حمل التطبيق

      اخر الاخبار  ‏الجيش الإسرائيلي: نفذنا غارات على بنى تحتية تحت الأرض لحزب الله   /   رجي: صفحة جديدة فتحت مع ‎سوريا مبنية على الاحترام المتبادل للسيادة وعدم التدخل بالشؤون الداخلية   /   ترامب: أتحدث حاليا مع الرئيس بوتين   /   مسيرة إسرائيلية تستهدف الأطراف بين بلدتي الشرقية وكوثرية السياد   /   العدو الإسرائيلي ينفذ عملية تمشيط واسعة بالأسلحة الرشاشة على أطراف الخيام   /   أنباء عن غارة اسرائيلية على منطقة علي الطاهر في النبطية الفوقا   /   ‏الشرطة الإسرائيلية: نفحص المركبة المشبوهة قرب سفارة مصر في تل أبيب   /   وزير الخارجية يوسف رجي: نجدد التأكيد أن موقف لبنان ثابت في رفض أي تفاوض مباشر مع إسرائيل على أن يقتصر التواصل على معالجة النقاط الحدودية المختلف عليها   /   مراسل الأفضل نيوز: الطيران المسيّر الإسرائيلي يحلق على علو متوسط فوق قرى غربي بعلبك   /   مراسل الأفضل نيوز: إصابة جراء الغارة على شمسطار   /   مسؤول إسرائيلي: أعطينا الوسطاء معلومات استخباراتية لتحديد مكان جثث الرهائن   /   ‏مسؤول إسرائيلي: نمارس ضغوطا بالتنسيق مع أميركا لاستكمال إعادة جميع الرفات   /   مسؤول روسي: هجمات أوكرانية تقطع الكهرباء عن خيرسون   /   مراسل الأفضل نيوز: غارة على بلدة شمسطار في البقاع - غربي بعلبك   /   ‏أ.ف.ب عن مصادر بالدفاع التركية: أنقرة ستشارك في البحث عن جثث رهائن بغزة   /   مسؤول في البيت الأبيض: اتصال هاتفي مرتقب الخميس بين ترامب وبوتين   /   حاكم مصرف لبنان كريم سعيد عن اجتماعاته مع صندوق النقد: تقدّم مرضٍ   /   ‏أكسيوس: ترامب سيتحدث مع بوتين اليوم قبل اجتماعه مع زيلينسكي   /   نتنياهو تعليقا على مقتل رئيس أركان الحوثيين: سنصل إلى الجميع   /   غارة إسرائيلية تستهدف منطقة بنعفول جنوب لبنان   /   مصادر "الحدث": أول جلسة محاكمة لـ"هانيبال القذافي" تعقد غدا في قصر العدل في بيروت   /   الإعلام الحربي اليمني: تعيين اللواء الركن يوسف حسن المداني رئيساً لهيئة الأركان العامة   /   كاتس: سنواصل تنفيذ هجمات ضد الحوثيين في المستقبل   /   ‏مديرة صندوق النقد الدولي: آمل في الاتفاق على برنامج خاص بلبنان   /   مديرة صندوق النقد الدولي: يجب الحفاظ على وقف إطلاق النار في قطاع غزة والسلام سيعود بالنفع على المنطقة   /   

هذه هي أهداف نتنياهو من قصف الضاحية

تلقى أبرز الأخبار عبر :


طارق ترشيشي-خاصّ الأفضل نيوز

 

لم يكن استهداف إسرائيل لضاحية بيروت الجنوبية للمرة الثالثة منذ إعلان الاتفاق على وقف النار في 27 تشرين الثاني الماضي خرقا عاديا لهذا الاتفاق، وإنما أراد بنيامين نتنياهو منه توجيه رسائل في اتجاهات عدة، تصب كلها في إطار مشروعه لـ"تغيير وجه الشرق الأوسط" الذي يتوعد به  منذ إعلانه الحرب على قطاع غزة. 

 

وتقول مصادر بارزة في محور المقاومة لموقع "الأفضل نيوز" إن نتنياهو لجأ إلى قصف الضاحية الجنوبية لبيروت هذه المرة وفي هذه المرحلة بالذات هادفا إلى الهروب من وضعه المأزوم في الداخل الإسرائيلي بفعل فشله في حربه على غزة التي تكبد جيشه فيها خسائر كبيرة في الأيام الأخيرة، فضلا عن الغليان في الشارع الإسرائيلي الذي يضغط عليه بقوة ويطالبه بوقف هذه الحرب واستعادة الأسرى، وهروبا من هذا الوضع اندفع إلى الخارج لحرف الأنظار عنه.

