حمل التطبيق

      اخر الاخبار  هيئة البث الإسرائيلية: إسرائيل عرضت على الولايات المتحدة مطالبها بخصوص الملف النووي الإيراني   /   زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد: بعد استقالة بار من بين المسؤولين عن أكبر فشل في تاريخنا بقي واحد فقط متمسكاً بالكرسي   /   رونين بار: انهار كل شيء في ليلة واحدة على الجبهة الجنوبية وانهارت جميع الأنظمة حتى الشاباك أخفق في إعطاء الإنذار   /   رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي رونين بار: أعلن تحملي المسؤولية وإنهاء خدمتي كرئيس للجهاز   /   البحرية الأمريكية: سقوط مقاتلة من طراز إف 18 من على متن حاملة الطائرات ترومان أثناء إبحارها في البحر الأحمر   /   الشيخ قاسم لأهل غزة: أنتم صابرون ومضحون وصمودكم الأسطوري لن يترك أهداف الكيان الصهيوني تتحقق   /   قاسم: أعزي الإمام الخامنئي والقيادة الإيرانية بوفاة عدد كبير من الإيرانيين في بندر عباس   /   قاسم: أعزي بوفاة البابا فرانسيس وأرجو أن ينعكس فكره على العالم أجمع   /   قاسم: أتمنى على المواطنين جميعًا أن يكون هناك إقبالا على الاقتراع في الانتخابات البلدية لأن من يريد تنمية بلده يجب أن يتحمل المسؤولية   /   قاسم: بنظرتنا كحزب الله الانتخابات البلدية والاختيارية ليست منصبا ولا استثمارا بل هي مسؤولية وخدمة   /   قاسم: عقدنا تحالفاً مع حركة أمل لإدارة العملية الانتخابية ولننقل الواقع الموجود من التأزّم والخلاف إلى الاتفاق   /   قاسم: لا يوجد اتفاق بلا اعمار وعدم الاعمار يعني التمييز في المواطنة وعرقلة الاقتصاد والتنمية   /   قاسم: لبنان يجب أن يكون قويا وسيبقى قويا بمقاومته وجيشه وشعبه   /   وسائل إعلام يمنية: 4 غارات للعدوان الأمريكي على منطقة براش شرق جبل نقم في صنعاء   /   قاسم: لن نتخلى عن قوتنا وقوة الجيش وقوة الدولة اللبنانية   /   وسائل إعلام إسرائيلية: "القناة 14": رئيس "الشاباك" رونين بار أعلن عن استقالته   /   نعيم قاسم: الاعتداء الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية أمس فاقد لأي مبرر وهو اعتداء سياسي   /   نعيم قاسم: الدولة اللبنانية مسؤولة عن متابعة اتفاق وقف إطلاق النار بالضغط على الدول الضامنة   /   نعيم قاسم: لم يسجل ضدنا أي خرق لاتفاق وقف إطلاق النار في حين خرقه الجانب الإسرائيلي أكثر من 3 آلاف مرة   /   نعيم قاسم: حزب الله التزم باتفاق وقف إطلاق النار بين الدولة والجانب الإسرائيلي وسهلنا مهمة الجيش في الانتشار   /   نعيم قاسم: الأولوية الأولى يجب وقف العدوان الإسرائيلي والانسحاب من جنوب لبنان والافراج عن الأسرى   /   الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم: هناك أولويات يجب أن تتوفر لنهضة لبنان وليحقق الاستقرار والتنمية ومعالجة القضايا التي عانيناها خلال الفترة السابقة   /   بدء كلمة الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم حول أولويات نهضة لبنان والانتخابات البلدية   /   رويترز عم دبلوماسيين: إيران تقترح عقد اجتماع مع فرنسا وبريطانيا وألمانيا بروما في 2 أيار   /   مسؤول إيراني: ارتفاع حصيلة قتلى انفجار ميناء رجائي في بندر عباس إلى 70   /   

