نوال أبو حيدر - خاصّ الأفضل نيوز
يكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن تعديل سعر ربطة الخبز في لبنان، الذي يعتمد بشكل كبير على عدة عوامل، أهمها أسعار القمح العالمية، التكلفة المحلية للإنتاج، والقدرة على دعم المواد الأساسية.
في وقتٍ، تواصل أسعار القمح صعودها، مع استمرار الظروف المناخية السيئة في الدول الكبرى المصدرة، مما أثار مخاوف بشأن تضرر الإمدادات العالمية، إذ ارتفعت بنسبة 4.17% هذا الأسبوع، لتصل إلى أعلى مستوى لها في شهر، وقفز السعر من 545 دولاراً للطن الواحد إلى 568 دولاراً قبل أن يتراجع قليلاً إلى 565 دولاراً. ومما لا شك فيه أن هذا الارتفاع أثار تساؤلات كثيرة من قبل المواطن اللبناني حول انعكاسه المحتمل على أسعار الخبز في لبنان، خصوصاً في ظل الأزمات المتعددة التي تعصف به وتحديداً الأزمة الاقتصادية، التي جعلت المواطن يتساءل عن الأسعار بعد كل ارتفاع أو انخفاض، فما مصير سعر ربطة الخبز؟
في هذا السياق، يقول رئيس إتحاد نقابات الأفران في لبنان، النقيب ناصر سرور، عبر "الأفضل نيوز" إنه "في الوقت الحالي، لا يوجد ما يبرّر ارتفاع سعر ربطة الخبز، لأن تعديل سعرها مرتبط بارتفاع وانخفاض سعر صرف الدولار وسعر الصرف مستقر منذ فترة طويلة كما أن تعديل سعر ربطة الخبز بارتفاع وانخفاض أسعار المواد الأولية من الطحين إلى المحروقات و النايلون وباقي المواد التي تدخل في صناعة رغيف الخبز، واليوم أغلب الأسعار مستقرة نسبياً".
وعن ما يُشاع عن ارتفاع سعر القمح عالمياً، يشرح أن "هذا الأمر يرتبط بعاملان، الأول مخاطر الاستيراد الأمر الذي ما زال تحت السيطرة منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية. أما بالنسبة للعامل الثاني فهو مرتبط بالمناخ، الأمر الذي ما زال على حاله، لذلك أي ارتفاع لسعر القمح سيكون طفيف في ظل ظروف مستقرة ولا يعكس ارتفاعاً كبيراً على سعر الخبز إذا حصل".
وفي سياقٍ متصل، يعتبر أنه "في حال ارتفع سعر القمح بصورة غير اعتيادية، كما حصل منذ أسبوعين، فمن الطبيعي جداً أن يرتفع سعر الخبز، ولكن هذا الارتفاع سيكون مدروساً، لأن سعر ربطة الخبز متابع ضمن منصة تم تأسيسها بين وزارة الاقتصاد واتحاد نقابات الأفران منذ حوالي أكثر من أربع سنوات إبان الأزمة الاقتصادية والانهيار المالي الذي عصف بالبلاد وهذه المنصة تراعي انخفاض وارتفاع أسعار مكونات ربطة الخبز وسعر صرف الدولار ومن بين المكونات القمح والطحين".
أما بالنسبة لمخزون القمح، يوضخ سرور أنه "كافٍ لثلاثة أشهر، ما يضمن استقرار سعر ربطة الخبز في الوقت الراهن، ونحن اليوم نعيش في بلد تكثر فيه التوترات، بالإضافة إلى غياب الإهراءات وغياب المخزون الاحتياطي للقمح للمدى البعيد"، معتبراً أنه "تم رفع الصوت عالياً فيما يخص هذا الموضوع البالغ الأهمية، لكن للأسف الشديد لا نية لدى الوزارات المعنية بمعالجته بشكل سريع وفعال كي لا يعود لبنان يتأثر بأي انخفاض أو ارتفاع بالأسعار".
في الخلاصة، الخبز متوافر حتى اليوم، ولكن حالة الهلع التي يعيشها اللبنانيون في الأيام الأخيرة نتيجة الحرب والأزمات المتواصلة التي مرّت على البلاد أسقطت جميع التطمينات، كأنما ما يحدث يحمل في طياته واقعاً أليماً معاشاً لا يعرف طعمه سوى المواطن الفقير الذي يجني لقمة عيشه بعرق جبينه. فهل تقلب حكومة العهد الجديدة المعايير وتجد حلاً أبدياً لأزمة الخبز في لبنان؟!