حمل التطبيق

      اخر الاخبار  بيان قطري بريطاني مشترك: تأييد التقدم الذي أحرز في عملية الإصلاح في لبنان   /   بيان قطري بريطاني مشترك: ندعو للعودة الفورية إلى وقف إطلاق النار وإيجاد أفق سياسي جاد لإقامة الدولة الفلسطينية   /   وسائل إعلام إسرائيلية: عائلات قتلى الجيش الإسرائيلي تقاطع خطاب نتنياهو وتتهمه بأنه يسحق الإسرائيليين   /   نتنياهو: جنودنا يضحون بأنفسهم منذ 7 أكتوبر لإعادة المخطوفين   /   بلومبرغ نيوز: الإمارات تقول إنها لم تتأثر من رسوم ترامب حتى الآن   /   القناة 12 الاسرائيلية: نتنياهو سيعلن قريبا عن رئيس جهاز الشاباك الجديد   /   وسائل إعلام إسرائيلية: الحكومة تلغي قرار إقالة رئيس الشاباك رونين بار بعد إعلانه نيته الإستقالة الشهر المقبل   /   رئاسة الجمهورية: عون يقوم بزيارة رسمية غداً إلى أبو ظبي تستمرّ يومين يجري خلالها محادثات مع رئيس دولة الإمارات وعدد من المسؤولين فيها   /   وزارة الصحة بغزة: 51 شهيدا و113 مصابا وصلوا إلى المستشفيات خلال 24 ساعة   /   ميقاتي: على الحكومة الاسراع في بتّ ملف التعيينات وعدم السماح بتمييعه بسبب الخلافات على الحصص والمراكز   /   الرئيس عون: متمسكون بعودة النازحين ورفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا من شأنه أن يسهل عودتهم   /   الرئيس عون: من مصلحة الولايات المتحدة أن يبقى لبنان مستقرا وآمنا وعليها مساعدته لتحقيق هذا الهدف   /   نتنياهو: غيرنا وجه الشرق الأوسط ومهمتنا ليست الإنتصار في الحرب فقط إنما إعادة المخطوفين   /   الاتحاد الأوروبي: سنتعلّم "دروسًا" من انقطاع التيار الكهربائي في إسبانيا   /   وسائل إعلام إيرانية: انفجار في شركة مرتبطة بصناعة المسيرات في أصفهان وسط إيران   /   الحكومة البرتغالية: انقطاع الكهرباء لم يكن بسبب هجوم سيبراني   /   مراسل الأفضل نيوز: الطيران الحربي المعادي يحلق فوق البقاع   /   شركة الكهرباء الإسبانية: التقييم الأولي لانقطاع التيار الكهربائي يستبعد حصول هجوم سيبراني على شبكة الطاقة   /   محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي للـLBCI: في جبل لبنان 53 بلدية فازت بالتزكية حتى تاريخه   /   ممثل السعودية أمام محكمة العدل الدولية: إسرائيل حولت غزة لكومة من الركام   /   مصادر العربية: اتفاق مبدئي على الإفراج عن رهائن من ‎غزة خلال مايو بينهم الرهينة الأميركية   /   قتيل وجريحان بانفجار في مستودع شركة للصناعات الكيماوية في أصفهان   /   ‏أ.ف.ب: 22 قتيلا في حريق اندلع في مطعم شمال شرقي الصين   /   نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف: الدول التي انضمت إلى الناتو أصبحت أهدافا محتملة لروسيا   /   يديعوت أحرونوت: المئات من عائلات القتلى والمختطفين بعثوا رسالة إلى نتنياهو طالبوا فيها بتشكيل لجنة تحقيق رسمية   /   

الضياع الأميركي في لبنان

تلقى أبرز الأخبار عبر :


نبيه البرجي - خاص الأفضل نيوز 

 

خبير في صندوق النقد الدولي قال لنا"المشكلة في لبنان أنه حيناً يدار بطريقة المزرعة، وحيناً بطريقة المغارة، وحيناً بطريقة الشركة، وحتى بطريقة الكازينو. قلما جرت إدارته بطريقة الدولة". من يدري الآن بأي طريقة يدار لبنان؟

 لننتظر...

 

في السنوات الأخيرة من عمره، كان الرئيس سليم الحص يتقلب بين اليأس والألم حين يتحدث عن الحالة اللبنانية، وإلى أين وصلت. انتقد بشدة مقالة نشرت في "الفايننشال تايمز"، وفيها تشبيه لبنان بـ"طفل الأنابيب" الذي يقتضي بقاؤه في غرفة العناية الفائقة، بوجود أطباء (سياسيين) يبدون عاجزين حتى عن الاعتناء بالماعز، ليرى في لبنان "التجربة التاريخية الفذة" كنموذج للتنوع بين الثقافات، وبين الأديان، في منطقة غالباً ما تقوم دولها، إيديولوجياً، على البعد الواحد.

 

ولكن، من تراه، بين أهل السلطة، من تلقف تلك الحالة، وحاول تطويرها على أساس التفاعل مع إيقاع القرن. هكذا تم وضع إطار، أو ميكانزم، لضبط التوازنات بين الطوائف التي راحت تدور حول تفسها. دون أية قواعد فلسفية لبلورة ما يدعى في العلم السياسي "روح الدولة". مع تلاحق الأزمات، بما فيها الأزمات البنيوية، ألا ترانا نفتقد روح الدولة؟

 

أميركا الآن، وبالمباشر، في لبنان. 

