حمل التطبيق

      اخر الاخبار  إعلام العدو: عشرات المستوطنات وأكثر من 70 ألف "إسرائيلي" في الشمال في الغرف المحصنة ينتظرون نيران حزب الله   /   ماكرون: المسار الدبلوماسي موجود في ‎لبنان والحرب ليست حتمية   /   ماكرون: يجب الحفاظ على لبنان ولا مصلحة لأحد بالتصعيد   /   أي بي سي عن مصدر استخباراتي أمريكي: التخطيط "الإسرائيلي" لهذا النوع من الاختراق لسلسلة التوريد استمر نحو 15 عاما   /   جيش الاحتلال يعلن إنهاء سلسلة من الهجمات في جنوب لبنان   /   إعلام ‎العدو: أنباء عن تشويش على تطبيق GPS في كافة أنحاء ‎"إسرائيل"   /   ماكرون: المسار الدبلوماسي ما زال موجودا فيما يتعلق بلبنان   /   إعلام العدو: رسالة غير عادية لقيادة الجبهة الداخلية إلى سكان صفد تقول فيها "حتى إشعار آخر ابقوا بالقرب من منطقة محمية"   /   مصدر من حماس للعربية: حريصون على التوصل لاتفاق في غزة   /   بايدن: الحل الدبلوماسي للتصعيد بين "إسرائيل" وحزب الله "ممكن"   /   وزير خارجية النمسا: عواقب المزيد من التصعيد ستكون مدمرة للمنطقة بأكملها   /   موقع واللا: تعليمات لسكان صفد وكريات شمونة وبلدات في الجليل الأعلى ومستوطنات الجولان بالتزام الأماكن الآمنة   /   وزير خارجية النمسا: التطورات الأخيرة في ‎لبنان مقلقة للغاية وعلى الجميع أن يبتعدوا عن حافة الهاوية   /   الحدث: الطلب من سكان مستوطنات البقاء قرب مناطق محصنة خشية من رد حزب الله   /   إعلام العدو: 4 طواقم إطفاء تعمل منذ أكثر من ساعتين على إخماد حرائق اندلعت في "المطلة" إثر القصف من لبنان   /   منصة "إكس" تعلق خدمتها في البرازيل بناء على طلب القضاء   /   فايننشال تايمز عن مصدر مطلع: القيادة "الإسرائيلية" تناقش شكل الحرب مع تصاعد التوتر وتزايد احتمالات انتقام الحزب   /   مراسل الأفضل نيوز: مسيرة معادية تحلق فوق الزهراني وزفتا   /   وسائل إعلام فلسطينية: 7 شهداء حصيلة عدوان جيش الاحتلال على بلدة قباطية جنوبي جنين   /   إعلام العدو: اعتبارا من هذا المساء لبنان هو في الواقع ساحة المعركة الرئيسية "لإسرائيل" وليس غزة   /   مراسل الأفضل نيوز في البقاع: الطيران المسير المعادي يحلق على علو منخفض في أجواء بعلبك   /   إعلام العدو: 6- 8 صواريخ بركان على "المطلة" سببت أضراراً ضخمة وعتمة في كل المستوطنة   /   بعثة لبنان للأمم المتحدة: أجهزة الاتصالات المفخخة كانت مزروعة بالمتفجرات قبل وصولها إلى لبنان   /   شركة الخطوط الجوية الأميركية "دلتا إيرلاينز" تعلّق رحلاتها بين "مطار جون كينيدي" في نيويورك و"تل أبيب" حتى31 ديسمبر   /   الجهاد الإسلامي: إن هذا الموقف يمثل إفشالاً للمخططات التي تهدف إلى استهداف بيئة المقاومة وعزل غزة بهدف الاستفراد بها   /   

درويش...إن حكى

تلقى أبرز الأخبار عبر :


نسرين عبدالله - خاصّ الأفضل نيوز

 

ما أَقول لكمْ؟

وأَنا لم أكُنْ حجراً صَقَلَتْهُ المياهُ

فأصبح وجهاً

ولا قَصَباً ثقَبتْهُ الرياحُ

فأصبح ناياً ...أَنا لاعب النَرْدِ ،

أَربح حيناً وأَخسر حيناً

أَنا مثلكمْ

أَو أَقلُّ قليلاً ...،

بهذه الكلمات ودع (عاشق فلسطين) الحياة.. مرثية (أنا لاعب النرد)، آخر ما نشره في حياته وبعدها "جفت الثمالة في قدحه.

وُلد درويش في مطلع الأربعينيات من القرن الماضي بين عصافير الجليل بقرية البِروة، لتواكبَ مسيرته -بعد ذلك- مسيرة تغريبة الشعب الفلسطيني بكامل كفاحها وسلامها، وكامل تقدمها وتأخرها.

 

وكان شعره علامةً فارقةً في سردية القضية الفلسطينية، مما جعله يتربعُ على قمَّةِ الشعر الفلسطيني فور انطلاقه.

