حمل التطبيق

      اخر الاخبار  التحكم المروري: 4 جرحى نتيجة 3 ​حوادث سير​ خلال الـ24 ساعة الماضية   /   الجيش الإسرائيلي استهدف حي شواط في عيتا الشعب وعمليات تمشيط في محيط بركة نقّار تسببت باندلاع النيران ليلا   /   الجيش الإسرائيلي: دمرنا نحو 50% من مخزون المنصات الصاروخية في إيران   /   الحكومة الهندية: بحثنا مع روسيا استيراد منظومات إس400 ومعدات عسكرية مهمة أخرى   /   وزير الدفاع الهندي يبلغ نظيره الصيني ضرورة سعي البلدين لحل دائم لنزاعهما الحدودي   /   التحكم المروري: حركة المرور كثيفة من جسر ‎خلدة باتجاه انفاق ‎المطار دون توقف للسير   /   التحكم المروري: حركة المرور طبيعية على مدخل ‎بيروت الشرقي من ‎ضهر البيدر حتى ‎الحازمية   /   وزير خارجية ألمانيا: لدى أوروبا نفوذ في المحادثات بين أميركا وإيران   /   الجيش الإسرائيلي ينسف مباني شمالي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة   /   ترامب: طائراتنا أصابت أهدافها في ‎إيران والمنشآت النووية محيت بالكامل   /   ترامب: سيكون من المفيد أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي معدل الفائدة   /   ‏ترامب: سنخفض الضرائب وسنعزز أمن الحدود   /   ‏ترامب: سنوقع اتفاقا مع الهند قريبا   /   ‏ترامب: نعمل على جعل أميركا عظيمة مجددا   /   ‏ترامب: وقعنا اتفاقا مع الصين   /   قوات العدو تطلق الرصاص بإتجاه "تلة هرمون" والمدفعية المعادية تستهدف التلة بقذيفة هاون   /   ‏دولة الإمارات تعرب عن إدانتها لاعتداءات مستوطنين إسرائيليين على مدن وقرى في الضفة الغربية   /   ‏وزير الدفاع الإسرائيلي: طلبنا نحن وأميركا من إيران تسليم اليورانيوم المُخصب   /   ‏عراقجي: حالياً لا نقبل زيارة غروسي لطهران   /   ‏عراقجي: تفعيل آلية الزناد من قبل أوروبا سيكون أكبر خطأ استراتيجي   /   ‏عراقجي: ندرس المطالبة بالتعويضات جراء الهجمات على منشآتنا النووية   /   مسيرة إسرائيلية معادية ألقت قنبلة على حي "الشواط" في بلدة عيتا الشعب   /   هيئة البث الإسرائيلية: اعتقال شخص بتهمة التجسس لصالح إيران   /   ‏سي.إن.إن عن مصادر مطلعة: محادثات أميركية إيرانية جرت خلف الكواليس حتى في خضم الضربات العسكرية   /   عراقجي: إيران ليست لبنان وإذا ما تمّ خرق وقف النار سيكون ردنا حاسما   /   

سيناريوهاتُ التصعيدِ بين إيران و"إسرائيل": بين الحربِ الشاملةِ والرَّدعِ المتبادَل

تلقى أبرز الأخبار عبر :


د. علي ناصر - خاصّ الأفضل نيوز

 

في سابقة خطيرة شنت إسرائيل هجوماً جوياً كبيراً على إيران، قتلت فيه عدداً من القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين، وادعت أنها دمرت منشآت نووية إيرانية ومصانع إنتاج الصواريخ البالستية. لم يتضح مدى مصداقية الادعاءات الإسرائيلية في تدمير القدرات العسكرية الإيرانية، لكن من الواضح أن الرد الإيراني الذي لم يتأخر كان واضحاً وقوياً قد أربك الحسابات الإسرائيلية والأمريكية معاً. 

 

الموقف الأمريكي

 

تميز الموقف الأمريكي في هذه الحرب بالمناورة الإعلامية التي أوحت للإيرانيين أن إسرائيل لن تقدم على ضرب إيران، وقدم الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" سلسلة من التصريحات المتناقضة سبقت الضربة وواكبتها وتلتها، كانت تؤشر إلى معرفته المسبقة بما سيحدث، وتهويله على الإيرانيين بما سيأتي. لكن الولايات المتحدة أعلنت عدم مشاركتها في الضربات، وأصدرت العديد من التصريحات التي تتعهدت بها بالدفاع عن إسرائيل. 

 

يتحرك الموقف الأمريكي حسب الوضع الإسرائيلي، فكلما تعرضت إسرائيل لضربات موجعة كلما أصبح التدخل العسكري الأمريكي أكثر تقدماً. الولايات المتحدة معنية بإيجاد مخرج لإسرائيل من ورطتها سواء كان دبلوماسيًّا أو عسكريًّا. لكن الجانب الإيراني الذي يعتبر الولايات المتحدة مشاركة وداعمة للهجوم الإسرائيلي لن يعطيها هذا الامتياز. 

 

لا تريد الولايات المتحدة من إسرائيل أن تقصف حقول الغاز والنفط الإيرانية في هذه المرحلة، وهذا طلب دول الخليج العربي، خوفاً من ردة فعل إيراني تؤدي إلى إغلاق مضيق هرمز التي ستكون نتائجه كارثية عليها. إضافة إلى ذلك سيكون تأثيرها على الغرب والصين كبيرا جداً، وستؤدي إلى إنهاء العقود التي أبرمها الرئيس "ترامب" مع السعودية وقطر والإمارات التي تقدر بمئات المليارات من الدولارات. لكن الولايات المتحدة تريد هي وإسرائيل ضرب جميع حقول النفط والغاز في مرحلة لاحقة لا تكون إيران فيها قادرة على إقفال المضيق أو قصف القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة. 

