د.يوسف الصميلي _ خاصّ الأفضل نيوز
أنجزتِ المؤسسةُ الدينيةُ في أقضية زحلة والبقاع وراشيا وبعلبك انتخاباتِ المفتين لهذه المناطق، مع انتخاباتٍ أخرى جرت في طرابلس وعكار في الشمال، وقضاء حاصبيا في الجنوب.
تَدلُّ السلاسةُ التي تمت بها الانتخابات، والجوُّ الاجتماعيُّ الذي رافقها والنتائج التي أسفرت عنها، أنَّ الحياةَ العامة في الوسط السنّي بخير ،وأنَّ خطابَ الاعتدال الذي تُمثله دار ُالفتوى وسماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، انعكسا مناخاً إيجابياً ملحوظاً أثناء الانتخاباتِ أثبت أنَّ هذا المكوّن الوطنيَّ السنّي في لبنان هو مكوّنٌ مُعافى في الإطار العام للحياة اللبنانية، وانه برغم الوضع الصعب اقتصاديًّا ومعيشيًّا، وبرغم فقدان أدنى مقومات التعافي في جميع المرافق الحيوية، تربوياً وصحياً وخدماتياً، بزغ هذا الضوءُ الايجابيُّ في حياتنا العامة.
تبيَّن من إجراء الانتخابات لشغل مواقع الإفتاء أنَّ السّنةَ بخير وأنَّ البقاع على وجه التحديد بالمساحة الواسعة التي يمثلها لبنانياً، وبالتنوع الديمغرافي الذي هو عليه، وبإفتاء زحلة والبقاع على وجه التحديد التي تمثّل رافعة وطنية كبرى، يمكن النظر إليها بإيجابية واعدة لحياة سياسية معافاة، كما يمكن البناء عليها لتصويب مساراتٍ محكومةٍ بالإرباك والاختلال، إذ ما المانع من النظر إلى الذي جرى في انتخابات المفتين بأنه المناخُ اللبنانيُّ العامُّ الذي يتطلَّع فيه المواطن إلى حياة وطنية صحية يكتملُ مسارها بانتخاب رئيس جمهورية يضبط الأطرَ الدستورية ويبدأ رحلة الإنقاذ الوطنيِّ ويضعُ حدّا للانهيار الذي استنزف طاقات الوطن والمواطنين، ويقود السفينة إلى شاطئ الأمان.
إنَّ نموذجَ العافية الوطنية قدمه السّنة في انتخابات الإفتاء، فهل يقدم السياسيون على وضع حدٍّ للفراغ؟ وهل يرتقون بالممارسة إلى وطنية صافية لا حسابات فيها إلا حسابات الوطن؟ نأمل ذلك.