حمل التطبيق

      اخر الاخبار  ترامب: طائراتنا أصابت أهدافها في ‎إيران والمنشآت النووية محيت بالكامل   /   ترامب: سيكون من المفيد أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي معدل الفائدة   /   ‏ترامب: سنخفض الضرائب وسنعزز أمن الحدود   /   ‏ترامب: سنوقع اتفاقا مع الهند قريبا   /   ‏ترامب: نعمل على جعل أميركا عظيمة مجددا   /   ‏ترامب: وقعنا اتفاقا مع الصين   /   قوات العدو تطلق الرصاص بإتجاه "تلة هرمون" والمدفعية المعادية تستهدف التلة بقذيفة هاون   /   ‏دولة الإمارات تعرب عن إدانتها لاعتداءات مستوطنين إسرائيليين على مدن وقرى في الضفة الغربية   /   ‏وزير الدفاع الإسرائيلي: طلبنا نحن وأميركا من إيران تسليم اليورانيوم المُخصب   /   ‏عراقجي: حالياً لا نقبل زيارة غروسي لطهران   /   ‏عراقجي: تفعيل آلية الزناد من قبل أوروبا سيكون أكبر خطأ استراتيجي   /   ‏عراقجي: ندرس المطالبة بالتعويضات جراء الهجمات على منشآتنا النووية   /   مسيرة إسرائيلية معادية ألقت قنبلة على حي "الشواط" في بلدة عيتا الشعب   /   هيئة البث الإسرائيلية: اعتقال شخص بتهمة التجسس لصالح إيران   /   ‏سي.إن.إن عن مصادر مطلعة: محادثات أميركية إيرانية جرت خلف الكواليس حتى في خضم الضربات العسكرية   /   عراقجي: إيران ليست لبنان وإذا ما تمّ خرق وقف النار سيكون ردنا حاسما   /   سي.إن.إن عن مصادر مطلعة: إدارة ترامب عرضت على طهران تخفيف العقوبات والإفراج عن مليارات الدولارات من الأموال الإيرانية مقابل العودة للمفاوضات   /   الشيخ قاسم: خيارنا أن نعمل لتحرير الأرض ولا يمكن أن نخضع للإملاءات أو نستسلم للاحتلال   /   الشيخ قاسم: إيران ألحقت وحدها أضراراً بالكيان الذي أثبت مجدداً أنه عاجز عن أن يستمر يوماً واحداً من دون الدعم الأميركي   /   ‏الإليزيه: ترامب اتصل بماكرون وناقشا الوضع في الشرق الأوسط وأوكرانيا   /   الشيخ قاسم: الجمهورية الإسلامية أثبتت أنها قادرة وحدها على مواجهة الطاغوت الأميركي و"إسرائيل" المجرمة ومعهما الدعم الأوروبي   /   ‏عراقجي: لا تفاهم حاليا بشأن محادثات جديدة مع واشنطن   /   الديوان الأميري: الرئيس التركي أشاد بالجهود التي بذلها أمير دولة ‎قطر في تيسير التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين ‎إيران وإسرائيل   /   الشيخ قاسم: ايران لديها قائد شجاع حكيم ملهم يقتحم المصاعب ويقف في الميدان وواثق بالنصر   /   الديوان الأميري: أمير دولة ‎قطر تلقى اتصالا من الرئيس التركي أكد خلاله تضامن بلاده مع دولة قطر وإدانتها الشديدة للهجوم الإيراني على قاعدة العديد   /   

هذه هي أهداف نتنياهو من قصف الضاحية

تلقى أبرز الأخبار عبر :


طارق ترشيشي-خاصّ الأفضل نيوز

 

لم يكن استهداف إسرائيل لضاحية بيروت الجنوبية للمرة الثالثة منذ إعلان الاتفاق على وقف النار في 27 تشرين الثاني الماضي خرقا عاديا لهذا الاتفاق، وإنما أراد بنيامين نتنياهو منه توجيه رسائل في اتجاهات عدة، تصب كلها في إطار مشروعه لـ"تغيير وجه الشرق الأوسط" الذي يتوعد به  منذ إعلانه الحرب على قطاع غزة. 

 

وتقول مصادر بارزة في محور المقاومة لموقع "الأفضل نيوز" إن نتنياهو لجأ إلى قصف الضاحية الجنوبية لبيروت هذه المرة وفي هذه المرحلة بالذات هادفا إلى الهروب من وضعه المأزوم في الداخل الإسرائيلي بفعل فشله في حربه على غزة التي تكبد جيشه فيها خسائر كبيرة في الأيام الأخيرة، فضلا عن الغليان في الشارع الإسرائيلي الذي يضغط عليه بقوة ويطالبه بوقف هذه الحرب واستعادة الأسرى، وهروبا من هذا الوضع اندفع إلى الخارج لحرف الأنظار عنه.