لمحمود درويش رأيٌ غير تقليديٍّ في سيرته الذاتية حين قال: أولاً ما يعني القارئ في سيرتي مكتوبٌ في القصائد. وهناك قول مفاده أنَّ كلَّ قصيدة غنائية هي قصيدة أوتو- بيوغرافية أو سير- ذاتية، علماً بأنَّ هناك نظرية تقول إنَّ القارئ لا يحتاج إلى معرفة سيرة الشاعر كي يفهم شعره ويتواصلَ معه. ثانياً يجبُ أن أشعرَ بأنَّ في سيرتي الذاتية ما يفيد، أو ما يقدم فائدة. ولا أخفيك أنَّ سيرتي الذاتية عادية جداً. ولم أفكر حتى الآن في كتابة سيرتي. ولا أحبُّ الإفراطَ في الشكوى من الحياة الشخصية ومشكلاتها. ولا أريد بالتالي أن أتبجّح بنفسي، فالسيرةُ الذاتية تدفعُ أحياناً إلى التبجُّح بالنفس، فيصوّر الكاتب نفسه وكأنه شخصٌ مختلف. وقد كتبت ملامح من سيرتي في كتب نثرية مثل "يوميات الحزن العادي" أو "ذاكرة للنسيان" ولا سيما الطفولة والنكبة.

 

كان درويش منشغلًا بالقراءة والكتابة جُلَّ وقته. يتحدث العبريةَ والإنجليزيةَ والفرنسية. يحبُّ سماعَ الموسيقى الكلاسيكية لكبار الموسيقيين مثل بيتهوفن وتشايكوفسكي، وغالبا ما يسمع الموسيقى أثناء الكتابة، ولديه مجموعة كبيرة من الأشرطة والأقراص الموسيقية. كان يحبُّ سماعَ عبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ، ويتابع المسلسلات التاريخية. أما تسليته فكانت في لعب النرد "طاولة الزهر" التي ينهمك في أجوائها، يصرخُ أحيانا، ويغتاظُ أحيانا أخرى مثل أيِّ طفل، أما مشاهدته للتلفزيون، فقد كان مغرمًا بالدراما، وخاصَّةً في رمضان.

كان هناك قصة حب عميقة للغاية ما بين الشاعر محمود درويش وفتاة يهودية تدعى ريتا، وقد كلفته هذه القصة ألمًا كبيرًا ومعاناة ليست بسيطة، وذلك بسبب الفرقة بينهما من خلال قرار جاء من ريتا بالتحاقها بالجيش الإسرائيليِّ في سلاح الطيران.

حزيران" الحكاية أيقظت لديهما هويتهما لينحاز كلٌّ منهما إليها، اختارت ريتا الانضمامَ إلى سلاح الطيران الإسرائيلي، واختار درويش الوقوف إلى حكاية شعبه، وكتب ليرثي حبه في قصيدته الشهيرة التي غناها الفنان اللبناني مارسيل خليفة ريتا والبندقية، وظلَّ جمهوره يتساءل عنها في كلَّ أمسية شعرية دون أن يعرفوا شخصيتها الحقيقية، لكنهم ربما استنبطوا معنى البندقية التي فرَّقتهما.

دخلَ درويش في علاقاتٍ عاطفية تبعت "ريتا"، وتزوج مرتين لكن لم يُكتب لهما النجاح، فكتب في وصف نفسه بقصيدة "سيئ الحظ": "أنا العاشقُ السيئ الحظ، لا أستطيع الذهاب إليك، ولا أستطيع الرجوع إليّ".

وهو شاعرُ نحت حروفه فشعّت مقاومةً وفلسفةً وجدلا، كما أنه أحدُ أهم شعراء العصر الحديث على مستوى العالم.

هو شاعرٌ نحت حروفه فشعّت مقاومة وفلسفة وجدلا، كما أنه أحد أهم شعراء العصر الحديث على مستوى العالم ،فدرويش هو ذلك الصدى للصوت الفلسطيني الحرِّ الذي تُشّع الهوية في كلماته، فقد بدأت مسيرته في الأساس للدفاع عنها، وهي أهمُّ دوافعه الشعرّية.

هو الذي وجد نفسه يحمل اسمًا جديدًا بدلًا من اسم طفل، اسم لاجئ في بلاده، حاضرًا غائبًا في بلاده.

فكيف يمكن تحرير تلك الهويّة الحاضرة الغائبة؟ كيف يمكن أن تتجلّى بالشعر كتجلّي زهر اللوز في قصيدة درويش تلك؟

قصته قصةُ مطرٍ ونعاس، حكاية حياة في يوم عيد، وتسريحة عصفور على شجرة خضراء.

 

قال درويش إنه كانت ترافقه منذ الطفولة فكرةٌ حالمةٌ أن يصير فارسًا بالكلمة.. أن يكون شاعرًا.. ففي عالم يفتقد إلى القيم، إلى المعاني، إلى العدالة، إلى حقِّ الآخرين في الحرية، تُصبحُ الكلمة هي السلاح الأول.

 

من أبرز الشعراء الفلسطينيين والعرب، عُرفَ كأحد أدباء المقاومة ،والتحمت قصائدُه بالقضية الفلسطينية حتى سماه البعض بشاعر الجرح الفلسطيني, له ما يزيد على 30 ديوانا من الشعر والنثر بالإضافة إلى ثمانية كتب، ترجم شعره إلى عدة لغات.