مورغان أورتاغوس: اتركوا لبنان لإسرائيل

تلقى أبرز الأخبار عبر :


نبيه البرجي - خاصّ الأفضل نيوز

 

  كان ديفيد شينكر يزورنا , مبعوثاً إلى لبنان خلال ولاية دونالد ترامب الأولى , يقول "اتركوا فلسطين للفلسطينيين" , باعتبار أننا نحمل قضايا أكبر بكثير من صواريخنا التي في الصوامع , ومن صرخاتنا التي في الشوارع . الآن تأتينا مورغان أورتاغوس , مبعوثة إلى لبنان في ولاية دونالد ترامب الثانية , لتقول لنا "اتركوا فلسطين للإسرائيليين" . بعضنا يخشى إذا ما بقيت على فظاظتها (التوراتية) في التعاطي معنا , أن تصل إلى حد القول "اتركوا لبنان لإسرائيل" ! 

 

   لبنان في العين الإسرائيلية الحمراء , منذ مراسلات دافيد بن غوريون وموشي شاريت في الخمسينات من القرن الماضي . بن غوريون , أول رئيس للحكومة , وهو من أعلن قيام الدولة في 15 أيار 1948 , قال "إن عقب أخيل ـ المصطلح الذي تم اقتباسه من إلياذة هوميروس , ويعني نقطة الضعف ـ في المجموعة العربية هو في سلطة المسلمين في لبنان , وهي سلطة يمكن قهرها بسهولة".

 

  وقال "بعد ذلك، ستقوم دولة مسيحية تكون حدودها الجنوبية نهر الليطاني , على أن توقع إسرائيل معاهدة معها , وبعد أن ينكسر الفالق العربي , وتضرب عمان بالقنابل , سوف يكون بإمكاننا إزالة دولة الأردن , ليعقب ذلك سقوط سوريا . وإذا ما تجرأت مصر فلسوف نقصف بور سعيد والإسكندرية والقاهرة , ونقضي قضاء مبرماً على مصر , وعلى أشور (العراق) , بالنيابة عن أسلافنا , أي ملوك التوراة , بالشبق الإيديولوجي للاستيلاء ليس فقط على أراضي الآخرين . بل أيضاً على أرواح الآخرين , ما يكشف أن ما يفعله بنيامين نتنياهو هو استكمال جدلي للمنحى الاستراتيجي , وكذلك المنحى الفلسفي , للدولة العبرية.

 

  على مدى تلك العقود راحت تتكثف حالة التماهي بين الرؤية الأميركية والرؤية الإسرائيلية . شمعون بيريس قال، "لقد جرّب العرب قيادة مصر للمنطقة لنحو نصف قرن . ليجربوا قيادة إسرائيل" . هذا ما لحظته خطة المستشرق الأميركي برنارد لويس التي وافق عليها الكونغرس , بالإجماع , عام 1983 , والتي تقضي بتفكيك الخارطة العربية إلى 50 دولة . 


   منذ ذلك الحين , والشرق الأوسط حلبة مشرعة على كل الصراعات , سواء بين الآلهة , كما شاهدنا أثناء الحرب الباردة , أو بين أنصاف الآلهة , بالمحاولات الجيوسياسية العبثية , لإحياء أمبراطوريات دفنت في الطبقة الدنيا من التاريخ . 

 

الجنرال ألكسندر هيغ , أول وزير خارجية في عهد رونالد ريغان , كان قد وصف المنطقة بـ "حظيرة للخيول الأميركية" .  


