الدكتور يوسف الصميلي - خاصّ الأفضل نيوز
مع بدء العام ٢٠٢٣ تساءلَ كلُّ لبنانيٍّ عن المصير الذي ينتظره في ظل الوضع القائم، الذي لا يبدو أنّ نهايته قريبة أو أنّ حلاً يمكن أن يظهر في الأفق. وحين يتابع المهتم التوقعات التي كتبها المهتمون بالشأن العام عن لبنان، لا يرى في كتاباتهم أي مسحة تفاؤل انطلاقاً من المعطيات القائمة التي خلاصتها : فراغ في رئاسة الجمهورية، فراغ حكومي بالمعنى الدستوري، فراغ حتى في السلطة التشريعية لأنه ليس من حكومة تقترح قوانين، فراغ في الوسط السياسي العام وانسداد الأفق أمام أي حل مرتقب وغياب المبادرات الجادة بين أي من أقطاب القوى السياسية، وصراع مكشوف داخل مجلس النواب بين اتجاهين : مرشح معلن لرئاسة الجمهورية تتأرجح أصواته بين كل جلسة وأخرى زيادةً ونقصانًا، وأوراق بيضاء تخفي اسم مرشحها ، وقد لا يكون لفريق منها مرشح، إنها لعبة سياسية أصبحت ممجوجة من أبسط المواطنين.
الذين يربطون الوضع بالخارج ينتظرون حركة الوضع الإقليمي وتطور الحرب الروسية الأوكرانية والوضع الداخلي في إيران ونتائج الحراك السياسي الأخير باجتماع ثلاثي بين روسيا وسوريا وتركيا يمكن أن تترتب عليه إيجابيات بشأن الحل السياسي في سوريا ، ولا ينسى هؤلاء المتغير السياسي في الكيان الصهيوني الذي له تأثير على الحراك الإقليمي والدولي بدليل رسالة التهنئة الرقيقة واللبقة التي تلقاها نتنياهو من الرئيس بوتين.
وهناك من يرى أن تأثير الوضع الاقليمي والدولي لا يلغي الدور المحلي الذي حرّكه الرئيس بري بالدعوة إلى الحوار ، وإن على الأقطاب السياسيين أن يتلقفوا هذه الدعوة بروح إيجابية لأن مجرد اللقاء يريح الوضع العام ويخفف الاحتقان وقد يصل إلى نقطة التقاء مشتركة بشأن انتخاب رئيس الجمهورية.
هذا التوازن السياسي نقطة إيجابية لصالح المصلحة الوطنية إذا كان الأمر يتطلب رئيساً توافقياً، إذ ما أكثر النخب في لبنان في الوسط الماروني ممن يتمتعون بهذه الصفة (التوافقية)، ويبقى أن يتم تغليب المصلحة الوطنية على المصالح السياسية الضيقة.