 

سبق للصحافي البريطاني ديفيد هيرست، وكنا نكتب سوية في جريدة عربية، أن كتب مقالة حول "الضياع الأميركي في لبنان".

 

الإدارات المتعاقبة اعتادت على أن تتعامل مع أنظمة توتاليتارية، برأس واحد. لكن لبنان الذي، ومنذ الاستقلال، استنسخ النموذج الغربي في الديمقراطية، وبمعايير غرائبية أحياناً، تحكمه توتاليتاريات متعددة الرؤوس.

 

لوياجيرغا طائفية بدل لوياجيرغا قبلية كما في أفغانستان. لا إمكانية لأي قوة خارجية أن تضع كل تلك الرؤوس في سلة واحدة.

 

بيد أن المرحلة الراهنة ليست بالمرحلة التقليدية. عواصف كثيرة، ونيران كثيرة، وكوارث كثيرة، هبت على لبنان. تخلخل سياسي وتخلخل اقتصادي، ناهيك عن التخلخل السوسيولوجي. 

 

هنا يأتي دور العصا الأميركية.

 

ليست عصا المايسترو وإنما عصا الكاوبوي، بمفاتيح المال، وبالتحكم النسبي برؤوس الذئاب في إسرائيل. المثير هنا أن أمبراطورية تقود الكرة الأرضية، وبإمكانات أسطورية، تبدو وكأنها في حال صراع مع حزب لبناني تعرّض لسلسلة من النكبات نتيجة لحرب، باختلال مروع في موازين القوى، والسبب في تبني الولايات المتحدة، وبصورة ميكانيكية، الطرف الإسرائيليِّ، وفي قصور ما دعي بـ"محور الممانعة" الذي تعرض لضربة قاضية بحدوث التغيير في سوريا، وقد أدى إلى حدوث انقلاب دراماتيكي في المسارات السياسية، والعسكرية، للمنطقة. 

 

لا مشكلة في أن يكون الأميركيون في لبنان إذا كان الروس أو الصينيون هم من يرثون الأميركيين في ما دعاه "مبدأ إيزنهاور" الذي أطلق عام 1907 "ملء الفراغ في الشرق الأوسط". 

 

كثيرون يشيرون إلى الفارق النوعي في أسلوب الحياة بين أميركا وأسلوب الحياة في كل من روسيا والصين. جورج سوروس، رجل وول ستريت، حذر دول العالم، لا سيما الدول الأوروبية، من الاقتراب من الصين لأن ذلك يعني "الإقامة في بطن التنين".

 

الآفة الكبرى في التداخل العضوي بين أميركا واسرائيل. 

 

حيثما يوجد الأميركيون، يفترض أن يوجد الإسرائيليون، أستاذ جامعي فلسطيني، ويحمل الجنسية الأميركية، سأل دونالد ترامب ما إذا كان الدستور الأميركي، أو قسم الرئيس الأميركي، يلحظ الولاء لإسرائيل أكثر من الولاء لأميركا؟

 

الأميركيون على بيّنة من تغير المشهد الشرق الأوسطي. لا حروب بعد الآن إلا بضوء أخضر من البيت الأبيض الذي كان يعتقد أن باستطاعة السياسات المجنونة التي انتهجتها تل أبيب، وحيث الهمجية في أقصى حالاتها، أن تفتح أمامه الأبواب لإعادة تشكيل الشرق الأوسط وفقاً للرؤية التوراتية. العرب، وللمرة الأولى، يستشعرون أن الخطر الوجودي على غزة، وعلى أهل غزة، هو خطر وجودي عليهم جميعاً. ديبلوماسي مصري مخضرم قال لنا "لسنا، في أي حال، عشاق الدم، لكن ما ظهر في الآونة الأخيرة فاجأنا كلنا. هل يمكن أن تكون أراضينا، وأن تكون دماؤونا، مباحة إلى ذلك الحد؟".

 

تأكيد على "مواقف حاسمة في هذا المجال وجرى إبلاغها إلى واشنطن بانتظار ردة فعلها، حتى إذا ما انعقدت القمة في 4 آذار المقبل نكون على بيّنة كاملة من الموقف الأميركي الأخير. الآن نلمس بدايات تبدل ما".

 

اللافت هنا ما يتسرب من أجواء لجنة المراقبة الدولية من أن رئيس هذه اللجنة الجنرال جاسبر جيفرز يعتبر أن بقاء إسرائيل في التلال الخمس لا ينطوي على أي جدوى عسكرية. 

 

لماذا البقاء إذاً؟ الجواب في ما يجول في رأس بنيامين نتنياهو حول لبنان. ولكن حين تأتينا مورغان أورتاغوس بخاتم داود، ألا يعني ذلك أن علينا أن ننتظر صولجان داود؟

 

قد يكون علينا أن نصرخ في وجه دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو أن أنهار الدم في غزة، وفي لبنان، أقفلت أمامكما أبواباً كثيرة و... رؤوساً كثيرة.