أماني النجّار - خاصّ - الأفضل نيوز
"شتوة كانون ذخر" هذا المثل الشّهير لشهر كانون المعروف بقساوة برده وغزارة أمطاره، لكن هذا العام اختلفت الأحوال وتغيُّر المناخ بات واضحًا، فالانخفاض الملحوظ في كميّات الأمطار في الفترة الممتدة من الثلث الأخير من شهر كانون الأوّل ٢٠٢٤ حتّى كانون الثاني ٢٠٢٥، أثار قلقًا واسعًا بين المواطنين والمزارعين والخبراء وتخوفًا من الجفاف ونقص المياه خلال فصل الصيف.
في هذا الإطار، أوضح المتخصّص في الأحوال الجوية الأب إيلي خنيصر: "أنّ شحَّ الأمطار في كانون الأوّل ٢٠٢٤ بنصفه الأوّل، جاء بسبب الضغوط الجوية المرتفعة التي غطّت شمال أفريقيا وآسيا، وها هو كانون الثاني الحالي يعيد هذا السيناريو الذي منع الأمطار عن لبنان لأسبوعين تقريبًا بنسبة ٩٥٪".
وعن تراجع كميات الأمطار في لبنان، تحدّث موقع الأفضل نيوز مع البروفيسور والباحث في علم الجيولوجيا المائية ناجي كعدي وقال: "يقع لبنان في نطاق المناخ المعتدل المتوسطي، هذا المناخ الذي يتميَّز بعدم انتظام هطول الأمطار من ناحية الكميَّات وفترات الهطول بين عامٍ وآخر، أي أن نظام تساقط الأمطار والثلوج ليس ثابتًا خلال فترة معيَّنة من كل عام، فبعض السّنوات تكون غزيرة الأمطار وتتساقط فيها كميات كبيرة من الثّلوج على المرتفعات كما حصل في العام ٢٠٠٣ بحيث تجاوزت كميات الأمطار في البقاع ال ١٠٠٠ ملم، وفي سنوات أخرى تكون كميات الأمطار والثّلوج قليلة كما حصل في العام ٢٠١٣ بحيث بلغت كميات الأمطار في البقاع ال ٣٠٠ ملم، لذا لا يمكننا أن نؤكّد أنّ كميات الأمطار في لبنان انخفضت عمّا كانت عليه في السّابق".
وأضاف: "إنّ ما يمكن تأكيده وهو ناتج عن التغيير المناخي العالمي هو انخفاض كميات الثلوج بسبب ارتفاع حرارة الأرض، ذلك أنّ ذوبان الثّلوج هو المصدر الأساسي الذي يغذّي المياه الجوفية خلال فصل الجفاف، ولا بدّ لنا أن نشير إلى سبب آخر يمثّل سببًا مهمًّا لانخفاض منسوب المياه الجوفية، هو النشاط البشري والاستخدام غير المدروس للمياه الجوفية في لبنان، نظرًا للاستخدام العشوائي والهدر الكبير للمياه في المنازل وفي الأعمال الزّراعية".
وردًّا على سؤالنا حول الحل الأمثل لمواجهة هذه المشكلة قال: "إنّ الحل هو تطبيق القانون بما يخصّ استخدام الآبار وحفرها، إضافة إلى ترشيد الإستهلاك، واستبدال بعض الزّراعات التي تتطلّب كميات كبيرة من مياه الري بأنواع أُخرى أقل حاجة لمياه الري، كما حصل في بعض مناطق البقاع الأوسط، بحيث لجأ بعض المزارعين إلى استبدال زراعة البطاطا بزارعة الكرمة".
الأمطار نعمة، وإذا زادت عن الحدّ تسمّى أمطار الخير لأنها ذات فوائد جمّة خصوصًا في تغذية الآبار الجوفية وتنشيط الزّراعة، والسّؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل الانخفاض في كميات الأمطار الذي نعاني منه في هذا الشّتاء، سيدخل لبنان في شحّ في الآبار، أم أنّها ستعوّض في الأيام المقبلة؟.