 

‏وتضيف هذه المصادر أن نتنياهو قرر الاستمرار بكل أنواع الحروب، إلى أن يحين موعد انتخابات الكنيست؛ لأن وقف الحرب من شأنه أن يؤمن لخصومه ظروفا داخلية تمكنهم من الانقضاض عليه وإسقاطه قبل هذه الانتخابات وبعدها، فالغارة الجوية على الضاحية الجنوبية لبيروت استهدفت "هنغارا" يستخدم لأغراض مدنية واجتماعية وليس فيه أي أسلحة أو مقاتلين ومعدات عسكرية تستخدمها المقاومة، ولكن هذا التصعيد وفي هذا التوقيت بالذات والذي طاول محيط العاصمة بيروت إنما يدل على انزعاج نتنياهو الكبير جدا من المفاوضات الأميركية ـ الإيرانية التي يرتفع فيها منسوب التفاؤل المتبادل بين الجانبين المتفاوضين مع انعقاد كل جولة من جولاتها، ولذلك يريد نتنياهو باستهدافه عمق الضاحية الجنوبية الدخول على خط هذه المفاوضات للقول للأميركيين والإيرانيين أنه موجود وأن له رأيه في ما يتفاوضون عليه وعليهم التوقف عنده وأخذه في الاعتبار تحت طائلة  تعطيل هذه المفاوضات إذا تمكن من ذلك، خصوصا وأنه يعمل ضمن  الهامش الأميركي المعطى له للاستمرار في الحرب على حزب الله وعلى حركة "حماس" وأخواتها، ومن دون التدخل في المفاوضات النووية الأميركية ـ الإيرانية وهو ما كان اتفق عليه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال لقائهما الأخير في البيت الأبيض.

 

على أن المصادر تعتبر أن الولايات المتحدة الأميركية شريكة لنتنياهو في قصف الضاحية وفي كل خروقاتها لوقف إطلاق النار، بدليل أن الجانب الإسرائيلي أعلن أنه أبلغ الجانب الأميركي بالعملية قبل تنفيذها، وكان في إمكان الأميركيين أن يمنعوها لكنهم لم يفعلوا، علما أن اتفاق النار الذي أعلن في 27 تشرين الثاني الماضي يقضي بأن لكل فريق من الفريقين المتحاربين أن يبلغ لجنة المراقبة شكواه من أي خرق يرتكبه الفريق الآخر لكي تتولى هي معالجته، وبالتالي لا يحق لأي فريق التصرف بتفرد ويهاجم الفريق الآخر وتخريب الاتفاق، ولكن لجنة المراقبة المعنية والتي يرأسها ضابط أميركي كبير تسجل الخروقات الإسرائيلية ولا تردع إسرائيل.  

 

وإلى ذلك تقول المصادر، إن نتنياهو يستفيد من الانقسام الداخلي في لبنان معطوفا على الضمانات الأميركية المعطاة له للإمعان في خرق وقف النار والقرار الدولي 1701 وصولا إلى ضاحية بيروت وأي مكان في لبنان، خصوصا وأن بعض الأفرقاء الداخليين يعملون وفق أجندة خارجية يستبقون فيها السعي الجاري لتأمين الوضع الداخلي اللبناني بإدارة دقيقة تراعي البيئة التي تعرضت وما تزال تتعرض للعدوان الإسرائيلي وتكبدت ولا تزال تتكبد الخسائر على كل المستويات، وهذه المهمة يتصدى لها  رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، الذي يتنبه ويدرك أن هناك أجندة لدى بعض القوى الداخلية يستفيد منها الإسرائيلي بنحو أو بآخر للاستمرار في أعماله العدوانية غير المبررة. 

 

وتقول المصادر نفسها إن المقاومة التي تدرك خطورة التفلت الإسرائيلي والهامش الأميركي الذي يشجعه، تتعاطى مع الوقائع من خلال العمل على إسقاط أهداف التصعيد، فهي ما زالت متمسكة بالوقوف خلف الدولة لمعالجة الأمور بعيدا من أي انفعال، وإدارة الوضع بكثير من العقلانية والتروي لكي لا تعطي نتنياهو أي ذريعة لإعادة إشعال المنطقة، وإخراج نفسه من مآزقه الداخلية وتعطيل المفاوضات الأميركية ـ الإيرانية التي يتخوف من أن تأتي نتائجها بما لا يرضيه خصوصا إذا حصل اتفاق على البرنامج النووي الإيراني الذي يجد فيه "خطرا وجوديا" وهو يعمل على استدراج الأميركيين إلى الحرب لتدميره. وقد قال قبل يومين "إنَّ إسرائيل لا يمكنها قبول أي تسوية في شأن البرنامج النووي الإيراني إلا بما يشبه النموذج الليبي، الذي يتضمن تدمير كافة القدرات النووية لإيران بشكل كامل". مضيفا "أن إسرائيل لن تقبل سوى بتدمير كل المنشآت النووية الإيرانية، بما في ذلك المفاعلات ومنشآت التخصيب، لضمان عدم تمكن إيران من إعادة بناء برنامجها النووي في المستقبل، خصوصا في ظل التغيرات المحتملة في الإدارة الأميركية".

 

يستدل من كل ما تقدم أن نتنياهو الذي يعيش "نشوة النصر" الواهية كان ولا يزال يريد من كل حروبه "رأس إيران" متذرعا بأنها ببرنامجها النووي ودعمها لكل حركات المقاومة تشكل "خطرا وجوديا" على مستقبل إسرائيل، ولكنه كلما غرق في الحروب وأمعن فيها سيؤدي، بتقدير كثيرين، إلى سقوط مشروع إسرائيل التوراتية الذي يعمل على تنفيذه.