عبدالله قمح - خاصّ الأفضل نيوز
مع ابتعاده، مرحلياً، عن استهداف الضاحية الجنوبية، يُركز العدو على شن غارات تستهدف المعابر الحدودية، الشرعية وغير الشرعية، الواصلة بين لبنان وسوريا. وعلم في هذا الإطار أن محاولات جرت مؤخراً من أجل إصلاح طريق المصنع، غير أن العدو الإسرائيلي أرسل رسائل تحذير بالنار عبر مسيراته المقاتلة مانعاً أي محاولات مماثلة.
التركيز لاسيما خلال الأيام الماضية على استهداف النقاط الحدودية، ينظر إليه على أنه يندرج من ضمن مخطط العدو قطع خطوط الإمداد من سوريا تجاه لبنان، أو تجاه البقاع تحديداً، بموازاة محاولاته التي يقوم بها من أجل قطع أي خطوط إمداد واصلة ما بين البقاع والجنوب عبر البقاع الغربي، أو ما بين البقاع وبيروت عبر شرايين حيوية معروفة الجغرافية. في هذه الأثناء، وصلت تقارير تفيد بأن حركة المسيرات التجسسية نشطة جداً على طول خط طريق الشام، وهو ما قرأ على أنه محاولة إطباق استخباراتية على هذا الطريق، أو أن المسيرات المعادية تقوم بإجراء مسح كامل على هذه الطرقات.
يأتي هذا التطور في ظل حصار جوي واضح يطبقه العدو الإسرائيلي منذ تاريخ توسيع عملياته العسكرية تجاه الأراضي اللبنانية منتصف شهر أيلول الماضي، ويترافق مع أداء مشبوه تتولاه السفارة الأميركية التي تطالب السلطات اللبنانية دورياً لوائح على صلة بحركة مطار بيروت لاسيما قطاع الشحن فيه، بذريعة التأكد من عدم استخدام مطار بيروت لتهريب الأسلحة! فيما الوضع عند البحر والشاطئ معروف أساساً.
ثمة سؤال طرح مؤخراً حول سر تركيز العدو لاستهدافاته في منطقة البقاع، أو تحديداً أكثر نحو المعابر غير النظامية المستخدمة من جانب المقاومة. يرتبط ذلك، كما هو واضح، بمساعي العدو إلى فتح جبهة ثانية، أو أنه يحاول الإيحاء بذلك. فعمليات التجريف الجارية منذ مدة غير قصيرة عند جبهة الجولان السوري المحتل، وفتح مسارات، ومؤخراً تمركز دبابات، يوحي بأن العدو يخطط لفتح جبهة جديدة عن طريق سوريا. وفيما لو صح ذلك، فإنه يرمي إلى التمدد عبر سوريا نحو الأراضي اللبنانية، في محاولة منع للوصول إلى البقاع الغربي، ومنه التغلغل نحو الجنوب ومحاولة السيطرة على بعض المرتفعات الأساسية الكاشفة. وهو يعتقد أن تنفيذ هذا السيناريو ونجاحه يؤمن له انطباعاً وحصاراً على منطقة الجنوب.
غير أن التجارب تؤكد أن حسابات الحقل تختلف عن حسابات البيدر. العدو العاجز لغاية هذه الأثناء عن تأمين عبور قوات المشاة لديه نحو قرى الجنوب وقيامها بالتثبيت بحيث تتولى إنشاء ما يسمى "منطقة عازلة"، لن يسهل عليها كذلك العبور من الجولان نحو البقاع الغربي الذي يمثل بوابة الجنوب، سواء قرر الدخول عبر اجتياح بري، أو من خلال عمليات إنزال يتولى تنفيذها وهو المرجح.
عملياً، المقاومة تعد العدة، وقد وضعت أمامها مجموعة من السيناريوهات التي قد يلجأ إليها العدو لتحقيق أهدافه، وهي في صورة مخططات قديمة جديدة، مع الإشارة إلى أن المقاومة باتت الآن تنشط على أكثر من جبهة، سواء جبهات بادرة أو ساخنة في المقابل، يتحين الفرصة في مسألة استغلال تركيز المقاومة على جبهة الجنوب لتنفيذ اختراقات في مناطق أخرى.