأكدة من كيفية احتواء ‎حزب الله على المدى الطويل   /   المقاومة الإسلامية تعلن استهداف موقع السماقة في تلال ‏كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة   /   "نيويورك تايمز" عن مسؤولين صهاينة سابقين: "إسرائيل" تبدو قوية من الناحية التكنولوجية لكنها ضائعة استراتيجيا   /   وزير الخارجية البريطاني خلال اتصال مع ميقاتي: أعبر عن تضامني مع لبنان في المرحلة الصعبة التي يمر بها   /   نتنياهو يبدأ بعد قليل مشاورات أمنية في مقر وزارة الدفاع بشأن تطورات جبهة لبنان   /   أكسيوس: أوستن أجّل زيارته "لإسرائيل" بسبب التصعيد على الحدود الشمالية   /   ‏أكسيوس: وزير الدفاع الأميركي يؤجل زيارته "لإسرائيل" التي كانت مقررة الأسبوع المقبل   /   مصادر الأفضل نيوز: الجيش اللبناني قطع طريق عام مشغرة صغبين بسبب تفجير أجهزة إرسال   /   رويترز: 1.6 مليون يورو ثمن أجهزة البيجر مرت عبر بلغاريا قبل تحويلها إلى المجر   /   المقاومة الاسلامية ‏تستهدف مبان يستخدمها جنود العدو في مستعمرة المطلة بالأسلحة المناسبة   /   حماس: الموقف المقدّر للمقاومة في لبنان يشكل لدى شعبنا ومقاومتنا محلَّ تقدير واعتزاز وصفعة في وجه نتنياهو وحكومته الفاشية   /   حماس: نثمّن ما جاء في خطاب الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله الذي جدّد فيه التأكيد على موقف المقاومة في لبنان بمواصلة إسناد غزة   /   مندوب روسيا بالأمم المتحدة: ندين بشدة الهجوم غير المسبوق على لبنان وهو انتهاك صارخ لسيادته وتحد للقانون الدولي   /   "سي بي إس" عن مسؤولين أمريكيين: واشنطن تلقت من "إسرائيل" إخطارا دون تفاصيل قبل نحو 20 دقيقة من التفجيرات في لبنان   /   سي بي إس عن مسؤولين أمريكيين: ما زال من غير الواضح مدى أهمية أي رد انتقامي من حزب الله خلال الأيام المقبلة   /   وزارة الصحة: 4 إصابات طفيفة حصيلة الغارة المعادية على بلدة الحنية   /   غارة معادية تستهدف أطراف بلدة كفرا   /   "نيويورك تايمز" عن مقربين من نتنياهو: التفجيرات بلبنان ونشر قوات شمالا تهدف لإجبار حزب الله على التنازل   /   غالانت: هدفنا إعادة سكان الشمال إلى منازلهم سالمين وحزب الله سيدفع ثمناً متزايداً   /   غالانت: في المرحلة الجديدة التي دخلنا فيها في الحرب هناك فرص كبيرة ولكن أيضا مخاطر كبيرة   /   قناة 12 الصهيونية: إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان تجاه المطلة   /   بلينكن: هناك مشكلة على الحدود الشمالية لـ "إسرائيل" منذ 7 أكتوبر ونريد عودة آمنة للسكان على جانبي الحدود   /   بلينكن: واشنطن وباريس تدعوان إلى الردع وخفض التصعيد في الشرق الأوسط وخاصة ‎لبنان   /   إعلام العدو: إذا استمر نصرالله في إصراره على دعم غزة فإن إسرائيل ستصعد من الإجراءات حتى الدخول في حملة شاملة مع حزب الله   /   ‏"بلومبرغ" عن مسؤولين إسرائيليين: الدبلوماسية مع حزب الله تفشل وسنضطر لإجراءات أقوى لإبعاد مقاتليه عن الحدود   /   

لقد أوجعتَ العدوَّ يا عطوان...

تلقى أبرز الأخبار عبر :


يحيى الإمام - خاصّ الأفضل نيوز

 

  عندما كان طفلاً صغيراً في الصفِّ الابتدائيِّ الثاني، استطاعَ عبد الباري عطوان رغمَ فقرِ أسرته أن يأخذَ من أبيه ثمنَ طابعٍ بريديٍّ ليلصقه على أول منشور يكتبه وأول موقف سياسيٍّ يدلي به، حين أرسل رسالةً إلى الرئيس الراحل والقائد الخالد جمال عبد الناصر وقال له فيها: (إني أحبك)ØŒ ثم ردَّ عليه مكتبُ الرئيس برسالة وصورة وتنويه، فكبرَ الطفل في أعين معلميه وإدارة مدرسته، ورأوا في ملامحِ وجهه ما يبشِّرُ بصولاتِ فارسٍ لا يُشقُّ له غبار، ومناضل عربيٌّ عنيد يدافع عن قضايا أمته ولا تلين له قناة. 

 

وبالفعل، أضحى الطفل الفلسطينيُّ عبد الباري من أبرز الإعلاميين العرب المدافعين عن القضية الفلسطينية وعن سائر قضايا الأمة العربية العادلة المحقة، وعندما كان رئيساً لصحيفة (القدس العربي) كانت مواقفه المشرفةُ في مواجهة الاحتلال تدعو جميعَ أحرار الأمة والعالم؛ لأن يعيدوا النظرَ في مواقفهم وفي صوغ قناعاتهم وتصويب خياراتهم، واستحقَّ بكلِّ جدارة احترام وتقدير هؤلاء الأحرار عندما تصدَّرَ الشاشاتِ مدافعاً عن الشعب العراقيِّ الشقيق أثناء العدوان الأمريكيِّ عام 2003 وما بعده. 

