محمد علوش - خاصّ الأفضل نيوز
نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم: "سنسمح ببضعة أسابيع للمفاوضات بشأن جبهة الشمال بعد عملية رفح، ولسنا متفائلين أن يوافق حزب الله على مقترحات الأميركيين بشأن جبهة الشمال"، ولكن هذا الموقف كفيل بإظهار أن الرغبة الإسرائيلية لا تزال بالوصول إلى حل من خلال التفاوض لا من خلال الحرب.
يُفترض بحسب الإسرائيليين أن تنتهي عملية رفح نهاية شهر حزيران الجاري أو مطلع شهر تموز المقبل، ومن بعدها يقولون أنهم سيوجهون الأنظار إلى لبنان على أن تُعطى المفاوضات فسحة من الوقت لعدة أسابيع قبل اتخاذ خيارات عسكرية، وهناك من يقول أن إسرائيل قررت تأجيل عملية لبنان لما بعد خطاب رئيس حكومة العدو في الكونغرس الأميركي في 24 تموز المقبل، أي أن موعد الحرب والتهديد بها انتقل من حزيران الى آب هذه المرة.
كل هذه المؤشرات، بحسب مصادر مطّلعة على مسار الحرب في الجنوب، تشكل دليلاً على أن إسرائيل غير قادرة على خوض حرب واسعة في لبنان لأسباب تتعلق بقدرتها وأخرى تتعلق بالأهداف الممكنة لأي حرب مقبلة، وأكثر لأهداف تتعلق بأمن المنطقة التي ستشتعل الحرب فيها بشكل كامل بحال قررت إسرائيل شنّ الحرب على لبنان، هذا بالمنطق، ولكن ليس المنطق من يربح دائماً.
ترى المصادر أن زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكستين إلى تل أبيب مطلع الأسبوع هدفها نقل رسالة أميركية إلى إسرائيل مفادها أن الحرب مع لبنان ستكون كارثية على المنطقة والكيان، وذلك بعد رسائل إيرانية أبلغت الى الأميركيين في عمان تؤكد أن المحور سينخرط بالحرب بشكل كامل وليس على شكل جبهات مساندة كالتي نشهدها اليوم، وبالتالي خشية الأميركيين مزدوجة، فهي قلقة على أمن إسرائيل من جهة خاصة أن حرب كهذه لن تكون لمصلحتها، وقلقة من حتمية تدخلها في الحرب الى جانب إسرائيل وهو ما لا تُريده الإدارة الأميركية الحالية وربما المقبلة أيضاً حتى وإن تغيرت.
كذلك تشدد المصادر على أن زيارة هوكستين إلى لبنان إن حصلت فلن تحمل أي جديد في الموقف اللبناني الذي لا يزال صامداً عند ضرورة وقف الحرب في غزة لوقفها في لبنان، مشيرة إلى أن حزب الله لا يزال يعمل وفق قواعد وضوابط لا تسمح للصراع بأن يتسع لذلك سيكون الموقف اللبناني واضحاً بأن من لا يريد الحرب عليه أن يوقفها في غزة ويعمل لوقف التصعيد الإسرائيلي لأن التصعيد لا يُقابله سوى التصعيد.
لا يثق حزب الله بالإسرائيليين وتحديداً نتانياهو المنساق خلف يمين متطرف جاهل، وهو يرى أن التصعيد سيحصل، ولكن مساره غير واضح بعد ما إذا كان سيصل إلى حدود الحرب أم لا، ولكنه يثق بقدراته، وهو عندما يتحدث عن صعوبة، لا استحالة، اندلاع الحرب الشاملة فهو ينطلق من قدراته وقوته وما يملكه، لأن رافضي الحرب لا يرفضونها حباً بلبنان وشعبه، بل خوفاً من حرب إقليمية تغير وجه المنطقة وتهدد أمن إسرائيل، لذلك فإن المصادر تشدّد على أن الحزب يعمل وفق قاعدة أن الحرب الشاملة قد لا تقع ولكنه جاهز لها إن وقعت غداً.