محمد نجم الدين - خاصّ الأفضل نيوز
منذُ ما سميَ بالعولمة وما سبقها ورافقها وتبعها من تطورٍ في وسائل التواصل والتقنيات الحديثة والأجيال تتخبطُ في متاهاتِ الضَّياعِ وفقدانِ بوصلة القِيَمِ المتعارف عليها في مجتمعنا دونَ ضوابط تفرمل اندفاعتها نحو مدى غير محدَّدٍ في المكان والزمان٠
يترافقُ ذلك مع حياد شبه تامٍّ للمؤسسات التي يفترضُ أن تكونَ الفاعلةَ في تصويب مسار الانحدارِ القيميِّ وتصحيح الاتجاه نحو الاستفادة مما حملته الثورةُ العلميةفي كلِّ مناحي الحياة٠ فالدولةُ المسؤولةُ الأولى عن السياسة الإعلامية وتوجيهها ووضع برامج تُحاكي منظومةَ القِيَمِ الاخلاقية والانسانية والاجتماعية غائبة عن مقاربة هذا الموضوعِ الجوهريّ، والمؤسساتُ الدينيةُ المختلفةُ التي تستمدُّ دورها من رسالات السماء السمحاء المفعمةِ بالقِيَمِ وتعاليم السماء التي تدعو جميعُها للأخلاق والابتعادِ عن كلِّ ما يُسيء إلى حياة الإنسان وكرامته وإنسانيته ،هذه المؤسساتُ ما زالت تحملُ الخطابَ التقليديَّ في التوجه الى الشباب دون مراعاة ما هم عليه من تفتح الوعي والانفتاح على آفاق الدنيا بأسرها ودون ان تكون قادرةً أو على الأقل لا تريدُ أن تبحثَ عن أساليب تُحاكي عقولَ الأجيال بمنطقٍ عصريٍّ يجعلُ العلومَ مطيةً للسموِّ والتقدم مضافًا إلى مخزونٍ بريء من القيم الدينية والاجتماعية. والمؤسساتُ التربويةُ أسيرةُ منهج وضعته الدولة وتعملُ تحت ضغط إنجازه خوفًا من عدمِ نجاح التلاميذ في الامتحانات الرسمية. في الوقت الذي لم تبادرِ الدولة إلى الأخذِ بعين الاعتبار ما يدورُ حولنا من ثوراتٍ وتطوراتٍ على مستوى العلوم وغيرها٠
والأسرةُ تتخبطُ في مجاراة الحياة وما تضخُّه كلَّ يومٍ من متطلبات لا مندوحة عنها ودونها الكثير من الجهدِ والتعب، إذ باتت تشكلُ أولويةً لدى أفراد الأسرة كبارًا وصغارًا.
نحن ذاهبون إلى انهيار قِيَميٍّ وإلى اهتزاز الأسس التي بنيت عليها ما لم نتدارك هذا الأمرَ بالتعاون وتبادل المعارف ووضع خطةٍ لمنعِ هذا التَّدنِّي في انتظام وتماسك المجتمع