 

ومن أبرز دواوينه (عصافير بلا أجنحة/ ذكرى النسيان/ كزهر اللون أو أبعد/ يوميات الحزن العادي/ أنا الموقع أدناه/ حطب الدكتاتور الموزونة/ الأعمال النثرية/ أقول لكم/ آن لي أن أعود/ أثر الفراشة/ حالة حصار/ لمذا تركت الحصان وحيدا/ حيرة العائد/ ورد أكثر/ لا أريد لهذه القيدة ان تنتهي..)

وهو شاعرٌ نحت حروفه فشعّت مقاومة وفلسفة وجدلا، كما أنه أحد أهم شعراء العصر الحديث على مستوى العالم.

 

كان على حَذَرٍ من أن يجعل اللغةَ “حلاًّ” لـ “الجرحِ” المُعْضِلِ Ù€ الوجودِ؛ بل يريدها توصيفاً للجرحِ كقضيَّةٍ.

 

يقول نيتشه إنها لموهبةٌ تستحقُّ الثناء أن تكون قادرا على تأمل نفسك بعين فنان. حتى في الآلام والأوجاع التي تلمُّ بنا، أي أن تحوّل كلَّ شيء بلمح البصر إلى عمل فني: هذه النظرة من المملكة التي لا يدنو منها الألم".

 

هو الفلسطينيُّ ابنُ الفَقْدِ المُنْهِكِ لا يحتمل “رفاهةَ” اللغويِّ في “طيش” مقاصِد اللغويِّ.

 

يُعدّ الشّاعر محمود درويش أحد شُعراء قصيدة الشِّعر المُعاصر، فمن الجدير بالذِّكر أنّ القصيدة المُعاصرة تعاقبت على العديد من أجيال الشُّعراء التي كانت ثلاثة، أولّها جيل الأربعينيّات، ثمّ جيل الخمسينيّات، وآخرها جيل السّتينيّات، فيُعدّ درويش من أصحاب الجيل الثّاني، وهو جيل الخمسينيّات، إذ قام شعراء الثّلاثة أجيال بمحاولاتهم في مجال التّصوير الموسيقيّ للقصيدة العربيّة في تجاربهم المختلفة، وذلك تحت مظلّة الفلسفة الجماليّة، وبحسب رؤية النّاقد عزّ الدّين إسماعيل فهي فلسفة تُؤمن بأهميّة الواقع النّفسيّ في الفنّ، والحياة معاً، كما يُرى أثر تعلّق القصيدة العربيّة المُعاصرة بالجانب السّياسيّ، والاجتماعيّ، والاقتصاديّ، والثّقافيّ، وغيرها من الجوانب المختلفة، فكانت القصيدة على مقرُبة من الطّابع العصريّ ومحتوياته، وهذا ما جعل الشّعراء يتلّمسون قضايا العصر ومضامينه، ومن مظاهر ذلك ارتباط الشِّعر المُعاصر بفلسطين كأداة للتّعبير عن قضيّتها، فكان درويش ممّن كتبوا فيها ومثله الشّاعر سميح القاسم، والشّاعرة نازك الملائكة.

 

ومن الجدير بالذِّكر أنّ درويشَ كان مُتأثرّاً بأشعار من قَبله، مثل شعر عمر بن أبي ربيعة، والمُتنبي في شِعر المُفاخرة، ثمّ انتقل إلى مرحلة ناضجة فنيّاً، إذ أصبحت أشعاره تميل إلى كونها أكثر رِقّة؛ وذلك إثرَ تأثُره بشُعراء الحركة الرّومانسيّة، مثل: علي محمود طه، وابراهيم ناجي، وغيرهما. وفي آخر سنوات حياته كان لدرويش تحوّل آخر في شِعره، فَعَمد إلى الجمال الأخّاذ والمُبدع في شِعره، فكان للحُبّ حيز واضح في شِعره، إلّا أنّه استخدمه كمُفردة عامّة وشاملة فيه، بالإضافة إلى أنّه ربطه ربطاً وثيقاً بقضيّة وطنه، لذلك وَصَف الحُبّ بأنّه طريق محفوف بالشّوك مُشيراً بذلك إلى النّضال.

 

توفي في الولايات المتحدة الأمريكية يوم السبت 9 أغسطس 2008 بعد إجراء عملية القلب المفتوح في المركز الطبي في هيوستن، التي دخل بعدها في غيبوبة أدت إلى وفاته.

نعى رئيس السلطة الفلسطينية رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير محمود عباس شاعر فلسطين الكبير محمود درويش، وأعلن الحداد 3 أيام في كافة الأراضي الفلسطينية حزنا على وفاته، واصفا درويش "عاشق فلسطين" و"رائد المشروع الثقافي الحديث"، والقائد الوطني اللامع والمعطاء".

وارى جثمانه الثرى في 13 أغسطس في مدينة رام الله حيث خصصت له هناك قطعة أرض في قصر رام الله الثقافي. وقد شارك في جنازته الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني.