زياد العسل_ خاصّ " الأفضل نيوز"
هي الخاصرةُ الرَّخوةُ للبنان، فمع كلِّ فراغٍ أو شغورٍ في رئاسةِ الجمهوريّةِ، أو الحكومة أو غيرها من الاستحقاقاتِ الكبرى، يظهرُ إلى الواجهةِ القلقُ الشّعبيّ والدَّولي على الأمن الوطنيّ، فالظّروف الاقتصاديّة والاجتماعيّة التي وصلَ إليها لبنان، جرّاء السّياسات المتّبعة منذ عقودٍ حتّى اليوم، والأموال التي هُرّبت إلى الخارج، وأحدثت فجوةً كبيرةً في سعر الصّرف، بالإضافة إلى الحصار الاقتصاديّ الممنهج على لبنان، كُلُّها عواملُ تدفعُ إلى التّرقب لأيّ خللٍ أمنيٍّ قد يحصل، أو بالحدِّ الأدنى إلى استثمار لهذا المشهد التّفككيّ المريب الذي قد يحصل.
وفي المعلومات، أنّ تقاريرَ وصلت من جهاتٍ دوليةٍ عدّةٍ، مفادها أنَّ هناك من يُعمل جهات تتموّل لاستثمارِ المناخ الاقتصاديِّ والاجتماعيِّ والنّفسيّ، عطفًا على المناخ الطّائفيّ و المذهبيّ القائم، وهناك تحضيرٌ على أكثر من جبهة، وخصوصًا إذا استمرّ شبح الانهيار في ارتداء حلّله الإفلاسيّة والقهريّة والتجويعيّة للمواطنين، ولكنّ استعداد مُختلف الأجهزةِ قويٌّ جدّا، مع تسخيرِ إمكاناتِ المقاومةِ في هذا الصّدد لأجل ضبطِ الأمن، وتعزيزِ التّعاونِ والتنسيق مع الأجهزةِ الوطنية لما فيه عدم السّماح لطوابيرَ تعمل على تحويل المشهد اللبنانيّ لحرب أهليّةٍ جديدةٍ. واغتيال أي شخصيةٍ سياسيّة وازنة قد يطيح بالمشهدِ الذي ينطبقُ عليه المثل اللبناني الذّائع الصّيت"لا تهزّوا واقف عشوار" والذي يعتبرُ من أبرز ما تحدّثَ عنهُ الأديبُ اللبنانيّ الشّعبيّ سلام الراسي، في وصف حالة التّذبذبِ والقلق، وهو أمرٌ ليس بالبعيد على الرّاغبين في رؤية دمويّةٍ المشهد، حتّى لا يتسنّى للبنان استثمار التّرسيم، والعودة الى سكّة النّهوض بعد السّبات. لذلك فقد طالبت التّقارير ُ الدّولية الإسراع وأخذ المسؤوليّة التّاريخية، بانتخابِ رئيسِ جمهوريّة وحكومة، وإبعاد الأنانيّات عن كأس مصالح الشّعب النّازف، وإلا فالمشهدُ سيكونُ كارثيًّا، ولن ينفعَ حينها البُكاء على الأطلال.
نختمُ بمثلٍ شعبيٍّ آخر يقول:"الرّزق السّايب بعلّم النّاس الحرام"، وبالتّأكيد إنّ هناك قلقًا على أن يدفعَ المشهدُ اللبنانيّ الذي سيّبه بعضُ ساسةِ الوطن، لأن يصبحَ لقمةً سائغةً عند المتربّصينَ والمستثمرينَ والطّامعين.