 

‏وتضيف هذه المصادر أن نتنياهو قرر الاستمرار بكل أنواع الحروب، إلى أن يحين موعد انتخابات الكنيست؛ لأن وقف الحرب من شأنه أن يؤمن لخصومه ظروفا داخلية تمكنهم من الانقضاض عليه وإسقاطه قبل هذه الانتخابات وبعدها، فالغارة الجوية على الضاحية الجنوبية لبيروت استهدفت "هنغارا" يستخدم لأغراض مدنية واجتماعية وليس فيه أي أسلحة أو مقاتلين ومعدات عسكرية تستخدمها المقاومة، ولكن هذا التصعيد وفي هذا التوقيت بالذات والذي طاول محيط العاصمة بيروت إنما يدل على انزعاج نتنياهو الكبير جدا من المفاوضات الأميركية ـ الإيرانية التي يرتفع فيها منسوب التفاؤل المتبادل بين الجانبين المتفاوضين مع انعقاد كل جولة من جولاتها، ولذلك يريد نتنياهو باستهدافه عمق الضاحية الجنوبية الدخول على خط هذه المفاوضات للقول للأميركيين والإيرانيين أنه موجود وأن له رأيه في ما يتفاوضون عليه وعليهم التوقف عنده وأخذه في الاعتبار تحت طائلة  تعطيل هذه المفاوضات إذا تمكن من ذلك، خصوصا وأنه يعمل ضمن  الهامش الأميركي المعطى له للاستمرار في الحرب على حزب الله وعلى حركة "حماس" وأخواتها، ومن دون التدخل في المفاوضات النووية الأميركية ـ الإيرانية وهو ما كان اتفق عليه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال لقائهما الأخير في البيت الأبيض.

 

على أن المصادر تعتبر أن الولايات المتحدة الأميركية شريكة لنتنياهو في قصف الضاحية وفي كل خروقاتها لوقف إطلاق النار، بدليل أن الجانب الإسرائيلي أعلن أنه أبلغ الجانب الأميركي بالعملية قبل تنفيذها، وكان في إمكان الأميركيين أن يمنعوها لكنهم لم يفعلوا، علما أن اتفاق النار الذي أعلن في 27 تشرين الثاني الماضي يقضي بأن لكل فريق من الفريقين المتحاربين أن يبلغ لجنة المراقبة شكواه من أي خرق يرتكبه الفريق الآخر لكي تتولى هي معالجته، وبالتالي لا يحق لأي فريق التصرف بتفرد ويهاجم الفريق الآخر وتخريب الاتفاق، ولكن لجنة المراقبة المعنية والتي يرأسها ضابط أميركي كبير تسجل الخروقات الإسرائيلية ولا تردع إسرائيل.  

 

وإلى ذلك تقول المصادر، إن نتنياهو يستفيد من الانقسام الداخلي في لبنان معطوفا على الضمانات الأميركية المعطاة له للإمعان في خرق وقف النار والقرار الدولي 1701 وصولا إلى ضاحية بيروت وأي مكان في لبنان، خصوصا وأن بعض الأفرقاء الداخليين يعملون وفق أجندة خارجية يستبقون فيها السعي الجاري لتأمين الوضع الداخلي اللبناني بإدارة دقيقة تراعي البيئة التي تعرضت وما تزال تتعرض للعدوان الإسرائيلي وتكبدت ولا تزال تتكبد الخسائر على كل المستويات، وهذه المهمة يتصدى لها  رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، الذي يتنبه ويدرك أن هناك أجندة لدى بعض القوى الداخلية يستفيد منها الإسرائيلي بنحو أو بآخر للاستمرار في أعماله العدوانية غير المبررة. 

 

وتقول المصادر نفسها إن المقاومة التي تدرك خطورة التفلت الإسرائيلي والهامش الأميركي الذي يشجعه، تتعاطى مع الوقائع من خلال العمل على إسقاط أهداف التصعيد، فهي ما زالت متمسكة بالوقوف خلف الدولة لمعالجة الأمور بعيدا من أي انفعال، وإدارة الوضع بكثير من العقلانية والتروي لكي لا تعطي نتنياهو أي ذريعة لإعادة إشعال المنطقة، وإخراج نفسه من مآزقه الداخلية وتعطيل المفاوضات الأميركية ـ الإيرانية التي يتخوف من أن تأتي نتائجها بما لا يرضيه خصوصا إذا حصل اتفاق على البرنامج النووي الإيراني الذي يجد فيه "خطرا وجوديا" وهو يعمل على استدراج الأميركيين إلى الحرب لتدميره. وقد قال قبل يومين "إنَّ إسرائيل لا يمكنها قبول أي تسوية في شأن البرنامج النووي الإيراني إلا بما يشبه النموذج الليبي، الذي يتضمن تدمير كافة القدرات النووية لإيران بشكل كامل". مضيفا "أن إسرائيل لن تقبل سوى بتدمير كل المنشآت النووية الإيرانية، بما في ذلك المفاعلات ومنشآت التخصيب، لضمان عدم تمكن إيران من إعادة بناء برنامجها النووي في المستقبل، خصوصا في ظل التغيرات المحتملة في الإدارة الأميركية".

 

يستدل من كل ما تقدم أن نتنياهو الذي يعيش "نشوة النصر" الواهية كان ولا يزال يريد من كل حروبه "رأس إيران" متذرعا بأنها ببرنامجها النووي ودعمها لكل حركات المقاومة تشكل "خطرا وجوديا" على مستقبل إسرائيل، ولكنه كلما غرق في الحروب وأمعن فيها سيؤدي، بتقدير كثيرين، إلى سقوط مشروع إسرائيل التوراتية الذي يعمل على تنفيذه.