عبد الله قمح - خاص الأفضل نيوز
يُشدّد حزب الله على الدور المركزي لرئيس مجلس النواب نبيه بري في المواجهة الحالية مع العدو الإسرائيلي، وقد أولاه نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، كما مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب محمد عفيف، الدعم والاهتمام اللازم، وصولاً إلى التلازم في المسارات مع بري.
يفصح هذا الأمر عن خوض المقاومة مع الرئيس بري بتواصل دائم ومستمر.
ففي حين يتولى رئيس المجلس إنتاج الأفكار المتعلقة في مسارات التفاوض، وخوض النقاشات على مستوى الدولة اللبنانية مع الخارج، يتولى الحزب كمقاومة تحذير الدولة بما يصلح لتعزيز موقفها وشده أكثر، وقد انعكس هذا المسار صلابة في موقف الدولة اللبنانية رسمياً، الذي أخذ في التشدد تدريجياً حيال ما يُعرض عليها من "وثائق أو صكوك استسلام" لمصلحة العدو الإسرائيليّ.
غير أن هذا الأداء لا يبدو أنه محل قبول تحديداً من جانب العدو الإسرائيلي، الذي بات ينظر إلى بري أكثر من قبل على أنه شريك موضوعي وأساسي لحزب الله ويتولى في جانب معين إحباط الخطط الإسرائيليّة الموضوعة بالتعاون مع الغرب لما يسمى إعادة تنظيم الوضع الداخلي اللبناني.
ففي حين يتولى الحزب القتال عسكرياً، يتولى بري القتال سياسياً. وفي مرحلة سابقة، خدع العدو نفسه باحتمالية أن يؤدي مسار الاغتيال الذي نفّذه في حق حزب الله إلى فصل بري عن قيادة الحزب، أو على الأقل خلق تمايز بينهما بدفع حالة الفراغ، أو تبنّيه مواقف غير متشددة إزاء العمل على الوصول إلى وقف لإطلاق النار بحيث يصلح التعامل معها من خلال الوسطاء.
غير أن ما اكتشفه العدو أثبت أن رئيس المجلس "برّي فعلاً" وليس من النوع السهل.
أمام ذلك، شنَّ العدو ويشنّ غارات ذات ثقل عسكري سياسي يستهدف من ورائها إبلاغ رسائل إلى رئيس المجلس مستهدفاً دوره على صورة واضحة. فتعمد العدو شنّ الهجمات الكبيرة على مناطق مثل مدينة النبطية وصور وتركيز استهدافاته على مواقع ذات ثقل اقتصادي بحت، يراد منها إخضاع بري، من جهة، والتأثير على المقاومة وبيئتها من جهة ثانية، وذلك بدافع جني الأثمان، وأيضاً عرقلة هذه البيئة وإدخالها في حالة فوضى كبيرة بحيث لا تقوى على النهوض أو تحتاج إلى وقف كبير كي تنهض.
يدرك الرئيس بري جيداً مآلات الحرب الحالية وخطورتها وإلى أين هي متجهة، ويعطي اهتماماً كبيراً لمسألة النزوح ونتائجها والضغوطات من خلفها الرامية إلى الضغط على الوضع السياسي الداخلي، وهو انتهى مؤخراً إلى وضع مجموعة سيناريوهات للتعامل مع أي طارئ، ركيزتها توسيع دائرة التنسيق مع الأحزاب والشخصيات وإحباط أي محاولة للفتنة.