زياد العسل_ خاصّ"الأفضل نيوز"
يترقّبُ اللبنانيُّونَ ما ستؤولُ إليه الأوضاع في المرحلة المقبلة، في ظلِّ شغورٍ في المواقع المركزية في البلاد، الأمر الذي يمكنُ الحديث الجديُّ فيه، عن تفاقم الأزمة السياسيّة والاقتصادية، والتّغير الرقميُّ فقط بين العام الماضي والحاليِّ الذي إستهليناه بالأمس.
في إطارِ متابعة المشهد اللبنانيِّ والقراءة في المُنتظر منه، يرى الباحثُ السّياسيُّ روني ألفا، أنَّ اليوم ثمّة حلحلةٌ في ظلِّ الاحتقان السياسيِّ، وخصوصًا بعد رفضِ الكتلِ الوازنةِ للحوار الذي دعا له الرئيس نبيه بري، خصوصا أنَّ المعنييّنَ عند المسيحيين يحرقونَ المراكبَ منذ ٢٠٠٦ حتى اليوم، والأولويّات والاهتمامات الدولية اليوم متمحورةٌ حول صعود التّطرف في بعض دول الاتحاد الأوروبيّ، والمسألة الإيرانية السعودية موضوعة في الثلاجة، وغيرها من ملفات في المنطقة، وهذا ما يضعُ الاهتمام بالملفّ اللبنانيِّ لوقت ليس بالقريب.
أما مسألةُ مرض وتفكك النظام السياسيِّ الذي لطالما اعتُبِر السبب الأساسي لكلِّ المشاكل الوطنية، فهو أمرٌ رافقَ تاريخَ لبنانَ الحديث من مئة سنة، والنّظام اللبنانيُّ بحاجةٍ لقراءةٍ جديدةٍ لا تضرب الطَّائف، وقد تبيّن لنا أنَّ إمكانيّة حكمِ اللبنانيِّن لأنفسهم أمرٌ غير واردٍ، ونحنُ بحاجةٍ لإجراء إصلاحاتٍ جذريّةٍ وتطبيق ما لم يطبق في الطائف، وعلينا أن نعرفَ أنَّ الدَّساتيرَ وضعت لخدمة الشعوب لا العكس، ومن واجبِ المشرّعين أن يعمدوا إلى تنظيف الطائف من أدرانه ومشاكله، لكي نحسِّنَ مستقبلَ لبنانَ وشعبه السياسيّ ، وفق الباحث "ألفا" عينه.
فيما يتعلقُ برئاسة الجمهوريّة،يؤكد ألفا أن المسألةَ لا تتعلقُ بالأسماء، ولكنَّها تكمنُ في القدرةِ على إجراءِ الإصلاحاتِ السّياسيّة في نظامنا، ومسألةُ تسميةِ الرَّئيس تصبح ثانويةً عندما يتعلقُ الأمر بحياة الدستور الذي منه تنبثقُ حياة الأوطان والشعوب.
خلاصةُ المشهد أنّ الملفَّ اللبنانيَّ ما زال في ثلّاجةِ الانتظار، ولا يبدو أن ثمةَ نيّة جديّة لفريق لبنانيّ "مسيحيّ" بكسر حاجز التوقعات السياسية والفلكيّة، ليغدو السُّؤال المركزيُّ المطروح: هل ستبقى الجمهوريّةُ، ليتصارعوا على رئاستها؟