حمل التطبيق

      اخر الاخبار  الخارجية الأميركية: الوزير روبيو أكد أن واشنطن مستعدة لتيسير المحادثات لضمان السلام بين كمبوديا وتايلاند   /   اعلام اسرائيلي: إصابة جندي بجروح خطيرة في إطلاق نار بقاعدة عسكرية في شمال إسرائيل وفتح تحقيق   /   ‏"التحكم المروري": نذكر المواطنين أنه سيتم تحويل الطريق البحرية لتصبح من جونية بإتجاه بيروت إعتبارا من الساعة 23:00   /   الداخلية الليبية: الصندوق الأسود لطائرة الحداد سيرسل للتحليل في ألمانيا   /   وزير التنمية للعربية: الحكومة ملتزمة بحصر السلاح بيد الدولة   /   القناة 12 عن مسؤول إسرائيلي: نتنياهو لا يوافق على موقف مستشاري ترامب بشأن الانتقال إلى المرحلة الثانية   /   وزير التنمية للعربية: سرعة حصر السلاح شمال الليطاني تعتمد على انسحاب إسرائيل   /   هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر في الجيش الإسرائيلي: إيران تسرع برنامجها لإعادة تأهيل صواريخها الباليستية   /   الإخبارية السورية: طائرة حربية يُرجّح أنها أردنية تشن غارة بالقرب من تل قليب في قرية الكفر التي تسيطر عليها عصابات مسلحة بريف السويداء الجنوبي   /   قسد لـ"الحدث": لا توجد علاقات لنا مع إسرائيل   /   قسد للعربية: لا نريد الانفصال عن سوريا   /   قسد لـ"الحدث": عبدي سيزور دمشق قبل نهاية العام   /   الطيران الاسرائيلي يحلّق على علو منخفض فوق حارة صيدا وقناريت والغازية   /   مدفعية الجيش الإسرائيلي تطلق قذائف ضوئية في أجواء "وادي العسل" داخل مزارع شبعا اللبنانية   /   قطر: ندعم جهود السعودية والإمارات الرامية لتعزيز الأمن والاستقرار في اليمن   /   قطر تعرب عن دعمها الكامل لكافة جهود تعزيز السلم والأمن في اليمن   /   رئيس هيئة الأركان زامير يوجه الجيش الإسرائيلي: اعتبارا من اليوم يجب استخدام الاسم الرسمي للحرب فقط وهو "حرب القيامة"   /   هيئة البث عن مصادر: إسرائيل قد تضطر للتفكير بقبول مشاركة ‎تركيا في القوة الدولية لعدم توفر عدد كاف من الدول   /   مصادر سياسية لـmtv: الصورة غير واضحة لدى الثنائي ووزير المال هو عرّاب المشروع وفي وقت هناك عدم رضى لدى الرئيس بري وحزب الله أصدر بياناً يبدي فيه تحفظا على المشروع   /   مصادر سياسية لـmtv: اللقاء الديمقراطي وبعد وضعه ملاحظات على مشروع الفجوة المالية وبعدما كان أبلغ أنه ضده غيّر موقفه وأبلغ المعنيين أنه سيسير مع المشروع   /   مصادر وزارية لـmtv: اتصالات مكثفة يجريها رئيس الحكومة نواف سلام منذ ساعات بعد الظهر للوصول الى نتائج ايجابية في ما خص مشروع قانون الفجوة قبل ساعات من الجلسة الثالثة   /   القناة 15 الإسرائيلية: نتنياهو سيؤكد لوزرائه أنه لا انتقال للمرحلة الثانية دون إعادة آخر جثة من قطاع غزة   /   الجيش الأوكراني: استعدنا 5 بلدات في مقاطعة دنيبرو من القوات الروسية   /   ‏حاكم سوريا المركزي للعربية: سوء السياسة الاقتصادية بالعقود السابقة هي من خفضت العملة   /   مصادر سياسية للجديد: "صرنا دافعين كتير وبعد ما شفنا شي" والمطلوب من لبنان حركةٌ دبلوماسية أو بتعبير عامي" لازم نعمل لوبيينغ لكل اللي أنجزناه"   /   

أيها اللبنانيون.. دعوا الشيطان نائماً

تلقى أبرز الأخبار عبر :


نبيه البرجي - خاص الأفضل نيوز 

 

 كيف يمكن للعالم أن يكون فوضوياً وعشوائياً إلى ذلك الحد؟ 

لا أحد يعرف أمام أي مشهد دولي، أو أي مشهد شرق أوسطي، سنكون.

 

لبنانياً، أمام أي مشهد سنكون ما دام هناك من لا يزال يدق بكلتا يديه على أبواب جهنم؟

كل منا يحلم بأن يكون في دولة تستطيع أن تحمي أرضها، وأن تحمي أهلها. 

 

ما من مرة، ومنذ الاستقلال حتى اليوم، وجدت هذه الدولة. ضروري أن نختلف حول "حرب الإسناد"، وحول أشياء كثيرة تتعلق بالرؤية السياسية والاستراتيجية لكل منا. 

 

ولكن من يمكنه أن يتكهن إلى أين يجر دونالد ترامب الكرة الأرضية، وإلى أين يجر بنيامين نتنياهو الشرق الأوسط؟ هل هذا هو الوقت الملائم؟ وبغض النظر عن الضغط الدولي أو عن الإثارة السياسية والطائفية والاعلامية، وقد دخلت في يومياتنا، لطرح مسألة سلاح "حزب الله"؟

 

هذه هي سوريا. الطائرات الإسرائيلية دمرت كل الثكنات، وكل المستودعات، وكل الأسلحة، وكل المراكز العلمية، وكل المحطات الرادارية العائدة للجيش السوري، لتغدو سوريا ولطالما كانت حلبة للصراعات الدولية والإقليمية، دولة منزوعة السلاح. 

