زياد العسل_ خاصّ" الأفضل نيوز "
تُعتبرُ الزّيارة التي حصلت مؤخّرًا من قبلِ وفد حزب الله برئاسةِ رئيس المجلس السّياسيّ، السّيد ابراهيم أمين السّيد، من الأمور الإيجابيّة التي يمكنُ مقاربتها، إذا تم من خلالها تحريك المياه السّياسية الرّاكدة والمواضيع الدّاهمة، وخصوصًا ما يتعلّق بالاستحقاق الرّئاسيِّ الذي يضجُّ الحديثُ به على المائدة السّياسية الوطنيّة.
وفي المعلومات، إنّ الزيارة لم تقتصر فقط على المعايدة، وإنّما كان للمشهد الرّئاسيّ الذي يعني الرّاعي، حضورٌ كبير في النّقاش الدّائر بين الجانبين، دون نقاشِ الموضوعات الكبرى التي لا جدوى من بحثها قبل إنجازِ الاستحقاقات الكبرى، وفي طليعتها ما يتعلّق بالكرسيّ المُرصّعة، بالصّراع المارونيِّ الأزليّ في بعبدا.
ومع معرفةِ بكركي بشكلٍ واضحٍ وصريح بالاسم الذي يفضّلُهُ الحزب، إلّا أنّها لا تعدُّ نفسها منحازةً إلى هذا الخيار أو ذاك، خصوصًا أنَّ الهمَّ هو ألا ينزلقَ لبنانُ بصيغته الآنيّة إلى صيغٍ أخرى، في ظلّ مسلسلِ الانهيار القاتم الذي يدُقُّ على أبواب اللّبنانين الذين باتوا يريدون رئيسًا وحكومةً، وهذا همُّ بكركي الذي طرحه الرّاعي لوفدِ الحزب، مع تفهّمٍ كبيرٍ للوفد لهواجس الرّاعي وما يقلقُه في المرحلة المقبلة، والذي أكّد أنَّ المطلوب هو رئيس "قويّ"، لا يأتي والشروط تُثقلُ كاهلَهُ، وإنّما يكون هو في موقع المَونة على الآخرين، لا العكس، حتّى لا يكون "ديكورًا" لا أكثر ولا أقلّ، وبكركي على قناعةٍ مطلقةٍ أنَّ الحوارات الوطنيّة لا تنتجُ أيَّ حلٍّ للأزمة، سوى المزيد من التّعقيد،وانتخاب رئيس يكون في موقعٍ لا يُحسدُ عليه لإرضاء الجميع طوال الوقت.
كلّما كانَ الاستقرارُ في الوقت الحاضر ، هو الذي يرسم الطّريق بين بكركي والحارة، انعكس هذا سلاسَةً ومرونة في الاقتراب من انجاز الاستحقاق، فبكركي تمثّلُ دورًا تارخيًّا لا يمكن تجاوزُه، وحزب الله بات جزءًا لا يتجزّأُ من المعادلة الوطنيّة والسّياسيّة التي كُتبت بحبرِ التّضحيات. فهل بات بصيصُ النّورِ قريبًا؟.