د. يوسف الصميلي - خاص الأفضل نيوز
بيان مشترك بين وزيري خارجية مصر والسعودية، في ختام اجتماعهما في الرياض، كانت صياغته غير نمطية وفقاً لمثل هذه البيانات، إذ كان شاملاً في توصيف الوضع العربي، ومركزاً على بؤر التوتر في هذا الوضع، حيث يستنتج المتابع بأن سعياً سعودياً مصرياً، ينظر إلى الدول العربية نظرة كلية غير تجزيئية، وأن التصدعات الداخلية في بعضها، يجب أن تتم معالجتها عربياً، وأن لا يتم إفساح المجال لتدخل الآخرين في الشأن العربي.
على الصعيد اللبناني حث البيان اللبنانيين على انتخاب رئيس للجمهورية وأنه ليس من موجب للتأخر في ذلك، وعلى المعنيين بهذا الموضوع منهم، أن لا يتركوا البلد في هذا الشلل الناتج عن الفراغ.
تشير لغة هذا البيان إلى المدى الحيوي للأمن القومي العربي وهذا يعني أن بؤر التوتر الموجودة حالياً هي ضمن هذا المدى، حيث يمكن الاستنتاج أيضاً بأن البحر الأحمر هو بحر عربي بالدول المتشاطئة على جانبيه الآسيوي والإفريقي، وتالياً فهو كله ضمن الأمن العربي العام من باب المندب إلى قناة السويس.
الذي لفت نظر المراقبين أن لغته عادت بالذاكرة الى عصر ما قبل كمب ديفيد وأن مصر بقوتها الوازنة إقليمياً والمملكة العربية السعودية بقوتها الوازنة اقتصاديا، تستطيعان أن تؤثرا في محيطهما العربي كله وأن تمهدا السبيل لحياة سياسية عربية معافاة، وأن تسعيا معاً لإنتاج وضع عربي جديد حتى موعد القمة العربية التي تستضيفها الرياض في دورتها الجديدة
نحن إذاً أمام تطور نوعي في مفهوم العمل العربي العام وربما في رؤية الحل للمشاكل القائمة حيث الكباش الإقليمي والدولي مستشرٍ في أكثر من دولة عربية، وان ثقل الرياض والقاهرة يساعد على انحساره والتخفيف من أثمانه الباهظة.
ما زال النظام العربي قادراً إذا توافرت الإراداة على ان يضع حداً للشتات القائم وان يصل الى مشرق عربي متراص محققا مع مغربه ومن محيطه الى خليجه تضامناً عربيا واعدا.