زياد العسل_ خاصّ الافضل نيوز
وكأنه قدرٌ عند شعبٍ كامل أن يختبرَ كلَّ مشكلات الدَّهر، فرغمَ أنَّ قسماً من اللبنانيين باعَ أراضيه التي ورثها عن آبائه وأجداده، وباع جزءًا من ممتلكاته لشراء ألواح الطاقة الشمسية، إلا أنّ الشّتاءَ هذا العام ييدو قاسياً، لغياب المصدر المركزيِّ للطاقةِ ؛أي أنّ الشّمسَ غائبةٌ في هذه الأيام العاصفة، الأمر الذي يطرح سؤالاً مركزيًّا عن كيفية التعامل مع مقدرة البطاريات على تخزين أيِّ طاقةٍ شمسية أو ضوئية لأشهر عديدة قادمة.
صرخةُ الناس التي بدأت تعلو هذه الأيام، كانت محطَّ اهتمام "الأفضل نيوز"، الذي تابع عن كثب أوضاعَ اللبنانيين في خضمِّ فصل الشتاء، إذ "لا كهرباء" ولا من يكهربون ،وفق (أبومحمد) من بلدة عيتا الفخار_ الرجل الستينيُّ الذي يقول:
" إنه باع سيارته ليستطيع تركيبَ ألواح الطاقة،ليتبيّن له لاحقاً أن شراءَ أكياس من الشمع كان أفضل من المقامرة التي ارتكبها".
الأمرُ نفسه ينسحبُ على طلاب المدارس وأساتذتهم، الذين كفروا بالبلاد منذ زمنٍ، وزاد كفرهم بها ، بعد أن انعدمت الامكانيةُ وفقَ وفاء (مُدرسة في متوسطة خربة روحا الرسمية) التي أظهرت امتعاضًا بسبب تحضير دروس اليوم التالي وإنجاز الأعمال على الحاسوب الخاصّ، حيث إنَّ التربية والتعليم برأيها باتا قدراً ميؤوساً منه في بلد لا كهرباء فيه.
على صعيدٍ مُتصل وفي متابعة لرأي أصحاب شركات الطاقة الشمسية، يتحدث (جورج و مالك شركة تركيب طاقة في زحلة)، عن أنّ الأمر لا يتعلق البتة بنا من ناحية التركيب، وزيادة البطاريات ، وتقوية المحوّل (inverter)، من شأنها أن تعيد التيار الكهربائيَّ
إلى البيوت، ونحن نسعى لتخفيض كلفة البطاريات والمحوّل والألواح، ليتمكن الناس من الإضاءة في فصل الشتاء، وهذا يعود إلى مقدرةِ الفرد المالية).
لا شيء يصفُ واقعَ هذا الشعب، الذي اعتقد أنَّ شراءَه لهذه الألواح قد مكّنه من اجتياز أزمة الكهرباء، ليجدَ أنَّ الطبيعةَ قد تآمرت عليه أيضا، ليغدوَ العيش في هذا الوطن يحتاج تخزين كميات هائلة من الصّبر ومحولات لتقبل الواقع لا الطاقة، بين سندان الغلاء والوضع الاقتصاديِّ وعواصفِ الطبيعة العاتية.