زياد العسل -خاصّ الأفضل نيوز
يتصدّرُ المشهدُ الرّئاسي الحديث اليوم على طبق المواطنِ اللبنانيِّ والرأي العام والقوى السياسية في البلاد ،حيث إنّ كلَّ الملفات مرتبطةٌ ببعضها ارتباطًا وثيقاً، وأنَّ ملفَّ رئاسة الجمهورية هو ملفٌّ أساسٌ بالنسبة إلى كلِّ القوى المركزية في البلاد، والتي تسعى أن يكون الرئيس المقبل مطمئنًا لها، إن لم نقل من قلب منهجها أو خطها السياسيِّ أو الاستراتيجي.
حزب الله يقاربُ المشهدَ اللبنانيَّ بواقعية، ويسعى لعدم زجّ أي اسمٍ في الوقت الراهن في السباق، نظراً لمعرفته التَّفصيلية بطبيعة التركيبة اللبنانية، وأنَّ انتخابَ رئيسٍ للبلاد يعني موافقةَ قوى كبرى ومرجعيات روحيّةٍ وسياسيّةٍ، وبما لا يشكلُ أيًّ استفزازٍ للأطراف المحلية والاقليمية والخارجية ، نظراً لموقع لبنان الجيوسياسيّ الذي يعني القريب والبعيد .
تشيرُ المعلوماتُ إلى ألا فيتو من قبل الحزب على قائد الجيش، وأنَّ الحزبَ يعملُ على طريق حياكة السجاد، بنفس طويلٍ للوصول إلى خاتمةٍ تريحُ اللبنانينين، وتضمن في الوقت عينه مجيئ رئيس لا يستفزُّ المقاومةَ أو يقلق جمهورها أو يكون ثمة شك في خلفياته، ولذلك لا مانعَ من وصول مرشّحٍ انطلاقاً من هذا الإطار، وهو الأمر الذي يدركه حليفا الحزب -سليمان فرنجية وجبران باسيل، حيث إنَّ باسيل قد يقتنعُ في وقت ليس بالبعيد ومن خلال اتصالاتٍ إقليميةٍ ودولية أنّ فرنجية يشكل في الوقت عينه فرصةً حقيقيةً للعبور، وسط تضعضعِ القوى المعارضة ونوّاب التَّغيير وعدم تقديم مرشح جديٍّ حقيقيٍّ قابلٍ للنقاش وفقَ المعطيات.
بكركي في صلب المشهد، والقنوات لم تقطع وهي مستمرةٌ وفقَ المعطيات، واليوم ثمة نقاش جديٌّ ببين الجانبين، ورأي شِبه مشترك بضرورة التوافق الوطنيِّ على رئيس يعيدُ ترتيبَ المشهد ويكون منطلقًا لعودة كلِّ الاستحقاقات الدستورية، وبالتالي التخفيف من النزيف القائم. فهل تصلُ الاتصالاتُ إلى خاتمةٍ مرجوَّة؟ هذا رهنُ الأيام المقبلة من عمر وطنٍ هو لا أكثر سيراً على دربِ الجلجلة الطّويل.