كمال ذبيان - خاص الأفضل نيوز
انتظر العالم زيارة رئيس حكومةِ العدوِّ الإسرائيليِّ بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، وماذا سيقول في خطاب الكونغرس الأميركي الذي تلقّى دعوة من رئيسه الجمهوري، كي يوجّه رسالة من على منبره إلى أعضائه كما الرأي العام الأميركي وفي العالم أيضًا.
حمل نتنياهو معه الأكاذيب والأضاليل، وأنَّ إسرائيل تدافع عن الحضارة بوجه "الإرهابيين"، وعن الديمقراطية التي تمثّلها بلاده ضدّ الدكتاتورية.
وأنَّ دولته تحمي أميركا من إيران، ليثبت أنَّ وظيفتها ما زالت قائمة وهي المحفّز الأمامي للأمبريالية، ولن يسمح أن يتعرّض اليهود لمحرقة جديدة.
هكذا قدّم نتنياهو صورة عن ما يجري من حرب في غزة، على أنّها وجوديّة لدولة لن تقبل أن يتكرّر معها، كما حصل منذ أربعة آلاف عام في زمن البابليين على يد نبوخذ نصّر وبعده على أيّام الرومان قبل ألفي عام، ولن يحصل الخراب الثالث الذي تعيشه إسرائيل في هذه الحرب.
وزيارة نتنياهو لها هدف واحد، هو تأمين المزيد من السّلاح لجيشه، لا سيّما المتطوّر منه، وهو شكر الرئيس جو بايدن لأنه لم يقصِّر في دعم إسرائيل والحفاظ على أمنها ووجودها، وهو القائل: "إذا لم تكن إسرائيل موجودة، فيجب أن نوجدها، في إشارة واضحة إلى دورها ووظيفتها التي تتلاقى مع مصالح أميركا خصوصًا والغرب عمومًا.
وواجه نتنياهو مقاطعة من حوالي ٨٠ نائبًا ديمقراطيًّا، لا سيما نائبة الرئيس كاميلا هاريس التي تبتعد في مواقفها عن ما يفعله الجيش الإسرائيليّ في غزّة بقتل الأطفال والنساء، بالرغم من دعوتها لحفظ أمن إسرائيل، إلّا ما خلصت إليه زيارة رئيس الحكومة الإسرائيليّةِ، هي عدم إجازة استمرار الحرب التي لم يحقّق أهدافه فيها بعد عشرة أشهر، حيث حاول إقناع مسؤولين أميركيين لا سيما بايدن وهاريس بتزويد إسرائيل بالسّلاح، لكنّه لم يفلح، وهذا ما صرّح به وزير الدفاع الأميركي أوستن، بسبب أنَّ الرأي العام الأميركي يؤثّر في القرارات، لا سيما وأن أميركا تعيش الانتخابات الرئاسية، وفرضت غزّة خصوصًا وفلسطين عمومًا نفسها عليها، وبات للصّوت العربيِّ والمسلم تأثير في عدد من الولايات، ويرجّح الفوز في الرّئاسة.
من هنا، فإنَّ أميركا التي ما زالت تحت تأثير "اللوبي اليهودي"، وأنَّ في إدارتها صهاينة لهم النّفوذ في اتخاذ القرار، الذي كان دائمًا وراء إسرائيل وأمنها، وهذا كان يحصل في حروب سريعة كانت إسرائيل تخوضها في أيّام أو أسابيع قليلة.
أما في الحرب على غزّة، وهي السّادسة منذ العام ٢٠٠٨، وقبلها في لبنان الذي تحرّرت أرضه بالمقاومة، التي صمدت بوجه عدوان صيف ٢٠٠٦، وفتح "حزب اللّه" مواجهة عسكريّة ضدَّ العدوِّ الإسرائيليِّ، إسنادًا لغزّة، فإنَّ الإدارة الأميركيّة برئاسة بايدن وهو على مشارف انتهاء عهده، أبلغت نتنياهو أنّها دعمته في حربه، وأمّنت له السّلاح والمال والقرار السّياسيّ، أمّا وبعد عشرة أشهر، لا يمكن أن تستمر في دعمها، مع تحرّك الشّارع، وحفظ المؤسّسات الدّوليّة، وإدانة نتنياهو وأعضاء في حكومته من المحكمة الدوليّة، فإنّ نتنياهو ذهب إلى واشنطن في المرحلة الرّماديّة والانتقاليّة، ويعود منها، بأن يسرع إلى إتمام صفقة تبادل الأسرى مع وقف الحرب، وهذا الموضوع لم يتطرّق إليه نتنياهو في خطابه أمام الكونغرس، للتّأكيد بأنَّ الحرب مستمرّة، وسينتصر فيها إذا تمّ التّجاوب الأميركي مع مطالبه التّسليحيّة، وإذا لم يستجب له، فإنَّ أمن أميركا بخطر وليس فقط وجود إسرائيل، وأنَّ إيران تمثّل "دولة الشّرِّ" بوجه الخير، ويجب استئصالها، وهذا ما أشار إليه دونالد ترامب المرشّح الرّئاسي الّذي دعا إلى محو إيران عن وجه الأرض، وهذا ما يتّفق فيه مع نتنياهو الذي ذكّر باتفاق أبرهام كحلٍّ للصراع العربي - الإسرائيليِّ الذي قدّمه ترامب.

alafdal-news