بالرغم من ذلك، فإن الطائرات، وبذرائع واهية، ما زالت تشن الغارات وحتى على دمشق.

 

وزير الدفاع يسرائيل كاتس توجه من قمة جبل الشيخ، القمة السورية المحتلة، إلى الرئيس الانتقالي للدولة أحمد الشرع بالقول وبالغطرسة والفظاظة، إياها، "من هنا نراقبك"، فيما الدبابات تتقدم أكثر فأكثر نحو دمشق التي قال فيها سفر اشعيا "... وتزول من بين المدن وتغدو ركاماً من الأنقاض ".

 

بالصوت والصورة، قال رئيس لجنة الأمن القومي في الكنيست بوعاز بيسموت، خلال جلسة إقرار الموازنة، أن سوريا "يجب أن تكون تابعة لنا، تماماً مثل الأردن من دون قدرات عسكرية"، مضيفاً بـ"أننا لن نسمح بظهور قوة عسكرية في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد... ويجب أن تكون دمشق تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة... وسنضمن دخولها تحت سيطرتنا... سوريا هي جسرنا للوصول إلى الفرات (من النيل إلى الفرات)، وسوف نصل إلى العراق وكردستان في المستقبل"، ما يعني أن الغاية الإيديولوجية والاستراتيجية، للدولة العبرية ـ وإن اضطر بيسموت لنفي كلامه بالنظر لخطورته وتداعياته ـ تفجير الشرق الأوسط بما في ذلك تركيا وإيران.

 

بديهي السؤال إذا كان الإسرائيليون ينظرون إلى سوريا هكذا، كيف ينظرون إلى لبنان، بالتشتت السياسي والطائفي، وبوجود من يدعون، كقضية وجودية، إلى إحداث تغيير بنيوي في الصيغة الدستورية للبلاد؟ لبنان، في أي حال، ليس بمنأى عن الأخطار الإقليمية. 

 

الديبلوماسي الأميركي المخضرم ريتشارد هاس يرى أن الصراعات في الشرق الأوسط قد تأخذ منحى أكثر تعقيداً في المرحلة المقبلة إذا ما تقاطع الجنون الإسرائيليّ مع بعض القوى الإقليمية التي ما زالت، حتى الساعة، تراهن على إحياء أمبراطوريات دفنت، وإلى الأبد، في التاريخ.

 

ما دام نتنياهو ماض في سياساته الهيستيرية (التوراتية)، لا بد للبنان أن يبقى في مهب الاحتمالات على أنواعها، وإن كان البعض يراهن على المظلة الأميركية التي كثيراً ما أثبتت أنها ليست بالمظلة الواقية بل هي تخضع للتقلبات السياسية، فضلاً عن التقلبات الاستراتيجية في عالم يبدو وكأنه يتأرجح على خيوط العنكبوت. هذا وقت لالتقاط الأنفاس أو لإزالة الأنقاض، وعلى رأسها الأنقاض السيكولوجية بطبيعة الحال. 

 

الطريق طويلة وشاقة على أمل أن تنتهي بالقيامة لا بالخشبة إذا ما واصل البعض أساليب الإثارة السياسية كطريقة لتقطيع أوصال البلاد.

 

لا مجال للشك في أن هناك قوى يتم تحريكها كما الرسوم المتحركة. لا مجال للشك أيضاً أن هناك قيادات تعتبر أن بقاءها على عروشها رهن بتسويق ثقافة الغيتو التي طالما وصفها الكي دورسيه (مقر الخارجية الفرنسية)، كما الكرادلة المعنيين في الفاتيكان، بثقافة المقبرة لأن تميز لبنان، وبقاءه يرتبط بديناميات التفاعل بين مكوناته الطائفية والثقافية.

 

المشكلة في هذه الحال، الصراع لا يكون فقط بين الطوائف، وإنما داخل كل طائفة، ما يعني التحلل الحتمي للدولة الفديرالية أو للدولة الكونفديرالية. 

 

الشواهد لا تحصى.

هكذا يحتدم الجدل البيزنطي لا حول جنس الملائكة، وإنما حول جنس اللبنانيين، في حين أن الطائرات الإسرائيلية (وبماذا يختلف الاحتلال الجوي عن الاحتلال البري؟) 

تضرب أينما شاءت، وكيفما شاءت، دون أن يتمكن لبنان من التصدي لها ولو بالحجارة. 

 

المذهل أن ثمة من يصدق أقوال رئيس الحكومة الإسرائيلية وزبانيته، ويتخذ من هذه الأقوال ذريعة لتعزيز مواقفه السياسية.

 

كلود شيسون، وزير الخارجية الفرنسية الأسبق والذي التقيته، لدقائق قليلة، مع آخرين خلال حفل تخرج في المعهد العالي للأعمال (EZA )، دعانا إلى ضرورة "التأمل الخلاق في الحالة اللبنانية" مع الإشارة إلى دوره المحوري في صياغة "اتفاق نيسان" الذي أعقب المجزرة الإسرائيلية في بلدة قانا الجنوبية عام 1996.

 

وإذا كان هناك من يقول للأوروبيين الآن، وفي ظل الجدل حول المسألة الأوكرانية، "دعوا الشيطان نائماً... لا توقظوه"، يمكن قول ذلك للبنانيين أيضاً، كي لا تضيع أقدامنا، ورؤوسنا، بين النيران...