أماني النجّار _ خاصّ الأفضل نيوز
يشهدُ لبنانُ نقصًا حادًّا في عدد من الأدوية، وخصوصًا أدوية السّكري والسّرطان، وسواها من الأدوية المهمّة، هذا النقص أثّر بشكلٍ سلبيٍّ على صحة المرضى.
عبّر ذوو المرضى عن بالغ استيائهم من استمرار أزمة الأدوية وخطورة ذلك على حياة أحبّائهم. يؤكد السّيد منير للأفضل نيوز، معاناة ابنه المريض بالسّكري؛ بسبب ندرة الإنسولين خلال الفترة الأخيرة قائلًا: "إنّ وضعَ مريض السّكري لا يسمح له مطلقًا بالتّوقف عن العلاج بالإنسولين، فهو دواء لمرضٍ مُستعصٍ ودائم، لا يستطيع مريضُ السّكري العيشَ من دونه ،وندرته في لبنان حاليًّا تتسبّب للمرضى بمضاعفات غير محمودة".
معاناة مريض السّكري تبدأ منذ استلامه الوصفة الطبيّة، مرورًا بالصيدليّات آملًا أن يحظى بدوائه، وصولًا إلى سعره الذي تضاعفَ مرات عدّة؛ بسبب أزمة العملة اللّبنانية، فما يحصل اليوم من انقطاع متكرر للأدوية؛ بسبب عدم تسليم الشّركات المستوردة أكثر من علبة إنسولين للصّيدلية. يقول السيّد أحمد (مريض سكّري) لموقعنا: "إنّنا نعاني من الأزمة الاقتصادية ومن انقطاع أدويتنا وتعذّر تأمينها. فالبديلُ الطبّيُّ ليس بنفس الفعالية ،والعودة إلى الحقن القديمة كحلٍّ مؤقت أصبحت مكروهة".
أدّى ارتفاعُ الدّولار إلى توقفٍ شبه كامل عن تسليم الأدوية والحليب إلى الصّيدليات، وبالتالي فقدانها تدريجيًّا، ممّا انعكس سلبًا على الواقع الصّحي. في حديثٍ خاصّ للأفضل نيوز مع الصّيدلي زياد الحايك قال: "هناك نقصٌ كبير في دواء الإنسولين، والدّعم لا زال موجودًا بنسبة ١٥% من قِبل مصرف لبنان، ولا يُمكنُ للمستورد استخدامه إلّا بتوقيع من مصرف لبنان، ومشكلة نقص الدواء ليست محليّة، بل على المستوى العالمي هناك نقصٌ منذ بداية أزمة كورونا".
وأضاف: "ليس هناك بديل عن الإنسولين فمريض السّكري الذي يعالَجُ بالإنسولين، عليه أخذه بشكل حتمي، لكن بعض المرضى يلجؤون للعودة إلى الإنسولين القديم بطيء الفاعلية المتوفّر في بعض المستوصفات عند تعذُّر الحصول على الأنسولين الحديث. والمشكلة ذاتها في أدوية السّرطان حيث إنّ الكميات المدعومة المتوفرة قليلة جدًّا مقارنة بحاجة المرضى، وبعضهم يلجأ إلى شرائه من تركيا أو سورية، ولكن بأسعار مرتفعة تفوق السعر المحلي أحيانًا، دون الأخذ بالاعتبار إمكانية أن يكون الدواء مزوّرًا؛ لأنه لا يصلُ عن طريق الجهات المعنية إنّما عبر أشخاصٍ لا علاقةَ لهم بمهنة الطبّ".
فيما يتعلقُ بحليب الأطفال، يُشير الحايك بالنسبة إلى حليب الأطفال "أنه قد ألغي الدّعم عنه ولم يتوفر لغاية الآن كما يجب، وهناك كميات قليلة في بعض المستودعات يتمُّ توزيعها على الصّيدليات بكمياتٍ محدودة جدًّا".
ما لم يكن بالحسبان أن نستجدي الخبز والوقود والدواء. ويُمكننا القول: إنّ البلدان الفاشلة تعيشُ الرخاء بالصدفة والأزمات بالموعد.