أماني النجّار - خاصّ الأفضل نيوز
الحرب الضارية التي تشنها إسرائيل على لبنان أتت بشكلٍ كبير على جوانب عدّة في القطاع الزّراعي؛ ما أدّى إلى تدهوره وتراجع إنتاج المحاصيل الأساسيّة، فالخسائر تخطّت مليارات الدولارات وتداعيات هذا الأمر أثّر سلبًا على قطاعات إنتاجية أخرى ترتبط به.
في هذا السّياق، تحدّث موقع الأفضل نيوز مع معالي وزير الزّراعة الدّكتور عباس الحاج حسن وقال: "إنّ الخسائر حلّت على لبنان جرّاء التّصعيد في القطاع الزّراعي والأمن الغذائي والبيئي، فحوالي ٦٠٠٠ هكتار ضُربت وأُحرقت من قِبل العدو الإسرائيلي بالقنابل الفوسفورية وهي محرّمة دوليًّا و٢٠٠٠ هكتار منها أحرقت بالكامل على مدى مساحة الجنوب اللّبناني وأيضًا البقاع الشّمالي والأوسط وبعض القطاع الغربي".
وأضاف: "حوالي ٧٠٪ من القطاع الزّراعي بحسب منظّمة الفاو ضمن أرقام أولية، تأثّرت بشكلٍ مباشر، إضافة إلى التّصدير اللّبناني الذي تأثّر بشكلٍ كبير وبالتّالي انعكس هذا الأمر ارتفاعًا في أسعار الداخل اللّبناني".
وتابع قائلًا: "في موضوع المحاصيل الشّتوية مثل القمح والبقوليات وغيره قد لا نصل عن ٦٠٪ من المساحات التي كان يفترض ان تُزرع وبالتّالي الأمن الغذائي حتّى الآن الأمور مضبوطة الإيقاع، لكن الخوف إذا امتدت العمليات العدوانية، أن يهتز أمننا الغذائي وبالتالي يهتز الأمن الغذائي للنازحين".
إنّ التّصعيد على لبنان أجبر آلاف المزارعين على ترك أراضيهم الزّراعية، ما ألحق ضررًا بالغًا على القطاع الزّراعي.
وفي حديثٍ خاصّ لموقعنا مع رئيس تجمّع الفلّاحين والمزارعين في البقاع الأستاذ إبراهيم التّرشيشي قال: "من المُبكر تحديد حجم الخسائر في القطاع الزّراعي نتيجة الحرب، ومن غير المُمكن التّحدث عن الأرقام والنسب إلّا بعد انتهاء العمليات العسكرية وتوقف القتال، لكن بإمكاننا القول أنّ القطاع الزّراعي ينزف ويتقهقر ويتكبّد خسائر يصعب تعويضها لا سيّما في الجنوب وفي البقاع، فبعض المزارعين تركوا مناطقهم وبعضهم الآخر يصعب عليه الوصول إلى أرضه، ومن يستطيع الوصول لا يمكنه تأمين اليد العاملة التي يحتاجها أو توفير أجورها إذا تأمّنت نظرًا لارتفاع الأجور بنسبة ثلاثة أضعاف على الأقل بسبب ندرتها، ما يؤدّي إلى ارتفاع كلفة الإنتاج، وفي المقابل هناك كساد في الأسواق لأنّ مناطق استهلاكية واسعة نزح سكانها عنها وأقفلت أسواقها كسوق صيدا والنبطية وأسواق بيروت، عدا أنّ غالبية النّاس باتت تقلّل من المصروف خوفًا من تطور الأحداث نحو الأسوأ، وتبقى الخسارة الأكبر في أرواح المدنيين والمهم هو توقف هذا النزف".
وأضاف: "ساهم إقفال المصنع بتفاقم أزمة القطاع الزّراعي نتيجة توقف التّصدير البرّي بشكلٍ شبه نهائي ممّا ساهم في تزايد الكساد وتزايد معاناة القطاع بأكمله سيّما وأنّ التّصدير عبر معابر شمال لبنان أكان عبر العبودية أو عبر نقطة العريضة يزيد كلفة النّقل والمدّة".
منذ العام ٢٠١٩ حتّى اليوم خمس سنواتٍ عجاف لن تليها خمس سنواتٍ سمان، أوّلها جائحة الكورونا وثانيها ارتفاع سعر صرف الدّولار وثالثها الفراغ الرئاسي والحكومي، والآن حرب ضروس علمنا أولها ولا نعلم آخرها، ألم يأتي أوان الخروج من هذا النّفق المُظلم، وهل من بصيص نورٍ نعلق عليه أملنا بالحياة؟.