عماد مرمل - خاصّ الأفضل نيوز
مع حلول الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، يبدو "السيد" وكأنه ما يزال الحاضر الأكبر عقب مرور سنة على رحيله المدوي.
محبوه يستحضرون عند كل استحقاق مواقفه وخطاباته وصوته وإنجازاته وخياراته للاستلهام منها، وخصومه يستمرون في ملاحقة طيفه الذي تبين لهم انه لا يقل تأثيرا عن حضوره .
ولعلَّ أزمة إضاءة صخرة الروشة بصورتَي السيدين نصرالله وهاشم صفي الدين أثبتت كيف أن السيد نصرالله الشهيد يستمر في صنع الحدث والتأثير عليه كما لو أنه حي. هو "فائض" الحجم والدور والوزن والكاريزما، الذي لا يحتويه الغياب مهما كان قاسيا.
عام مضى على استشهاد السيد نصرالله والبعض من محبيه ما يزال حتى الآن غير مصدق رحيله ويرفض الانتقال من 26 أيلول إلى 27 أيلول تاريخ الاستهداف الإسرائيلي للسيد.
لدى هؤلاء اقتناع بأن "السيد" ما زال على قيد الحياة، وبأنه موجود في مكان ما لضرورات حمايته على قاعدة أن الخدع في الحرب مشروعة وأن الترويج لاستشهاده ليس سوى خدعة لتضليل العدو في انتظار أن يعود إلى الضوء في الوقت المناسب.
هذا الإصرار عند البعض على إنكار استشهاد "السيد"، بعد مرور سنة على رحيله، إنما يعكس المكانة الاستثنائية التي يشغلها في قلوب أنصاره ووجدانهم إلى درجة أنهم باتوا غير قادرين على تقبل فكرة غيابه.
وهناك بين الذين سلّموا بحقيقة استشهاد "السيد" من يتصرف على أساس أن الأمين العام السابق لحزب الله في سفر طويل وذلك في محاولة للتعايش مع الواقع والتخفيف من وطأته.
وأما الذين تقبلوا فكرة استشهاده فإنهم ما يزالون يتعاملون مع شهادة "السيد" وكأنها تمت بالأمس وليس قبل سنة، حيث إن الوقت لم ينجح في تبريد جرحهم وتخفيف حزنهم بل هم ازدادوا شوقا له وتعلقا به.
وعلى مستوى حزب الله - التنظيم، استطاع "الحزب" احتواء صدمة استشهاد قائده التاريخي وقطع شوطا كبيرا في اتجاه إعادة ترتيب بيته الداخلي إثر العاصفة التي هبت عليه من خلال العدوان الإسرائيلي الأخير واستشهاد أمينه العام، وهو الأمر الذي عكسه الأمين العام الحالي الشيخ نعيم قاسم بتأكيده المتكرر أن الحزب يواصل تعافيه على كل الصعد، ومن ضمنها "التعافي الجهادي" ، كما أوضح في خطابه لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد "السيد."
وعلى المستوى اللبناني العام، ما هو مؤكد أن السيد نصرالله شكل علامة فارقة في الحياة السياسية بمعزل عما إذا كنت تؤيده أو تعارضه، وهذا ما يتفق عليه أنصاره وخصومه على حد سواء، إذ كان له نمطه الخاص في مقاربة الأمور، إلى درجة أنه بدا أحيانا غريبا عن النادي السياسي التقليدي وإن تمكن من التأقلم معه بفعل براغماتيته في التعاطي مع الشأن الداخلي اللبناني.