يحيى الإمام - خاصّ الأفضل نيوز.
قبل فجر هذا اليوم- الأحد في الثاني والعشرين من شهر أيلول عام 2024 أطلقت المقاومة الإسلامية الباسلة صواريخها لتضرب حيفا وعكا، كردٍّ أوليٍّ على المجازر التي ارتكبتها يد العدو الصهيوني الآثمة في ضاحية بيروت المكرّمة المشرّفة بدماء الشهيد القائد إبراهيم عقيل وإخوته من المقاومين وكثير من المدنيين المتواجدين في هذه البقعة المباركة، وفي سائر المناطق اللبنانية من خلال تفجير أجهزة " البايجرز " والتي يستخدمها الإخوة في حزب الله وعائلاتهم وأقاربهم للتواصل كبديل عن الهواتف المتصلة بالإنترنت والتي يخترقها العدو بمساعدة أمريكا ودول الغرب، وقد أصابت هذه الصواريخ التي تحمل اسمَ فادي 1 وفادي 2 أهدافَها بدقةٍ عالية وسط تعتيم إعلامي إسرائيلي، وفي أجواء من الغضب والسخرية من القبة الحديدية داخل الكيان وأجواء من الاحتفالات والفرح في لبنان عمَّت وسائل التواصل الاجتماعي وألهمت الشعراء فكتب أحدُهم يقول :
( وإن أجملَ صبحٍ شمسهُ بزغَتْ
صبحٌ أطلَّ وإسرائيل تحترقُ..
فالنار قد برَّدتْ أكبادنا فرَحاً..
أما الدخانُ ففيهِ المسكُ والعبقُ!).
فمن هو " فادي" الذي سميت الصواريخ باسمه؟
إنه الشهيد فادي حسن الطويل شقيق الشهيد القائد وسام الطويل الذي استشهدَ في حرب الإسناد لأهلنا في غزة هاشم في معركة " طوفان الأقصى " ، وعم الشهيدين محمد وحسين هاني الطويل، وكان الشهيد فادي قد شارك في عدَّة مهمات جهادية ونوعية، تراوحت بين عمليات رصد، واستطلاع، وكمائن، في عمق الشريط المحتل قبل التحرير في الخامس والعشرين من أيار عام 2000، وارتقى إلى جنة ربه في 30/5/1987 مع ثلّة من المجاهدين، وذلك ضمن سلسلة عمليات بدر الكبرى، وقد بقي جثمانه الطاهر في أرض المواجهة لمدة 8 أيام.
ما هي الأهداف التي أصابتها صواريخ فادي المباركة؟
لقد ركّز الحزب العظيم في قصفه اليوم على مواقع ومنشآت أمنية واقتصادية متنوعة كانت عيناه ترنو إليها بعد أن عاد (الهدهد) الميمون بصورها فتثير شهيته لالتهامها، وهنالك أضرار جسيمة وخسائر كبيرة باعتراف العدو وخاصة في منطقة حيفا والكريوت، وهذا لأول مرة منذ شهر آب عام 2006، رغم لجوئه إلى التعتيم الإعلامي وكم الأفواه وإقفال قناة الجزيرة لمدة 45 يوماً وطرد العاملين فيها من مكاتبها، إلا أن أهم الأهداف التي دمرتها الصواريخ المباركة، التي انطلقت من لبنان، هادفةً إلى رد اعتبار الأمة العربية وصون كرامتها أولاً، كان في تدمير مصانع لشركة "رفائيل" العسكرية الإسرائيلية التي أسسها ديفيد بن غوريون، قبل نكبة فلسطين عام 1948، للقيام بأبحاث علمية لأغراض عسكرية، والتي تخصصت فيما بعد ذلك بإنتاج الأنظمة العسكرية والدفاعية للكيان الصهيوني المارق المحتل وفي الخمسينات والستينات تخصصت في صناعة أنظمة الصواريخ "شفرير"، أما اليوم فقد كانت تنتج أنظمة عسكرية مختلفة بينها "القبة الحديدية" و"معطف الريح" و"مقلاع الريح" وصواريخ "سبايدر" تستخدم في حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني الشقيق.
نعم.. لقد كان الرد الأوّلي هذا قاسياً وموجعاً كما وعد السيد حسن نصر الله، ما دفع بالمحللين الصهاينة إلى انتقاد نتنياهو وحكومته والسخرية منهم، بعد هروب الملايين من المستوطنين من شمال فلسطين باتجاه الداخل ومنهم من قرر الذهاب إلى صحراء النقب لأنه اعتبر أن تل أبيب لم تعد آمنة، ومنهم من قال : " إن السيدَ حسن صادق ووفي لشعبه ومناصريه ولا يبيت على الضيم ، أما بنيامين نتنياهو وغالانت وسيموتريتش ومن معهم فهم مجموعة من الكذابين المغامرين بمصيرنا..."، ومن المحللين الساخرين الصحفي "الإسرائيلي" "أودي سيغال" الذي كتب : " إن ما حدث صباح اليوم ليعتبر ارتفاعاً في مستوى التصعيد، ولكن السؤال الكبير الذي نسأله لأنفسنا صباح اليوم، ولا نملك إجابةً عليه لأن القيادة لا تشرح لنا شيئاً مما تخطط له: كيف يمكن لهذا الشيء إعادة سكان الشمال إلى منازلهم؟... ثم أضاف : " لستم بالمستوى المطلوب لشعب إسرائيل في هذه الأيام الصعبة، بل لستم بمستوى نصر الله الذي يقول ويفعل ويعد ويفي ويثق به شعبه...".
وفي الختام نبارك للإخوة في المقاومة الإسلامية ولكل الإخوة المجاهدين في لبنان وفلسطين وسورية والعراق واليمن وإيران بهذه العملية النوعية وهذا الوعد الصادق، ونقول لكل حر عربي شريف ما قاله القائد الخالد جمال عبد الناصر :" إرفع رأسَك يا أخي لقد ولّى زمنُ الذّل والعبودية"، والحمد لله ثم الحمد لله الذي خلقنا في زمن المقاومة.