 بخلفية إيديولوجية , وبتفاعل ديناميكي مع نظرية صمويل هانتنغتون حول "صدام الحضارات" (الحضارة اليهومسيحية مقابل الحضارة الكونفواسلامية) , جرى إطلاق مشروع الشرق الأوسط الكبير في عهد الرئيس جورج دبليو بوش , بفريق الضباع , أو بفريق الحاخامات . ديك تشيني , كوندوليزا رايس , دونالد رامسفيلد , بول وولفوويتز , ريتشارد بيرل ودوغلاس فايث . التنفيذ بدأ مع احتلال أفغانستان (2001 ) والعراق (2003  ) , ليلاحظ ستيفن جون هادلي , مستشار الأمن القومي آنذاك "أننا لم نكن نعرف أين نضع أقدامنا في تلك المتاهة" . حتى اللحظة , وربما إلى نهاية العالم , يبقى الشرق الأوسط , وحيث ولدت الأساطير الكبرى , والحضارات الكبرى , وحتى الديانات الكبرى , بمثابة المتاهة .

 

  لا يمكن , في هذا السياق , إلا أن نتوقف عند نظرية ماكس مانوارينغ , خبير الدراسات الاستراتيجية العسكرية في معهد الدراسات التابع للكلية الحربية الأميركية , والتي أطلقها في محاضرة ألقاها في تل أبيب , في أول كانون الأول 2018 بحضور عدد من كبار ضباط الأطلسي , والضباط الإسرائيليين . النظرية تتعلق بالجيل الرابع من الحروب , وتقوم على ثنائية الإنهاك والتآكل البطيء , بحيث تتحول المجتمعات إلى "قطعان هائمة" . باختصار حرب دون أي بعد إنساني أو أخلاقي ."في مثل هذه الحروب قد تشاهدون أطفالاً , ومسنين , قتلى . لا تنزعجوا" .

 

   ببساطة أن يكون الجنود ذئاباً بشرية , وهذا ما رأيناه , وما زلنا نراه , في غزة . الإبادة الجماعية لأهل القطاع الذي تحول إلى "مقبرة القرن" . المهم في النظرية " دع عدوك يستيقظ ميتاً" . هل يمكن للشيطان أن يفكر بتلك الطريقة ؟ لكنهم الأميركيون و الاسرائيليون ... 

 

  ثمة بلدان عربية كانت ضحية تلك النظرية . وهي إما انفجرت وتحولت إلى شظايا قبلية , أو طائفية , أو إثنية , أو مناطقية , أو تعفنت , بسبب التعليب التوتاليتاري لرعاياها . هذا ما يشق الطريق أمام تفكيك البنى السوسيو تاريخية للمجتمات , وكذلك تفكيك الخرائط وإن كانت هذه الخرائط نتاج استراتيجية الشوكة والسكين التي انتهجتها الدول الأوروبية المنتصرة في الحرب العالمية الأولى , قبل أن تنتقل قيادة الكرة الأرضية , إثر الحرب العالمية الثانية , إلى الضفة الأخرى من الأطلسي.

 

  جدلياً , كل تلك السيناريوات , وغيرها وغيرها , قادت إلى اللحظة الراهنة . غزة منطقة عقارية , ويتم تحويلها إلى ريفييرا الشرق الأوسط (إلى أين تنقل مقابر الضحايا ؟) . لبنان الذي كان يتأرجح بين خيار هانوي وهونغ كونغ , يفترض أن يتأرجح بين خيار لاس فيغاس والبيفرلي هيلز , إذا ما أخذنا بالاعتبار الموت التدريجي للألق الثقافي الذي كان يغطي العالم العربي .

 

  الآن , الدخول إلى ثقافة التفاهة . انظروا أية أهوال على الشاشات . هل هكذا نحن حقاً , بكل أزماتنا , وبكل مصائبنا ؟ موت ثقافي عربي عام , وربما أبدي , لكأننا لسنا ورثة ابن رشد والفارابي , ولا ورثة المتنبي وأبي العلاء المعري .

 

  لا أحد مستعد لتشييعنا إلى مثوانا الأخير، بحسب التلمود يفترض أن تبقى جثثنا في العراء . بكل تلك الفظاظة قالت ميريام ادلسون , أرملة الملياردير النيويوركي شلدون أدلسون , "دعوا الموتى يحفرون قبورهم بأيديهم" !!