عبد الله قمح - خاصّ الأفضل نيوز
104 خروقات إسرائيلية بين جوية وبرية لقرار وقف إطلاق النار الساري المفعول منذ 27 تشرين الثاني الماضي هو ما تم تسجيله حتى ظهر يوم أمس الأحد، رسمياً وبشكلٍ غير رسمي كمعلومات مستقاة عن مسؤولين أمنيين أو صحافيين. مع ذلك، ما برح أحداً في لبنان يعلق على ما آلت إليه الأمور والشكل الذي يتم فيه انتهاك السيادة اللبنانية، ومحاولات إسرائيل المستمرة تغيير معالم بعض القرى الأمامية، متجنبين البحث عن حلول للوضعٍ العسكريٍ الهش، الذي تريد إسرائيل فرضه على لبنان، كمسار أشبه بانتهاكها المستمر لسيادة سوريا.
مع ذلك، ما يزال البعض يردد بأنه على اللجنة "الخماسية" العسكرية المكلفة مراقبة حسن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، والتي ترأسها الولايات المتحدة وبعضوية كل من فرنسا، لبنان إسرائيل والأمم المتحدة، مهمة وقف العدو عند حده وإنهاء مظاهر الانتهاكات، مع الإشارة إلى أن اللجنة لم تتمكن بعد من الالتئام، نتيجة مسائل تقنية، ومن أهمها تأخر وصول المندوب الفرنسي، وعدم إبلاغ لبنان بصيغة رسمية أسماء أعضاء الوفود المشاركة بمن فيهم إسرائيل، وهو ما تستغله هذه الأخيرة من أجل محاولة فرض أمر واقع في الجنوب، إذ بات الوضع أشبه بمرحلة خفض التصعيد التي كان عليها الجنوب إبان عمليات الإسناد منذ 8 تشرين الأول 2023 ولغاية 22 أيلول 2024.
في المعلومات، أن رئيس اللجنة اللواء الأميركي جاسبر جيفرز الذي وصل إلى بيروت قبل أيام، أجرى اجتماعات عسكرية، استهلها أولاً مع قائد الجيش العماد جوزاف عون حيث زاره في اليرزة. وفيما بعد، أجرى لقاءات مع ضباط آخرين مسؤولين عن العمليات في الجيش، على رأسهم مدير العمليات، على أن يستأنف جولته خلال الفترة المقبلة. وقد واكبت هذه الاجتماعات ذات البعض التقني الأوسع من التعارفي بارتياح، على اعتبار أن الضابط الأميركي دشّن سريعاً مهمته بشكلٍ غير رسمي من دون أن ينتظر الانتهاء من تسمية الضباط الآخرين، مع اعتراف المعنيين أن ذلك النشاط لم يكن له أي أثر بالغ على ما ينتهجه العدو من انتهاكات جنوباً بحق لبنان.
الضابط الأميركي الذي تعاونه لجنة تقنية مقرها على الأرجح السفارة الأميركية في بيروت، من غير الواضح متى يستهل نشاطه العملياتي بشكلٍ رسمي مع حصول أول اجتماع للجنة، وذلك بسبب عدم اكتمال عقد أعضائها.
في المعلومات أن أسباب التأخير يعود أبرزها إلى تأخر وصول الضابط الفرنسي المعين وهو برتبة عميد، المرجح بسبب رغبة فرنسا في أن يتزامن حضور مندوبها وزيارة وزير الدفاع المتوقع حصولها اليوم إلى بيروت، من دون امتلاك بيروت معلومات رسمية حول ما إذا كان الضابط المعين سيرافق وزير الدفاع أم سيليه. غير أن مصادر أمنية، أشارت بأن الأسبوع الجاري سوف يكون مخصصاً للجنة كي ترتب أمورها، على أن يحصل اللقاء الاول في مقر الأمم المتحدة في الناقورة.
عملياً، استبق لبنان اجتماعات اللجنة من خلال قيامه، عبر الجيش، بوضع تقرير مفصل تضمن الإشارة من حيث التواريخ والوقائع إلى عدد كبير من الخروقات الإسرائيلية المسجلة بين يومي 27 و 28 تشرين الثاني الماضي، وقد أرسلت إلى وزارة الدفاع، لتقوم الأخيرة بتحويلها إلى وزارة الخارجية، على أن تتولى الخارجية صياغتها كشكوى سوف يتم رفعها إلى مجلس الأمن الدولي تبرز عدم احترام إسرائيل للالتزامات في شأن وقف إطلاق النار. في هذا الصدد أشارت المعلومات إلى أن لبنان تلقى نصيحةً في الاستمهال قبل إرسال الشكاوى، لغاية أن يحصل الاجتماع الأول للّجنة!

alafdal-news
