أماني النَّجار _ خاصّ الأفضل نيوز
حفرةٌ صحيَّة في منطقة سعدنايل، تَعتمدُها البلديّة؛ لتصريفِ المياه المُبتذَلة من شارِعِ خليل الزُّعبي إلى محيط البلديَّة، حتَّى باتَت تُشكِّل خطرًا مُحدِقًا على حياة قاطِنيه. هذه الحُفرة التّي تفيضُ كلَّ مدَّةٍ، وتَتسرَّب مياهها إلى الآبار الكائِنةِ في جِوارها، كذلك نحو المزروعات؛ الأمر الذي يؤدّي إلى تلوّثها بشكلٍ كبيرٍ، ويَجعلها مصدرًا للرّوائح الكريهة والأمراض المُميتة.
مضَت سنواتٌ عدَّة وحواسُ النّاس اعتادَت عليها، وحدَها العين ما زالَت قادِرةً على تمييزِ حالة القرَف وعكسِها جرَّاءَ وجود سيولِ الصَّرف الصِّحيّ في القرية، في الوقت الذي تُقدَّر تكلِفةُ إصلاحِها سوى ٢٠٠٠$.
في هذا السِّيّاق، تحدَّث موقع الأفضل نيوز مع المُواطِن عُمَر البِقاعي الذي قال: "إنَّ هذه الحُفرَة لا تُشكِّل خطرًا على المياه الجوفيّة والمَزروعات فحَسب، بَل يؤدّي سيرُ تلاميذ المدرسة الذين يدوسون بأحذيتهم في مياهِها الآسِنة إلى نقلِ الجراثيم منها إلى المدرسة ومنها إلى المنزل، وبالتّالي يتزايُد خطرُ احتِمال إصابتهم بالأمراض المُعدية ومن بينها الكوليرا".
وناشَدَ البقاعي البلديّةَ "بطَمْرِ الحُفرَة وإلغائِها، ورَبْط الشّارِع بشبكة المجاري التّابِعة للبلدة إسوةً ببقيّة شوارع البلدة وأحيائها، عِوَضًا عن إرسالِ صهريجٍ كلَّ مدَّةٍ؛ لتفريغ جزء من مياه الصَّرف الصّحيّ الذي يتجمَّع فيها".
وفي المُحصِّلة، مياه الصَّرف الصِّحيّ تحتوي على ملوِّثات بيولوجيَّة تُشكّل خطرًا على حياة الإنسان والكائنات الحيَّة، لذا يجب التَّخلص منها وبكفاءةٍ عالية. في هذا الصّدد، تحدثنا مع السيِّد محمد صوّان، حيثُ قال: "إنَّ مياه هذه الحُفرَة، لوَّثَت المياهَ الجوفيَّة وزادَت من تلوث المَزروعات، كما أنَّ بعض المواشي التّي تَشرَب مِن مياهِها، باتَت تُعاني من الأمراض".
رئيس بلديّة سعدنايل "حسين الشّوباصي"، يُوضِّح لموقعنا استجابَة البلديَّة لهذه الكارثة، ويشرحُ عن ضُعف الإمكانات والعجز عن تأمين المبلغ المطلوب لمعالجتها.
ولفَتَ إلى: "أنَّ هذه الحُفرة تابِعةٌ لأحد المُواطنين والذي قام بإنشائِها لتصريف المياه المبتذَلة من منزله. يضيف: "ونحنُ كمجلِس بلديّ نقومُ، وضِمن الإمكانات الماليّة المُتاحة، بتفريغها بين الحين والآخر باستخدام صهريج مُستأجَرٍ لكن الكلفة تزدادُ يومًا بعد يوم في ظِّل ارتفاع سِعر صرف الدّولار، ما يُلزمنا التّأخُر أحيانًا عن سحبِها في الوقت المطلوب؛ والسَّبب ذاته يَجعلُنا عاجزين عن إلغائها، ومدِّ شبكة صرف صحيَّة".
وأشار الشّوباصي لموقِعُنا: "لدينا أولويّات في العمل البلديّ، وبالأخصّ ذات المَنفعة العامّة؛ لجَمع النُّفايات الصّلبة التّي تزدادُ كلفتها يومًا بعد يوم".
حُفرةُ سعدنايل واحدةٌ من المُشكِلات التّي تتحوّل بفِعل التقادُم إلى أزمةٍ دائمة، ممّا يَطرَحُ علينا السُّؤال ذاته، هل هُناكَ منفَذٌ من هذا النّفق المُظلِم الطّويل؟.