د. زكريا حمودان - خاصّ الأفضل نيوز
بعكس التوقعات أتى الرد الإيراني المتوقع لدى من يعرف فعلاً كيف تقارب الجمهورية الإسلامية في إيران المعركة مع العدو الصهيوني.
ركز بعض الإعلام في لبنان والعالم على إشكالية كبيرة تمثلت في تأخر الرد الإيراني على استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران، بالإضافة إلى ما أتى من ردود على كلمة مجتزأة للرئيس الإيراني ومحاولات غربية لتوصيف إيران بأنها تخلت عن حزب الله ومحور المقاومة.
في الاستراتيجيات لا يمكن لعاقل أن يعتقد أن إيران التي نشأت على طرد الصهاينة من سفارتهم في طهران ودعم الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة يمكن لها أن تتخلى عن هذا المشروع الذي ترتبط به ويرتبط بها دون أي حدود.
إن محاولات البعض توصيف إيران وكأنها تتخلى عن المقاومة، يعني وكأن إيران تتخلى عن جزء مهم من التزاماتها الدستورية تجاه الثورة الإسلامية وتجاه الأمة التي تعتبر إيران نفسها بأنها تخوض معركتها في المنطقة من خلال دعمها لفلسطين ومحور المقاومة.
على المستوى العسكري أثبتت الضربة الإيرانية بأن إيران لا تتعاطى في ضوابط ضمن مواجهة الأميركي والإسرائيلي، وربما يمكن أن نقرأ في العمق بأنها تستند على تحالفات دولية تواجه الأميركي أصلاً في أوكرانيا وفي شرق آسيا عبر الصراع الأميركي الصيني، فلذلك يمكننا القول بأن الصواريخ الإيرانية تجرأت فعلاً على الولايات المتحدة الأمريكية قبل أن تضرب الكيان الصهيوني.
في التحول الذي يمكن أن ترسمه الضربة الإيرانية يمكننا اعتبار أن رد الكيان الصهيوني على هذه الضربة قد يشكل عامل تحول في المنطقة لأنه من المؤكد بأن الجمهورية الإسلامية في إيران سترد بشكل قوي جداً عل أي ردّ صهيوني دون أن ننسى بأن أي رد إسرائيلي على إيران سيقابل أيضاً بصواريخ تنطلق من مختلف الجبهات الأخرى.
في الخلاصة أتى الرد الإيراني في التوقيت المناسب ليغير مسار معركة كان يعتقد فيها نتنياهو بأنه سيصل فيها إلى الليطاني وإلى ما بعد الليطاني لتأتيه الصواريخ في عمق القواعد العسكرية الإسرائيلية، ومن المتوقع أن يتم ضرب المصالح الاستراتيجية الإسرائيلية مثل منصات الغاز وشركات الكهرباء وأماكن تخزين الوقود ومصانع البتروكيماويات عند أول رد إسرائيلي على إيران.