كريستال النوّار - خاصّ الأفضل نيوز
يصل تلوّث مياه الآبار والأنهر في لبنان إلى حدود الـ 90 في المئة من مياه الآبار، وفق ما تؤكّد مصلحة الأبحاث العلميّة الزراعيّة.
وفي آخر تقرير للمصلحة الوطنية لنهر الليطاني، بيّنت نتائج الفحوصات التي أُجريت لعيّنات مياه مأخوذة من 7 نقاط في الحوض الأعلى لنهر الليطاني في التاسع من الشهر الجاري تلوّثاً بجرثومة الكوليرا في نقطتين أساسيّتين.
وعزت الأسباب إلى "وصول مياه الصّرف الصحيّ المحمّلة بهذه الجرثومة إلى النهر من دون معالجة، حيث تبلغ نسبة وجود بكتيريا القولونيات المتحملة للحرارة أكثر من مليون مستعمرة في الـ 100 مل. من مياه النهر، وهي دليل قاطع على وجود الصرف الصحي في النهر". هذا يعني أنّه بمُجرّد وصول الكوليرا إلى المياه السطحيّة، فإنّها تنتقل وتتفشّى في كلّ النقاط ما يُشكّل خطراً صحيًّا يُهدّد كلّ أبناء الحوض الأعلى لنهر الليطاني".
المشهد نفسه يتكرّر في العام 2024 بعدما أُعلن القضاء على الكوليرا في الـ 2022. فهل نشهد سيناريو أسوأ؟ الجواب مرهون بتحرّك الجهات المعنيّة.
البلد الغنيّ بمياهه، يفقد هذه الميزة مع الوقت "لكي لا نقول فقدها من زمان". إذ يقول الاختصاصي في الأمراض الجرثوميّة والمعدية الدكتور عبد الرحمن البزري، إنّ مُشكلة عدم توفّر المياه السّليمة في لبنان معروفة وواضحة، بالإضافة إلى انقطاع المياه بسبب غياب الكهرباء التي تؤمّن جرّ المياه إلى المنازل وأماكن السكن".
وتلوّث المياه يُهدّدنا ليس فقط بالكوليرا ولكن بجراثيم أخرى تنتقل بواسطة الغذاء والماء. هنا يُشير البزري، في حديثٍ لموقع "الأفضل نيوز"، إلى أنّ "لدينا فيروس التهاب الكبد الوبائي أو ما يُعرف بـ"الصفيرة"، وهو ينتقل بسبب انخفاض مستوى البنية الصحيّة التحتيّة وعدم سلامة الصّرف الصحي والمياه المُستخدمة للاستعمال الإنساني، لذلك شهدنا وما زلنا نشهد ازدياداً حادًّا في إصابات الصفيرة في لبنان".
ويُتابع: "كما تنتقل الصفيرة والكوليرا، تنتقل السلمونيلا وغيرها من أنواع العدوى التي تُسبّب اضطراباتٍ صحيّة وإسهالاتٍ حادة نتيجة للنّقص الواضح والشّديد والفاضح في صيانة الصّرف الصحي، ومياه الشفة السليمة في المنازل".
ماذا عن مُحاربة هذه الجراثيم والبقاء في مأمن منها؟ يرى البزري "إنّنا نحتاج إلى التعاون مع الأونيسكو والـ UNHCR لتأمين سلامة الصّرف الصحي وصيانته وتأمين الأموال الكافية لذلك".