زياد العسل _ خاصّ الأفضل نيوز
يعودُ موسمُ الزيتون هذا العام بقوةٍ، في ظلّ ارتفاع سعر كيلو الزيتون والزيت، فالأخير ناهز 120$ للتنكة المنتجة هذا العام، وما يقارب ال85$ للتنكة المنتجَة العام المنصرم.
وقد كان للأفضل نيوز جولةٌ على بعض الحقول حيث عدنا بالتقرير التالي.
يؤكّدُ الحاج أحمد (الرفيد، البقاع) أنّ هذا العام كان جيدًا من حيث القطاف ،خلافًا لما يُقالُ عن سوء الموسم. وقد نزل مع أفراد عائلته المكونة من ٦ أشخاص لقطاف موسمهم، حيث أنَّ قسمًا من الإنتاج سيخصصه للبيع؛ لاستثمار ثمنه في هذه الظروف الصعبةِ والقاسية التي يمرُّ بها. وقد استعانَ في اليومين الأخيرين من قطافه، بعمال لبنانيين وسوريين في مقابل مبلغٍ سدده لهم وهو 300 ألف ليرة لبنانية، في ظلّ اضطرار شخصين من العائلة للتغيّب بداعي العمل والارتباط الوظيفي.
يؤكد أبو وليد (ضهر الأحمر، البقاع) للأفضل نيوز أنه تفرّغ بشكلٍ كاملٍ هذا العام للعمل في الزيتون، بالموازاة مع عدم قدرته على دفع مقابلٍ يوميٍّ للعمال، وسط كثرة أيام عمله في حقلَيْه الكبيرين. وأضاف: "إنَّ هذا الموسم أشبه بفسحة تنفسٍ وسط الظروف الصعبة في لبنان، ممازحًا: لو الزيتونات للدولة ما شفنا ولا حص!".
أمّا معاصر الزيتون، فقد لجأ أصحابها إلى الاشتراكات والمولدات بسبب انقطاع الكهرباء المستمر، الأمر الذي اضطرهم إلى رفع الأجور نتيجةّ لغلاء ثمن صفيحة المازوت. وفي السياق، أبدى عددٌ لا بأس به من مزارعي الزيتون في راشيا والبقاع الغربي استياءهم الشديد من وزارة الزراعة، فقال الحاج أبو علي (مشغرة) الذي التقاه مراسل موقعنا: "إنَّ المطلوب هو ترويج زيت الزيتون في هذه المنطقة وكلِّ لبنان، ولكن، )لا تندهي ما في حدا)".
موسمٌ واعدٌ هذا العام، خلافًا لما قيل منذ أشهر من قبل مراقبين ومزارعين، ولعلّ الكرَمَ الربانيّ لم يترك الشعبَ اللبنانيَّ يعاني مع غياب دولته عن همومه ومصيره القاتم، ليكون الزيت والزيتون بوابةً نحو استثمار ما أعطى الله من فيض كرمه ونعيمه، فهل تسمع الوزارةُ المعنية الصوتَ، ليصبحَ الكرم الرباني واهتمام الدولة "زيتًا على زيتون...!".