د.يوسف الصميلي - خاصّ الأفضل نيوز
يبدو أنَّ القضايا الإقليميةَ والمحليةَ الشائكةَ برسمِ الانتظار حتى تنجلي النتائجُ النهائيةُ للانتخابات الأميركية، وحتى يَتمَّ تشكيلُ الحكومةِ الجديدة في الكيان الصهيونيّ، وحتى يستبينَ المجتمعُ الدوليُّ تداعيات الانسحابِ الروسيِّ من خيرسون الأوكرانية.
- والوضع اللبنانيُّ متأثرٌ بهذه العوامل جميعاً، إضافةً إلى العامل المحليِّ الذي يعقدُ نفسَه بنفسه زيادةً على الذين يزيدونه تعقيداً، الأمر الذي ربما يطيل أمدَ الشغور الرئاسيّ، فيتمادى الانهيارُ الإقتصاديُّ والنقديّ، وتزدادُ الاصطفافاتُ المحلية حدةً وتشنجاً كما ظهرَ في جلسة مجلس النواب الأخيرة يوم الخميس 10 تشرين الثاني 2022، مما يضاعفُ أزمةَ المواطن العاديِّ المعيشية، على أبواب شتاءٍ يحتاج إلى ميزانية خاصة لكلِّ منزل، لتأمين الحدِّ الأدنى من التدفئة.
= الفراغ العام =
- فخامةُ الفراغ يدمغُ حياتَنا العامَّةَ في جميع القطاعات الحيوية التي لا يستطيعُ المواطنُ الاستمرارَ بدونها، فالقطاعُ الصحيُّ ليس على المستوى المطلوب للتعامل مع موجة الكوليرا واستمرار الكورونا، وقطاعُ الطاقةِ ليس على مستوى إعادة الروح إلى الكهرباء بعد زيادة التعرفة، وذهاب كلِّ وعود زيادة التغذية هباءً منثورا، وقطاعُ التربيةِ والتعليم إلى مزيد من التَّردِّي، والمحاولةُ الجديدةُ لتطوير البرامج والمناهج التي وزعها المركزُ التربويّ، هي أحجيةٌ كبيرةٌ في ظلِّ عدم تأمينها ورقياً، وعدم توفر الأنترنت لإمكان فتحها، إضافة إلى عدد صفحاتها الكثيرة التي يصعبُ تتبعها دفعةً واحدة إذا تيسر للمتابع فتحها، وكأنَّ المركزَ التربويَّ يقول للمدارس: انتظروها جاهزة، ولا داعي لملاحظات المعلمين بشأنها، وقطاعُ الاتصالات في شبه غيبوبة مع كلِّ الإيراداتِ التي تصلُ إلى صندوقه، وقطاع المواصلات يدوّخُ المواطنين بالأسعار اليومية التي تجعل الكثيرين محبوسين في منازلهم ... الخ.
مجلسُ نوابٍ جديد يعجزُ عن انتخاب رئيس جمهورية، نوابٌ سمُّوا أنفسهم تغييريين، فتبيَّن أنهم اسم على غير مسمَّى، مرشحون للرئاسة يتنافسون مع أوراقٍ بيضاء، عنوانٌ فضفاضٌ يطرحه الجميع: نريد رئيساً وفاقياً، وعلى كثرة الوفاقيين الذين يعثرون بهم، لا يظهر أنهم سيعثرون على أحدهم للرئاسة في وقت قريب، ليستمرَّ فخامةُ الفراغ إلى أجلٍ غير مسمَّى.