د. زكريا حمودان - خاصّ الأفضل نيوز
نتوقف اليوم عند المرحلة الجديدة التي رُسمت في الأيام الأخيرة من خلال الأحداث المتسارعة والتي خُتِمت أمس بخطاب سماحة السيد حسن نصر الله.
نحن أمام مرحلة جديدة، هذا ما يمكن التوقف عنده كعنوان للخطاب الهادئ المتوازن الذي أطلقه أمين عام حزب الله أمس خلال تأبين السيد فؤاد شكر (الحاج محسن). قبل الدخول في مضمون خطاب السيد حسن نصر الله يجب أن ننظر الى الأحداث التي حصلت بعد استشهاد الحاج محسن خاصة اغتيال أمين عام حركة حماس الحاج إسماعيل هنية في قلب العاصمة طهران، مما وضع مختلف الجبهات في حالة من الجهوزية للرد على الاعتداءات الإسرائيلية التي كان واضحًا أنها شاملة وتتضمن عناوين جديدة، على سبيل المثال للحصر:
١- استهداف عواصم رئيسية في محور المقاومة وتحديداً بيروت وطهران.
٢- استهداف المدنيين في لبنان وهذا خط أحمر جديد من الخطوط الحمراء التي رسمت سابقاً.
٣- استهداف قادة أساسيين في المعركة مع العدو الإسرائيلي.
ما بات مؤكداً بأن نتنياهو دخل في مرحلة من الهستيريا الاستراتيجية والتي تجعله يتخذ قرارات تنطلق من سبب فشله في المعركة في غزة ولبنان، وهذا ما أوضحه السيد حسن نصر الله في خطابه عن سبب اغتيال الحاج محسن، أي الرد على جبهة الإسناد الشمالية وأن ادعاءات ضربة مجدل شمس هي فقط للذريعة حول الضربة التي يريد أن ينفذها العدو الإسرائيلي.
اذا نظرنا إلى مضمون الخطاب نجد بأن المنطقة دخلت مرحلة جديدة وهذه المرحلة هي مرحلة حرب وليست مرحلة سلام، وأن ما يمكن أن يوقف هذه الحرب هو شيء واحد فقط لا غير وعنوانه وقف إطلاق النار في غزة.
ركز أمين عام حزب الله على وقف إطلاق النار في غزة كمنفذ لإدخال المنطقة في المرحلة الجديدة، ولكن ما هو واضح للجميع بأن رداً مزلزلًا يتحضر من قبل مختلف جبهات محور المقاومة على العدو الإسرائيلي كرد على الجرائم التي يرتكبها ولذلك بات المشهد في المنطقة هو مشهد حرب.
اليوم نعيش مرحلة جديدة وهذه المرحلة تتمحور حول سباق بين الخير والشر وبين وقف إطلاق النار أو الرد على إطلاق النار، وبين استمرار الجرائم وتوسعها من خلال آليات القتل الإسرائيلية أو ضرب عمق الكيان الصهيوني في ضربة مشتركة وربما تؤدي إلى إشعال المنطقة لعدة أيام.

alafdal-news