 

  واليوم، يواجه الأخُ المناضلُ عبد الباري عطوان أشرسَ حملةٍ من جماعات الصهيونية العالمية في بريطانيا وفي دول الغرب الاستعماريّ، بعد أن ضاقت صدورهم بما يكتبه ويصرِّحُ به رغمَ ادعائهم بتقديس الحرية والديمقراطية، فراحوا يطالبون بمحاكمةِ هذا الإعلاميِّ وتقييد قلمه وسجنه وسحب الجنسية البريطانية منه، ومنع نشر الإعلانات في قناة اليوتيوب الخاصة به، وصولاً إلى فرض حصارٍ على جريدة (رأي اليوم) الإلكترونية التي يصدرها غير آبهين بحرية الرأي والتعبير ولا مراعين قبول الرأي الآخر وحقِّ الاختلاف، خلافاً لما يزعمون وما يتشدقون به في تنظيراتهم على شعوب العالم الثالث.

 

  وقد كانت العريضةُ التي وقعها أكثر من مئة من الفاعليات السياسية والثقافية البريطانية ،وبينهم نوابٌ ووزراءُ إلى إدارة قناة "ال بي بي سي" والتي طالبتها بعدم إجراء المقابلات مع الإرهابيِّ عبد الباري عطوان المتهم بمعاداة السامية دليلاً قاطعاً على ما نقول، علماً بأنَّ هذا المناضل لا يعادي السامية ولا اليهود وإنما يعادي الصهيونية العنصرية المجرمة ويعادي الاحتلال خلافاً لما تريد إسرائيل تصويره للرأي العام العالمي.

 

ولعلَّ آخر ما قامت به الصهيونيةُ العالمية من استهدافٍ وحصار قد تمثل بما كتبته صحيفة (جويش كرونيكل) في افتتاحيتها منذ ايام حيث طالبت بمحاكمة عطوان لدعمه "الإرهاب" وإنزال أشدِّ العقوبات به لكي يكون عبرةً لكلِّ من يدافعُ عن خيار المقاومة في فلسطين ولبنان والتي يَسِمونها بالإرهاب ظلماً وعدوانًا وزوراً وبهتاناً..

 

  إنَّ الإعلاميَّ الكبير، والمناضلَ العنيد وصاحبَ الفكرِ الجريء والقلمِ الصريحِ عبد الباري عطوان هو اليوم في موقعٍ متقدِّمٍ من مواقع المواجهة والمقاومة لقوى الاحتلال والاستعمار، وهو يمثلُ فيما يكتبه ويقوله عنادَ شعبه الفلسطينيِّ الأبيِّ وأمته العربية العصماء، التي تسجلُ اليوم وحدها في صفحات التاريخ رفضها لكلِّ أشكال الذلِّ والهوان والاستسلام، ورفضها للخنوع والخضوع أمام جبروت الاحتلال ومن يقفُ خلفه. 

 

  إنَّ المواجهةَ التي يخوضها اليوم عطوان مع الصهيونية والاستعمار هي جولةٌ جديدةٌ من جولات صراعنا مع العدو، والمطلوب من كلِّ حُرٍّ عربيٍّ أن يتضامن معه على صفحات التواصل الاجتماعيِّ وعلى كلِّ المنابر وفي مختلف وسائل الإعلام ØŒ بهدف نصرة القضية لا نصرة الشخص، وبهدف إظهار زيف الغرب الاستعماريِّ وأكاذيب العدوِّ الصهيوني. 

 

 

  نعم، "إنَّ المقاومةَ الفلسطينية وجدت لتبقى ولسوف تبقى"ØŒ كما قال القائد المعلم جمال عبد الناصر، فالردُّ الطبيعيُّ المشروعُ على الاحتلال هو المقاومةُ بكلِّ أشكالها وصورها وأساليبها، والحقُّ في المقاومة هو حقٌّ مقدسٌ للشعوب في تقرير مصيرها، وقد كفلته الشرائعُ الإنسانيةُ والمواثيق الدولية منذ فجر التاريخ لأنه حقٌّ إنسانيٌّ طبيعيٌّ مشروع، وكلنا اليوم عبد الباري عطوان وكلنا مقاومة حتى يزول الظلمُ والعدوان والاحتلال، والمجدُ والخلود للشهداء في فلسطين، والمجد لكلِّ جريح وأسير، ولكلِّ مقاومٍ يحمل في كريات دمه نبضَ المقاومةِ في زمن التطبيعِ والتطويع والاستسلام، وليخسأ الذين يسفّهون ويستخفون بقدرة الشعب العربيِّ على المواجهة، ويجاهرون بضعفهم وانهزامهم واستسلامهم ،ويدافعون عن العدوِّ ويتبنون أفكاره عن قصدٍ أو عن غير قصد، وبأجر أو من غير أجر، لأن ما يقوله عطوان ليس شعاراتٍ ولا لغةً خشبيةً كما تزعمون، وإنما هو نتاجُ إيمانٍ عميق بقرب ساعة التحرر والتحرير، منطلقاً من ثقته بقدرة أمته على الانبعاث من جديد، ونتاج إيمان بالله القويِّ المقتدرِ الذي يغير من حال إلى حال.