زياد العسل _ خاصّ الأفضل نيوزْ
يسرُدُ إسماعيل (شابٌ في منتصفِ العشرينيات) للأفضل نيوز قصّةَ كفاحه اليوميِّ لتحصيلِ لقمةِ العيش من خلال العمل كمحاسبٍ في إحدى مؤسَّسات البقاع الأوسط. وتعتريهِ البسمةُ السّاخرة حين يقول: "والدي بدو إتجوز عدولار 45"، إذ إنّ الزواجَ في مثل هذه الأيّام يتطلّبُ وفقَ ثائر أن يكون عملُ الشّاب اللُّبنانيّ في استخراج البترول، أو أن يكون مقرّبًا لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، حيث إنَّ راتبه وفقَ العملة الحاليّةِ يبلغُ 60$ أميركيًّا، وهذه لا تكفيه للمستلزمات الأسياسيّة، فكيفَ سيخاطِرُ مع شريكةِ العمر، ويسيرُ هبذه المغامرة الجنوبيّة، التي قد تجعلُه وفق الظروف الحالية، لا يكملُ شهر العسل معها) على حدّ توصيفه.
سحر، وهي معلّمةٌ في مدرسةٍ خاصّةٍ، تتحدّث عن أنّ الهمّ والعائق الأساس الذي يحولُ دون إتمامِ زواجها بعد خطوبةٍ استمرت سنتين إلى غاية الآن، هو أنّ شريكَ العمر، يعملُ في إحدى دوائر الدولة، لذلك فهو يتريّثُ قبل اتخاذ القرار المفصليّ، وإطلاقِ خطوة" بداية المشوار"، وهذا القرار يريدانه متينًا منذ البداية، لا مبنيًّا على الرّمل، لذلك فالوقت لم يحنْ بعد، ولكنّ ذلك لن يغيّر شيئًا عندما تقترنُ القلوبُ، وتكتب ذلك بحبر الوفاء، والثّبات والصّدق، وغياب المصلحة".
لبنانُ يتصدّرُ قائمةَ البلدان العربيّة في أعلى معدلٍ للعنوسة، حيث بلغت 85 %، حسب آخر الدراسات التي أجرتها وسائل إعلام غربية، ومراكز أبحاث في العام 2018. وسجّلت البحرين أقل معدلٍ في العنوسة بنسبة 25%، فيما بلغت معدلات العنوسة في اليمن 30%، وسجلت نحو 40% في المغرب ومصر، و42% في كلٍّ من الأردن والسعودية، و50% في الجزائر، و62% في تونس. بينما بلغت معدلات العنوسة في كلٍّ من سوريا والعراق نحو 70%، و75% في الإمارات.وتشيرُ في هذا الصّدد الخبيرةُ فيوليت غزال إلى أنَّ "معالجةَ ظاهرة العنوسة، مسؤولية الحكومات التي يفترض أن تدرس الآثار الاجتماعية التي تنجم عن ارتفاع معدلاتها". إذ حثّت الحكومة اللبنانية على العمل على إفساح المجال لوظائفَ جديدة مستدامة، تسمح للشّباب المقبلين على الزواج تولي هذه الوظائف.
وتؤكّد غزال أنَّ الرّكود الاقتصاديَّ المستمرَّ منذ أعوام انعكسَ على تراجعِ فرصِ العمل وهجرة الشباب. وتراوح معدل النموِّ في لبنان بين 1 و2% للفترة بين 2011 و2018، فيما تبلغ نسبة البطالة نحو 25% ونحو 35% لدى فئة الشباب، بحسب إحصاءاتٍ رسمية. وتضيف المحلّلةُ الاقتصادية "هذا بالإضافة إلى ارتفاع التّضخم إلى نحو 7%، ما انعكسَ تراجعًا في القدرة الشّرائية للبنانيين الذين يعجزونَ عن تسديد كلفة حفلات الزّفاف وشراء الشقق الجديدة".
"ما أضيق العيشَ لولا فسحةُ الأملِ"، بهذه العبارة يبداُ الشّباب اللبنانيّ حديثَهُ، ولكنّهُ بالتأكيد "يرندِحُ" مع أحد الفنّانين الكبار هذه الأيّام :
"الحالة تعبانة يا ليلى، خُطبة مفيش"، حتّى إشعارٍ آخر، والسّلام.