ميشال نصر - خاص الأفضل نيوز
يومًا بعد يوم تتكشّف بعض الجوانب الأساسيّة من دور فؤاد شكر، على رأس المنظومة العسكرية لحزب الله، والتي شهدت في فترة قيادته لها تقدمًا غير مسبوق، في سباق التسلح والتكنولوجيا، القائم مع إسرائيل، كأحد أوجه الصراع الأساسية، ما ضمن لحارة حريك تحقيق توازن رعب معين، رغم سقوط مفهوم الردع بمعناه الكلاسيكي، بمجرد اندلاع الحرب، مع الحفاظ على قواعد اللعبة المتدحرجة، مع الكشف عن مفاجآت جديدة، عند كل تحول في مسار المعركة.
وإذا كانت معركة ٢٠٠٦ قد سمحت لحزب الله بأن يخرج سلاح المدرعات من المعركة بامتلاكه أداة الردع من صواريخ كورنيت، كان لمبادرة الرئيس السوري الشخصية الدور الأساس فيها، فإن العين ظلت على الحاجة لابتكار جديد يوازن حركة سلاح الجو الإسرائيلي، سواء لجهة تأمين دفاع جوي فعال، أولًا، وثانيًا، تأمين قوة جوية تسمح لاختراق الأجواء الإسرائيليّة وتنفيذ ضربات في العمق، سواء عبر المسيرات الانتحارية، أو تلك المسلحة صواريخ "ذكية".
إلى جانب هذا الهم الجوّي، استجد موضوع الغاز والحقول النفطية ومنصاتها، مع ما يتطلب ذلك من قوة بحرية هجومية، مسلحة ومدربة وقادرة على التحرك، والإضرار بالمصالح الإسرائيليّة البحرية، كما بمصالح حلفائها، على غرار ما تفعله جماعات الحوثي في اليمن، من استهداف لسفن التحالف العسكرية، بغض النظر عما تحققه من إصابات.
انطلاقًا من ذلك يرى محلل الشؤون العسكرية في موقع "والاه" الإسرائيلي، أمير بوحبوط، أنّ إسرائيل تعتقد أنّ حزب الله لن يستهدف بنى تحتية في الساحة البحرية، مثل منصات التنقيب، في كاريش أو غيرها، بسبب الخوف من ردّ إسرائيلي سيلحق الضرر بالبنى التحتية في لبنان، مستدركًا أنّه من المرجح جداً أن الحزب سيحاول مهاجمة سفينة، على غرار الهجوم على سفينة الصواريخ "أحي حانيت" (ساعر ٥) في حرب لبنان الثانية أو القواعد البحرية.
هنا تكشف مصادر مطلعة، أنّ "السيد محسن"، بصفته العسكرية ومن موقعه القيادي وصلاحياته، جعل من تطوير القوة البحرية لحزب الله بندًا أساسيًّا وأولويّة قصوى على أجندته، مع تركيزه على متطلبات المواجهة على الساحة البحرية والسفن الإسرائيلية. فلأكثر من عقد ونصف، انخرط شكر في بناء وحدات من الضفدع البشرية، التي صنفت من قوات النخبة في الحزب، والمحطة بسرية كبيرة حتى يومنا هذا، فضلًا عن تأمين مراكب صغيرة ومتوسطة سريعة ومسلحة، كذلك بعض الغواصات الصغيرة، التي تميل تقارير المخابرات الإسرائيليّة إلى الاعتقاد بوجودها، بما في ذلك وسائل انتحارية مستقلة وصواريخ مضادة للسفن وطائرات ومحلقات مسيّرة التي تعرف كيفية العمل في الساحة البحرية بطريقة لا تترك آثاراً.
عزز هذه الشكوك أمران أساسيان:
- نشر حزب الله في حزيران الماضي، في إطارِ عمليات "الهدهد" صورًا دقيقة لميناء إيلات ، بما فيه القاعدة العسكرية والتي تعد الأولى في إسرائيل، مع تفصيل للمباني والوحدات التي لا تشغلها وكذلك للسفن والمراكب العسكرية، من مجموعة ساعر، وسفن صواريخ وإنزال، وزوارق "دفورا"، الراسية في القاعدة البحرية، في عملية دعائية، هدفها إحراج الجيش الإسرائيلي، من جهة، ولكن الأهم، تحديد أهداف هجومية في المستقبل.
- تلميح أكثر من محلل وإعلامي مقربين من حزب الله إلى مسألة هجوم بحري قد يطال إسرائيل، حيث يحكى عن أن الرد سيتضمن تنفيذ خطط كان وضعها الحاج محسن نفسه.
عليه يشير الإعلام الإسرائيلي، أنه في ضوء السيناريوهات المتطرفة التي تمت المناورة عليها في هيئة الأركان العامة الإسرائيلية، تم رفع مستوى التأهب البحري، بينما تم تعزيز أنظمة الكشف والإنذار، والمناورة على أنشطة مع جهات الاستخبارات والاتصالات المحوسبة وسلاح الجو، وتوثيق العلاقات مع الجيش الأميركي، لمواجهة أي خرق من جهة البحر.