زياد العسل_ خاصّ الأفضل نيوز
يقول المثلُ الشعبيُّ اللّبنانيُّ "مش رُمانة قلوب مليانة" في توصيفِه لأمرٍ ما حدث بشكلٍ تراكميٍّ وسبََّب إشكالًا دونَ أن يكونَ مُستحقًّا لذلك، وهذا ما ينطبق على حادثة الأشرفيّة التي حاول بعضهم إعطاءَها بُعدًا أعمقَ بكثيرٍ من حقيقةِ ما حصل، بعد فرح مجموعةٍ من الجماهير بفوز المنتخب العربيّ المغربيّ منذ أيامٍ.
وفي المعلوماتِ أنَّ موكبًا، انطلقَ من منطقةِ الطّريق الجديدة باتجاه قصقص، وصولًا الى الأشرفية، دونَ أن يكون بحوزتهم أيّ سلاحٍ، باستثناء أعلام المنتخبِ المغربيّ الذي شكّل فوزه ووصوله الى المربّع الذهبيّ في كأس العالم بصيصَ أمل ٍ، وسطَ ضبابيّةِ المشهد العربيّ برمته، وقد حصلَ بعضُ التّلاسن والشجار مع أشخاصٍ كانوا في ساحة ساسين وسواها من شوارع الأشرفية، وقد كان واضحًا للعيان أنَّ الهدفَ من هذه المسيرة، هو الاحتفاء، وكيف يمكنُ لمن يريد أن يقومَ بأعمالٍ مخلّةٍ بالأمنِ، أن لا يكونَ بجعبتِه أيّ سلاحٍ أو حتّى "شفرةً"، وفقَ المصادر المتابعة لما حدث في هذه القضيّة.
هذه الحادثةُ تكشفُ أنَّ ما يسمّى وحدةً وطنيّةً وعيشًا مشتركًا في لبنان لم ينضجَ بعد، وأنّ الاحتفالَ بمباراة كرة قدمٍ يجبُ ألّا يجعلَ بعضهم، يدقُّ ناقوسَ الخطر متخوفّا من new 1975، فالقصّةُ وفقَ متابعين للتّحرك والمسيرِ الرياضيِّ لا تعدو كونَها حماسةً، وأفعالًا شبابيةً لا أكثرَ ولا أقل، ولكنَّ المريبَ في الأمر هو المحاولاتُ الممنهجةُ لاستثمار ذلك سياسيّا، وكأنَّ لبنان لا ينقصه بعد مسلسل الانهيارات، إلاّ أن ينتهي كأسُ العالم الذي لم يشاهده اللّبنانيُّون بمباراةٍ دمويّةٍ جديدةٍ تكونُ بمثابةِ رصاصةِ الرّحمة.
عَودٌ على بَدء، فالقصّةُ ليست مباراة كَرويّة، بل هي أشبه "بإرطة عالم مقسومين" وفق ما سماها الفنّان زياد الرحباني" ، ولن يستقيمَ هذا الوطنُ حتى ترتقيَ نفوسُ بعض القيادات السّياسية، وتدركَ أنَّ الاستثمارَ السياسيَّ في هذا النّوع من التّحركات صريحٌ وواضحٌ وضوحَ الشمس ،وأنَّ هذه التحركاتِ انفعاليةٌ وحماسية.هي محاولاتٌ أشبهُ بوضعِ الزّيت الفتنويّ على نار المتربّصين بلبنانَ وشعبهِ شرّا.