 

في المحصلة لا بد من التحرك الأمريكي لكن اتجاهات هذا التحرك تعتمد على التطورات الميدانية.

 

الموقف الإسرائيلي 

 

جميع الحروب التي خاضتها "دولة إسرائيل" منذ عام 1967 حدثت بعد الموافقة الأمريكية. تدرك إسرائيل أنها لا تملك قدرات ذاتية تؤهلها إلى خوض حروب منفردة. والحرب التي أقدمت عليها تأتي ضمن الدور التاريخي للكيان الصهيوني في تقديم نفسه كجزء من المنظومة الغربية ويعمل على تطبيق السياسة الأمريكية في المنطقة، لذلك تتوقع إسرائيل ألاّ تترك وحيدة في هذه الحرب، وهناك مؤشرات على بداية انخراط بريطاني هجومي على إيران على اعتبار أن التورط الدفاعي قائم ومعمول به. وإضافة إلى ذلك تقدم إسرائيل نفسها كدولة قادرة ومهيمنة ويمكن لها أن تفرض أفكارها الجيوسياسية على مساحة الشرق الأوسط، وهذا ما ينسجم مع المشروع الصهيوني للمنطقة.

 

 في الحقيقة ترتبط النتائج التي ستحققها إسرائيل بطبيعة التحرك الغربي وأي شكل سيتخذ -أكان عسكريًّا أم دبلوماسيًّا وتشمل النتائج كذلك مصير الحكومة الإسرائيلية وطبيعة الدولة نفسها. تدرك إسرائيل أن هذه المعركة سيكون لها تأثير على مصير الحركة الصهيونية، وفكرها الاستيطاني في فلسطين. إذا تخطت الحرب الوقت المحدد لها من قبل إسرائيل والولايات المتحدة ستكون نتائجها كارثية على سكان الكيان الصهيوني.

 

الموقف الإيراني

 

اتسمت ردة الفعل الإيرانية بالحزم والصلابة وعدم الخضوع رغم حجم الضربة والخديعة التي تعرضت لها من الولايات المتحدة الأمريكية. تملك إيران مجموعة من المعطيات سيكون لها تأثيرها الحاسم على نتائج الحرب: 

 

أولاً: استمرار القصف المدمر للكيان الصهيوني. الدمار الهائل والمفاجئ الذي حصل داخل "تل أبيب" لم يحدث منذ تأسيس الكيان الصهيوني عام 1948 وهو ما ترك آثاراً نفسية وسياسية عميقة داخل الكيان نفسه. إذا استمر القصف الإيراني لفترة أيام ستكون نتائجه حاسمة على مصير الحرب والكيان نفسه. 

 

ثانياً: إغلاق المجال البحري الإيراني وهو ما سيؤدي حكماً إلى إغلاق مضيق هرمز، وبالتالي محاصرة الأسطول الخامس الأمريكي في البحرين ومنعه من الخروج أو دخول سفن عسكرية أمريكية تابعة له إلى مياه الخليج، وهذا ما سيدفع إلى صدام حتمي مع القوات الأمريكية. 

 

تأتي خطورة هذه الخطوة في تداعياتها على الاقتصاد العالمي وعلى الأمن الإقليمي للخليج العربي وانعكاسها مباشرة على بنية وطبيعة الأنظمة السياسية القائمة. أكثر من ذلك، في حال وقعت مواجهة أمريكية -إيرانية في مياه الخليج العربي ستكون نتائجه كارثية على الأمن الاجتماعي لسكان دول الخليج العربية. 

 

ثالثاً: انسحاب إيران من معاهدة "عدم انتشار الأسلحة النووية" ودفع عملية تخصيب اليورانيوم إلى درجة تمكنها من امتلاك السلاح النووي، وهي خطوة تدفع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب إلى التورط بشكل مباشر في الصراع الحالي. 

 

تأتي خطورة هذه الخطوة بالتحدي الذي تفرضه على أمن الشرق الأوسط ووسط آسيا وبالتالي يشكل تهديدًا وجوديًّا "لدولة إسرائيل" ، وستصبح إيران قوة ردع نووي لا يمكن تجاوزها فيما يتعلق بالترتيبات الأمنية لمنطقة الخليج العربي. 

 

رابعاً: بدأت إسرائيل الحرب لكن قرار إنهائها يجب أن يكون إيرانياً، وأهمية ذلك ترتبط بمفهوم توازن الردع الذي سيسود المنطقة بعد نهاية الحرب، يعتمد ذلك على القوة العسكرية لإيران وقدرتها على التعامل مع الضغوطات العسكرية المستمرة والتي ستكون أكبر في حال دخول الولايات المتحدة الحرب إلى جانب إسرائيل.

 

الاتجاه الإسرائيلي يهدف إلى تغيير النظام الإيراني وليس السلاح النووي أو الصواريخ الباليستية كما تدعي، وتنتظر الولايات المتحدة مدى نجاح العمل الإسرائيلي لتحدد طبيعة خيارها السياسي أو العسكري. خسارة إيران للحرب ستكون نتائجها كارثية على الصين التي ستفقد حليفاً وشريكاً استراتيجياً، وروسيا التي ستفقد الممر الرئيسي نحو المياه الدافئة.