مفيد سرحال - خاصّ الأفضل نيوز
تتناسل الأسئلة وتحتدم المقاربات وتتقلص مساحة التقديرات و الفهم العميق لمآلات الصراع وطبيعة الأحداث التي عصفت بمنطقتنا في الأشهر المنصرمة وكأننا أمام تجلٍ صارخ لمقولة الفيلسوف الألماني هيغل حيال ((مكر التاريخ) ) أي حصول ما ليس متوقعًا في السياق الطبيعي المعتاد لحركة التاريخ.
من غزة إلى لبنان وسوريا تحديات ومتغيرات بمثابة زلزال عصف بمحور المقاwمة تاركاً شروخًا وتصدعات مهولة لو ارتمت على الجبال لهدتها ..
والحال فالمشروع الصهيوني وفق مصدر دبلوماسي مطلع : ينتهج أسلوب ربط الساحات بالمحن والفتن بمعنى تسعير نيران القلاقل في الإقليم وتحديدًا جعل لبنان وسوريا ساحة متفجرة تتمفصل بعرى" من دم لتتكرس تدريجيًا وبغفلة من العقل النظرية الحمائية للأقليات والقضم الممنهج للجغرافيا تحت عناوين طائفية...
والأهم في هذا المضمار إشغال المقاومة عن التقاط الأنفاس واستعادة المبادرة لتركيب وتصليب جهازها الأمني العسكري والسياسي بتأجيج البؤر الأمنية والجبهات على أكثر من محور وجهة وموقع للإنهاك التراكمي المضني واستكمال الحرب بالضرب في الخاصرة والاستنزاف بعيدًا عن المواجهة المباشرة .
ويقول المصدر : لا يتوهمنّ أحد أن الاستقرار الخادع في لبنان وعنوانه الشكلي انتظام المؤسسات الدستورية يعني فيما يعني العودة إلى الحياة الطبيعية إنما المرتقب ملفات تحمل في طياتها مزيدًا من الضغط الدولي الذي ستقف الدولة اللبنانية إزاءه إما عاجزة وإما متماهية مذعنة لا حول لها ولاقوة ما يشي بصدام داخلي قد يأخذ البلد برمته إلى الفوضى وبهذا المعنى يبقى الاستقرار السياسي مجرد لوحة جميلة المظهر ليس إلا بحيث لا يبشر بالخير على الإطلاق إبقاء شريحة من اللبنانيين ضحت بالغالي والنفيس دفاعًا عن سيادة وعروبة ووحدة واستقلال لبنان في وعاء الضغط (بريستو سياسي أمني ) حيث لا إعمار و لا مساعدات قبل تسليم السلاح ومنع الأصدقاء من مد يد العون عربًا وعجمًا ناهيك عن سلة التعيينات الممنوعة عن الثنائي الوطني تسمية أو تزكية ووو وبهذا المعنى الاستقرار بتعبيراته هلامي كلامي.!!
وإن ننسى لا ننسى أن ال 1701 مطاط وفق المنطوق الأميركي الإسرائيلي يتجاوز جنوب الليطاني بحيثيات مضمون ال 1559 بدليل أنه طبق من الطرف اللبناني وبقيت العربدة الصهيونية متمادية قصفًا وقتلاً واحتلالاً لحزام أمني والخطأ البين حصر التوصيف العملاني للنقاط المحتلة بخمس تلال حاكمة وتجاهل القسم اللبناني من الغجر وجبل الشيخ حيث الطريق التي شقها العدو الصهيوني إلى المرصد السوري الذي احتلته إسرائيل مؤخرًا يمر بالمقلب اللبناني من جبل الشيخ.
وتقول المصادر :إن ورقة الإعمار كانت ولا زالت منذ العام 2006 أداة ابتزاز لا بل هدفًا استراتيجيًا لدى الولايات المتحدة الأميركية تتوسله بخبث ولؤم لتقليب البيئة الحاضنة على المقاwمة لخلخلة القلعة من الداخل والاستثمار في الاستحقاقات البلدية كما النيابية لإحداث خرق بنيوي في تلك البيئة المرصوصة الصلبة التي لا يفقه كثيرون روابطها العقائدية والأخلاقية .
لذا يؤكد المصدر أننا حيال ما يجري من أحداث في الإقليم تنتظر لبنان تحديات كبيرة ومخاطر لا يبددها التمظهر الشكلاني للسلطة على أهميته بصرف النظر عن طبيعته المستجدة فإذا كان توليف المنطقة برمتها على قاعدة تجزئة الجغرافيا بالاحتلالات والاختلالات الدموية والعرقية والطائفية يشكل المسار المعتمد وطلائعه التبشيرية بدأت في سوريا فإن لبنان لن يكون بمنأى سيما وأن اعتمالات الانقسام تتفاقم بسبب الهذيان السياسي والضحالة المعرفية لدى البعض الموهوم بمعادلة منتصر ومهزوم...
وبالتالي ليس مهما أن يطعمنا الأميركي التمر المهم ألا يرجمنا بالنوى.... والنوى ضم وفرز وجدران من دم.