كريستال النوّار - خاص الأفضل نيوز
الشوارع تنزف يوميًّا وحوادث السّير تتكرّر بوتيرة مُقلقة. الأرقام ترتفع والأسباب كثيرة أوّلها السّرعة وليس آخرها استخدام الهاتف، والطّرقات المُتهالكة مع غياب الصيانة والإنارة. لكنّ هناك عاملاً آخر غالباً ما نهمله رغم خطورته، وهو الإطارات. قبل الشتاء والأمطار، هل إطارات سيارتك جاهزة؟
من دون أمطار وأرقام حوادث السّير مُخيفة، فكيف الحال مع "التّزحيط" المُقبل قريباً؟! تتحوّل الطّرقات إلى مساحاتٍ زلقة، لا ترحم مَن لا يستعدّ لها. والإطارات التي مرّ عليها الزّمن، أو تلك المصنوعة من موادٍ رخيصة وغير مطابقة للمواصفات، تصبح قنابل موقوتة. هذا ما يؤكّده خبير السّير المحلّف لدى المحاكم جوزيف متّى. ويُضيف في حديثٍ لموقع "الأفضل نيوز": "الإطارات تؤثّر كثيراً وتلعب دوراً مهمًّا في منع حوادث السير أو الحدّ منها.. "لازم تكون كاوتشوك مئة في المئة ومش بلاستيك وإلا ما بيلقط بالأرض".
ويُشير متّى إلى أنّ أهميّة نوعيّة الإطار توازي أهمّية أيّ تفصيل آخر في السيّارة، "فهذا التّفصيل الصّغير بالنّسبة إلى البعض، قد يُنقذ الحياة"، موضحاً: "يجب أن تكون سماكة الكاوتشوك في الإطار 1.6، كما يجب أن يكون تاريخه جديداً وليس قديماً، ويُكتب على كلّ إطار تاريخ صنعه".
إنّه سلاحٌ ذو حدّين. فالإطار الجيّد المصنوع من الكاوتشوك المطاطي الطبيعي أو الصّناعي، مصمّم لتحمّل الحرارة وامتصاص الصّدمات وتوفير تماسكٍ ممتاز مع الطريق. في المقابل، هناك إطارات مصنوعة جزئيًّا أو كليًّا من البلاستيك أو من مواد رديئة لا تصمد أمام حرارة الصّيف ولا أمام أمطار الشتاء. والنّتيجة؟ انزلاق أو فقدان السّيطرة على السيارة أثناء القيادة.
في هذا السياق، يُشير مصدرٌ عبر موقعنا إلى أنّ الإطارات الرّديئة موجودة فعلاً في عددٍ كبير من الأسواق يملكها تجّار يستفيدون على حساب حياة النّاس. ويقول المصدر لموقعنا: "عملتُ في محلّ يبيع الإطارات وكنتُ أرى هذا الأمر أمام عينَي".
لماذا الكاوتشوك وليس البلاستيك؟
يُفسّر المصدر أنّ الكاوتشوك يتمتّع بمرونة و"ذاكرة" مطاطيّة تُمكّنه من استعادة شكله بعد الضّغوط، كما أنّه مقاومٌ للاحتكاك ويتفاعل بشكلٍ أفضل مع تغيّرات الطقس. بينما البلاستيك ببساطة، قاسٍ وهشّ وقاتل عند الحاجة إليه.
ولا عجب أنّه يجوب شوارعنا آلاف السيارات بإطاراتٍ منتهية الصّلاحية أو بأسطحٍ ممسوحة تماماً. بعضها لا ينجو ويصطدم، أمّأ بعضها الآخر فينجو، لكنّه يترك خلفه قصّة حزينة وعائلة مكسورة.
صحيح أنّ الرّقابة على نوعيّة الإطارات المستوردة قد تكون غائبة، لكنّ المسؤولية لا تقع على الدّولة وحدها. عندما تُريد شراء إطار سيارة، هل تسأل البائع عن بلد المنشأ وتاريخ التّصنيع وخصائص الإطار؟ وهل تصطحب معك مختصّ يفهم بهذه الأمور؟ أم تكتفي بالسّعر الأرخص؟
في بلدٍ حيث الأمان على الطرقات لا يُمنَح بل يُنتَزع، يجب أن نكون نحن السّائقين خطّ الدفاع الأول. وفي المرّة المُقبلة التي تفكّر فيها بتبديل إطار سيارتك، لا تسأل عن السّعر فقط، اسأل أيضاً عن السّلامة كي تنقذ حياتك وحياة الآخرين.