إسلام جحا - خاصّ الأفضل نيوز
مشهدٌ مستفزٌّ لكلِّ الضَّمائر الحرَّة في هذا العالم. واستهدافٌ مدوٍّ يعرّي الإنسانيَّة الكاذبة، ويطعن بمبادئ حقوق الإنسان. إنَّه دأب العدوِّ الصُّهيونيِّ الَّذي اعتاد قتل الأطفال والنِّساء على مدى عشرات السَّنوات دون أن يرفَّ للمجتمع الدَّوليِّ جفنٌ أو أن يحرّك ساكنًا.
تقتل مسيّرات العدوِّ من الجوِّ صحافيَّين جديدَين باستهدافٍ مباشرٍ لسيّراتهما أثناء امتثالهما لتعليماته بالمغادرة بعد قيامهما بواجبهما المهنيّ في تغطية الأحداث الجارية قرب منزل رئيس المكتب السّياسيّ لحركة حماس في مخيّم الشاطئ غرب مدينة غزة. قتلتهما آلة الحرب بدمٍ باردٍ فتناثرا أشلاءً في المكان قبل أن يوفيا المشاهدين برسالتهما الإعلاميّة على أكمل وجه، ويؤكّدا باستشهادهما فظاعة المشهد وضراوة العمليّات المعادية.
إسماعيل الغول ورامي الرّيفي صحافيَّا قناة الجزيرة ليسا أوَّل المستهدفين، وبالطّبع لن يكونا خاتمة القافلة الحمراء. فقد بلغ عدد الشُّهداء الصّحافيّين 165 منذ بداية الحرب على غزة في الـ7من أكتوبر الماضي، فيما وصل عدد المصابين إلى 108 خلال الرّبع الأوّل من العام فقط، نصفهم قضى برصاص الاحتلال الحيّ وشظايا الصّواريخ والقذائف. هذا ورصدت نقابة الصّحافيين الفلسطينيّين ما يزيد على 500 انتهاكٍ صهيونيّ بحقِّ الصّحافيِّين في فلسطين منذ مطلع العام 2024.
لا يقف الاعتداء على الصّحافيّين عن حدود معينة، إذ تشير إحصائيّات نقابة الصّحافيّين إلى أن سلطات الاحتلال تواصل اعتقال 51 من العاملين في الحقل الإعلاميّ، من مجمل 100 جرى أسرهم منذ تشرين الأوّل الماضي. فيما قال تقرير النِّقابة: إنّ قوّات العدوّ شهرت السّلاح بوجه صحافيّين وأطلقت النّار بنية تهديدهم في 39 حالة، فيما سجّلت 7 اعتداءاتٍ نفَّذها مستوطنون بحقّ الصّحافيّين، وبلغ عدد حالات التّهديد والتّحريض ضدّهم 8 حالات. كما احتجزت الطواقم الصّحافيّة ومنعتها من التّغطية والتّصوير 151 مرة في الأشهر السِّتَّة الماضية، وصادرت معدَّاتٍ خاصَّة بالعمل أو حطّمتها في 44 حالة، واقتحمت ودمّرت وأغلقت مكاتب صحافيّة 29 مرّة.
وقال نادي الأسير الفلسطينيّ في وقت سابق: إنّ سلطات الاحتلال اعتقلت 100 صحافيٍّ فلسطينيٍّ حتى 25 من تموز، موضحًا أن "53 صحافيًا ما يزالون رهن الاعتقال منهم 6 صحافيّات، و16 صحافيًّا من قطاع غزة على الأقلّ ممَّن تمّ التأكد من هوياتهم منهم من هو معتقل إداريًّا ودون تهمةٍ، لتبلغ حصيلة حملات الاعتقال منذ 7 أكتوبر أكثر من 9800 في الضّفة والقدس.
ويمثّل اغتيال الصّحافيّين جريمةً أخرى تضاف إلى جرائم الاحتلال الصّهيونيّ لمنعهم من نقل المذابح في غزة، والتّعمية على ممارساتهم، في ظلّ صمتٍ دوليٍّ مطبقٍ يخرق القانون الدَّوليَّ الإنسانيَّ والأعراف اللّذين يحظّران ويجرّمان التَّعرُّض للصّحافيّين في زمن الحرب والنِّزاعات المسلّحة، ويضمنان حمايتهما على أكمل وجهٍ كناقلين للحقيقة.
إذًا، يلحق إسماعيل ورامي بسامر وحمزة ومن قبلُ شيرين وطارق وزملاء كثر... ليكتبوا العار والخزي على جبين الاحتلال الذي يظنّ أنَّه بقتلهما سيغطّي شمسَ الحقّ بمنخل الباطل، وسيسكت الصّوت الذي كلّما حاول إخماده علا أكثر.. لتكون الكلمة الفصل والأخيرة "لأصحاب الأرض"..!

alafdal-news
